أعلن فريق "منسقو استجابة سوريا" جميع المخيمات الموجودة في محافظات إدلب وريفها ومناطق ريف حلب "مناطق منكوبة بالكامل".
وأوضح الفريق، في بيان له، أن إعلانه جاء "على إثر الهطولات المطرية المتتالية على مناطق شمال غربي سوريا، وتضرر الآلاف من النازحين ضمن المخيمات، وتعطل حركة الطرقات المؤدية إلى المخيمات أو داخلها، وتهدم المئات من الخيام وتضرر الآلاف الأخرى".
وأضاف أن تلك المخيمات "تحولت إلى مقابر جماعية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مع ضعف كبير في الخدمات والإمكانيات المتاحة وعدم توفر مراكز إيواء لاستيعاب آلاف المتضررين".
وأهاب الفريق بالمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي التدخل السريع لإغاثة المنكوبين، والوقوف على احتياجاتهم، وتلبية خدماتهم الأساسية وتعويض الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية في المنطقة.
وكان فريق "منسقو استجابة سوريا"، قال في بيان سابق الأسبوع الماضي، إن المخيمات التي تضررت سابقاً تشهد ضعفاً كبيراً في عمليات الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات العاملة في المنطقة، حيث لم تصل الاستجابة الإنسانية حتى الآن إلى المدى المطلوب وجميعها ذات تأثير محدود.
وشدد الفريق على ضرورة تقديم الدعم الإنساني بشكل فوري في كافة المخيمات، والتركيز على أعمال البنية التحتية وإصلاح الطرقات خوفاً من زيادة الأضرار في المخيمات.
وطالب بتفعيل خطة طوارئ عاجلة، وإيجاد مستودعات مركزية في الداخل السوري تشرف عليها المنظمات، والتخلص من بيروقراطية وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، مطالباً الجهات المسيطرة والمنظمات الدولية والإنسانية والمجتمع الدولية مسؤولية التأخر في تعويض الأضرار وزيادة مأساة النازحين في جميع المخيمات.
اقرأ أيضاً: جهاد عبدو وعبد الحكيم قطيفان.. فنانون سوريون يلطخون وجوههم بالطين
يذكر أن محافظات الشمال السوري تعرضت خلال الفترة الماضية لموجة من الأمطار الغزيرة، ترتب عليها حدوث سيول وتراكم المياه الراكدة داخل مخيمات المهجرين السوريين.
ويتكرّر مشهد معاناة عشرات آلاف السوريين المهجرين شمال غربي سوريا في جميع الفصول تقريباً، ولكّنه يشتد ويقسو في فصل الشتاء مع العواصف المطرية التي تضرب مخيمات المهجرين وتُغرق خيامهم.
وخلال السنوات الماضية نزح ملايين المدنيين إثر قصف النظام وروسيا لمدنهم، إلى المناطق القريبة من الحدود السورية التركية، حيث اضطرت مئات آلاف العائلات للسكن في خيام بعد ما عجزوا عن تأمين بيوت تؤويهم.
وتعاني المخيمات المذكورة من انعدام البنية التحتية، فضلا عن تحولها إلى برك من الوحل خلال فصل الشتاء، حيث تبدأ مياه الأمطار بالتسرب إلى الخيام بعد تعرض أقمشتها للاهتراء بسبب حرارة الصيف.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: الشتاء مصدر قلق لأكثر من 2 مليون مهجر في سوريا
وحذرت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أن العديد من "العائلات الضعيفة" ليست مستعدة بشكل كافٍ لفصل الشتاء، بسبب استمرار فجوة تمويل جهود الاستعداد لفصل الشتاء في جميع أنحاء سوريا، والبالغة 24.5 مليون دولار، ما قد يترك 500 ألف سوري بدون مساعدات الشتاء في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد تضرر أكثر من 67 ألف نازح داخلياً، بنحو 200 موقع في جميع أنحاء شمال غربي سوريا، بسبب الفيضانات وظروف الشتاء، التي دمرت 11 ألفاً و500 خيمة، وتسببت بوفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين.
اقرأ أيضاً: مشاهد مؤلمة تُظهر معاناة النازحين في مخيمات الشمال السوري