لم يغب منزل عائلة الأبرش في دمشق عن أحاديث السوريين رغم ما يعانيه الأهالي من أزمات تعصف بالبلاد، فلا يمر صديقان من الشارع الذي يقع فيه المنزل إلا ويتبادلان بعضاً من الخرافات المتداولة حوله كقصص الجن والعقبات المريبة التي حالت دون بيعه ومنعت محاولات الدخول إليه.
حضور المنزل في جلسات السوريين خلال اجتماعاتهم في الوطن أو حتى في بلاد اللجوء، شجع مجموعة من الشباب للعمل على إنتاج أول فيلم يحكي قصة منزل عائلة الأبرش، في منطقة الجسر الأبيض وسط العاصمة السورية والمهجور منذ أكثر من ثلاثة عقود.
الغرابة والخوف والتشويق، ثلاثة ركائز يستند إليها فيلم "بوابة الجسر الأبيض"، إذ دفعت هذه العوامل مجموعة من الشباب لاختيار بيت عائلة الأبرش أو ما بات يعرف بالبيت المسكون في الجسر الأبيض، للانطلاق بحكاية فيلم قصير، جمعت بين خيال الكاتب وخيال وسرديات السكان في المنطقة.
ويشارك في الفيلم مجموعة من الفنانين بينهم الممثلتان السوريتان وفاء موصللي ولوريس القزق المشاركتان في أدوار البطولة.
تقول لوريس إن ما شدها للمشاركة في العمل هو الحكايات المروية عن هذا المنزل ففيه من التفاصيل ما يستدعي التوقف عنده. لكنها تارة تنفي إيمانها بالروايات المتناقلة عنه وتارة لا تنفي وجود سحر وظواهر غريبة في المكان المذكور.
وإضافة إلى ذلك، تتحدث لوريس عن "احتمالية وجود تنقلات زمنية، بانتظار إثباتها علمياً، لكن الجدل الحاصل كافٍ لتصوير أعمال فنية؛ أفلام أو مسلسلات تتحدث عن الموضوع وتسلط عليه الضوء"، وفقاً لما ذكرته في تصريحات لشبكة "كيوميديا" المحلية.
دمج بين خيال السكان وخيال الكاتب
يبدأ الشاب كريم نويلاتي تجربته الأولى في الكتابة والإخراج، من بوابة "الجسر الأبيض" وهو اسم الفيلم، محاولاً من خلالها الجمع بين القصص التي يرويها السكان في دمشق وبين حبكة درامية مفترضة تثري العمل.
ويقول نويلاتي: "نحن نسمع كثيراً من القصص عن المنزل، لكننا في الفيلم نعمل على خلق تركيبة بين القصص المتداولة ودمجها بسيناريوهات أخرى، حيث إن 50 بالمئة من محتوى الفيلم سيبنى على الأقاويل المتداولة عن المنزل والأشباح والسحر".
وعن أبطال العمل، يشير نويلاتي إلى أنّ لوريس قزق ستكون إحدى أبطال الفيلم بدور "ليزا" كمحرك أساسي للأحداث، وتلعب دور صاحبة المنزل "المسكون".
يتابع: "ليزا امرأة تعود إلى سوريا من مصر بعد طلاقها من زوجها وتدخل المنزل، لتبدأ الظواهر الغريبة بالظهور، وتلتقي ليزا صاحبة من المنزل مع أشخاص آخرين ليبدأ الصراع بين الخير والشر".
وفاء موصللي بدور غامض
وفي تقرير بثته شبكة "كيو ميديا"، تظهر وفاء موصللي كإحدى الشخصيات الرئيسية في الفيلم بمكياج غامض ينم عن تأدية شخصية "شريرة" في العمل.
وتقول موصلي عن دورها في العمل: "أنا أيف.. ما بتخوف أبداً" وتتابع: "أيف تحمل قضية وهي متابعة ليزا من غير أن تتكشف العلاقة التي تربطهما، وفي سبيل هذه المتابعة تقود "أيف" مجموعة من الأشخاص، وهي إنسانة حازمة تهتم بموضوع التوقيت والزمن والنظام".
أين صوّر الفيلم ؟
صوّرت أحداث الفيلم في موقع قريب من المنزل المذكور بمنطقة الجسر الأبيض وسط العاصمة السورية دمشق، إذ لم يكن البيت الحقيقي من ضمن خيارات التصوير بالرغم من كونه محور الفيلم.
وبرر كاتب العمل سبب الابتعاد عن التصوير في الموقع الحقيقي بالقول: "بالبداية كنت حابب صوّر بالبيت، لكن التصوير فيه يعني توثيقه وتأكيد الأكاذيب والخرافات المنتشرة حوله"، أما لوريس قزق فكان شرطها للمشاركة في تصوير الفيلم أن يتم التصوير في موقع آخر وهو ما تمّ فعلاً.
