منظمات خيرية: مضيق المانش سيبتلع مزيداً من طالبي اللجوء

حذرت منظمات خيرية من أن "القنال الإنجليزي" مضيق المانش، سيبتلع مزيداً من طالبي اللجوء الذين يقومون بالرحلة المحفوفة بالمخاطر بحثا عن حياة أفضل، بعد الفرار من بلاد تمزقها الحروب وينهشها الفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويفر مئات الألوف من الصراعات والفقر والاضطهاد في العراق وسوريا وأفغانستان واليمن والسودان، ويتسللون عبر الحدود بمساعدة مهربين في رحلات ملحمية إلى الدول ذات الاقتصادات الغنية في غربي أوروبا.

وأدت هذه التحركات البشرية بأعداد كبيرة لأناس بعضهم يهربون من صراعات، تجري بمشاركة الغرب، إلى زيادة حدة الخطاب السياسي في أرجاء أوروبا، من بلغاريا إلى بريطانيا. وطالبو اللجوء هؤلاء، باستثناء قلة قليلة منهم، ليسوا موضع ترحيب في أوروبا الغربية.

وتبادلت كل من فرنسا وبريطانيا اللوم فيما بينهما اليوم الخميس غداة مصرع 31 مهاجرا في أثناء محاولتهم عبور "القنال" في زورق مطاطي. وكان الحادث هو الأسوأ من نوعه على الإطلاق في الممر المائي الفاصل بين البلدين.

وقالت كاي مارش التي تعمل في جمعية (سامفيري) الخيرية لمساعدة المهاجرين لرويترز "إذا لم نعتبر هذا (الحادث) عنصرا محفزا على إجراء تغيير مناسب في النهج، فإن هذه (الحوادث) ستقع مرارا وتكرارا وستزداد سوءا".

اقرأ أيضاً

مجلة بريطانية: الخلافات السياسية حولت اللجوء عبر قناة "بحر المانش" إلى مأساة

وأضافت مارش في مقابلة في دوفر، بوابة بريطانيا على أوروبا، أن "أساليب الردع لن تنجح"، مؤكدة أن سقوط مزيد من الغرقى في "القنال الإنجليزي" أمر لا مفر منه.

وبعد ساعات فقط من الحادث، وصل نحو 40 طالب لجوء إلى دوفر، وقال مراسلون من رويترز إن قوات حرس الحدود البريطانية وضعتهم في حافلة حمراء ذات طابقين.

وقفز عدد من طالبي اللجوء الذين عُرف أنهم عبروا "القنال الإنجليزي" في 2021 إلى 25776 حتى الآن، ارتفاعا من 8461 في 2020 كلها و1835 في 2019، بحسب إحصاءات جمعتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بالاعتماد على بيانات وزارة الداخلية.

وقالت وزارة الداخلية إنها لا تنشر البيانات التفصيلية الخاصة بها.

وأعربت بريطانيا عن شعورها بالإحباط إزاء تقاعس فرنسا عن منع مثل هذه الرحلات والتصدي لمهربي البشر، في حين تدعو إلى تحرك دولي لمعالجة المشكلة من المنشأ.