مواقف غريبة خلال تصوير الفيلم
وفي معرض حديثها عن مجريات تصوير الفيلم، تقول لوريس قزق إن أحداثاً غريبة جرت خلال عمليات التصوير كتعطل في الكاميرات والآليات وسيارات النقل ونفاد البطاريات المفاجئ.
وتضيف أن إحدى السيارات كان يفترض أن تقلها إلى موقع التصوير، إلا أنها تعطلت ليتم استبدالها بسيارة أخرى، لكن الأخيرة أيضاً تعطلت في ظروف وصفتها بالغامضة.
منزل عائلة الأبرش
يقع منزل عائلة الأبرش في منطقة الجسر الأبيض في العاصمة السورية دمشق، ونسجت حوله قصص مختلفة حول سبب بقائه مهجوراً طوال 30 عاماً رغم موقعه المميز في أحد أرقى أحياء المدينة.
ويتناول السكان روايات تقول إن المنزل المؤلف من طابقين هجر بسبب حدوث ظواهر وصفوها بالمرعبة عايشها أشخاص حاولوا كسر عزلة المنزل.
لكن أحد أقرباء ملّاك المنزل (رائد الأبرش) كان قد رد على منشور بمجموعة على موقع فيس بوك تم التساؤل فيه عن المنزل بالقول: "المنزل مملوك لأبناء عمي وهم مقيمون في دمشق، وتم إنشاء المنزل من قبل جدهم في ستينيات القرن المنصرم وتزامن ذلك مع عدة قصص تتعلق بموقع المنزل، وظهرت على إثرها تلك الروايات العارية عن الصحة، والتي لا تتماشى مع العقل والمنطق وإنما تهدف إلى البخس من قيمته لا أكثر".
ويتابع الأبرش: "توفي المالك (الجد) وأولاده وانتقلت ملكية المنزل إلى يد الأحفاد. وقضيت فترة الطفولة وأنا أزوره رفقة والدي خلال فترة التسعينيات وكان يستخدم كمكتب لأحد أبناء عم والدي، ولم أر أو أسمع أي أمر مريب أو مثير للاهتمام بل على العكس لطالما أعجبت بالمكان وطريقة البناء الدمشقية القديمة".
ورداً على التساؤلات الكثيرة حول بقاء منزل عائلة الأبرش فارغاً وعدم استثماره أو تأجيره، يقول الأبرش: "هناك أناس يغلقون بيوتهم ولا يستثمرونها لأسباب شخصية، ويحق لأصحاب البيت الاحتفاظ بالإجابة".
من هي وفاء موصللي؟
وفاء موصللي ممثلة سورية من مواليد عام 1959، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق. وبدأت مسيرتها الفنية عام 1980، واشتهرت من خلال تأدية الأدوار البارزة في أعمال البيئة الشامية، وهي عضو في "نقابة الفنانين" منذ عام 1981.
مسلسلات شاركت فيها وفاء موصللي
شاركت الممثلة السورية وفاء موصللي في عشرات الأعمال التلفزيونية والإذاعية وفي السينما والمسرح ومن أهم الأعمال الدرامية التلفزيونية ما يلي:
على قيد الحب - أيام شامية - مرايا - رقصة الحبار - الطير - بيت جدي - الحب المستحيل - الشام العدية - الولادة من الخاصرة - بقعة ضوء - طاحون الشر - زنود الست - عالمكشوف - يوميات أبو عنت - طريق - عودة الفارس - رائحة الروح - أبو المفهومية - بنات اكريكوز - باب الحارة.
من هي لوريس قزق؟
لوريس قزق ممثلة سورية من مواليد عام 1989، تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2011 وهي ابنة الفنان الراحل محمد قزق وعمها الممثل السوري فايز قزق، وأخوها الممثل وسيم قزق.
ودخلت عالم المسرح والتمثيل في سن مبكرة إذ كان والدها، الراحل محمد قزق مهندس ديكور مسرحي، يصطحبها مع أخيها وسيم لحضور جميع العروض المسرحية، فدخلت في هذا العالم منذ السنة الخامسة من عمرها.
وشاركت لوريس في جميع النشاطات والمهرجانات التابعة للمعهد من عروض مسرحية ومهرجانات سينمائية منذ عام 2007.
مسلسلات شاركت فيها لوريس قزق:
- وحدن
- الندم
- دامسكو
- باب الحارة 7
- باب الحارة 6
- دنيا 2
- الحقائب
- حمام شامي
- زمن البرغوت 2
- سوق الحرير