غادرت عائلة رزان زيد العقال سوريا مطلع عام 2016 متجهة إلى ألمانيا، عبرت العائلة البحر بقارب مطاطي وحطت بهم الأمواج على ضفاف جزيرة كيوس اليونانية، وبعد عدة أيام وصلت رحلتهم إلى النهاية، ليتوقف القطار في شمال ألمانيا بمدينة لوبيك التابعة لولاية شليسفيغ هولشتاين.
في شمال ألمانيا، دخلت الطالبة رزان المدرسة و بدت علامات التفوق تظهر عليها في المدرسة الثانوية "Gymnasium"، حيث حصدت العلامات التامة في أغلب المواد الدراسية، متغلبة في ذلك على أقرانها الألمان، ونتيجة لتفوقها حصلت الطالبة على منحة في دراسة البحوث العلمية.
الإصرار على التفوق
بعد حوالي 20 يوماً من وصول العائلة إلى شمال ألمانيا وبالتحديد مدينة لوبيك، حصلت العائلة على حق اللجوء في ألمانيا، لتبدأ مرحلة جديدة، ونظراً لعدم معرفة العائلة باللغة الألمانية، تم وضع الأطفال جميعاً في "كورس" فصل مكثف لتعلم اللغة الألمانية، تقول رزان لموقع تلفزيون سوريا: "نتيجة للظروف التي مرت بها العائلة، زاد الإصرار لتعلم اللغة الألمانية، واستطعت أن أتقن اللغة الألمانية بعد شهرين تقريباً، يعود سبب رغبتي في إتقان اللغة، هو اعتماد عائلتي علي في الترجمة، وحبي في تعلم اللغة”.
المثابرة والاجتهاد
تضيف رزان: "بعد دروس اللغة المكثفة، عدت إلى مقاعد الدراسة، وأنهيت المرحلة الإعدادية "الصف التاسع"، ونجحت بمرتبة تفوق، لأنتقل بذلك إلى المرحلة الثانوية، بكل تأكيد في المراحل الدراسية المتقدمة، تكون أكثر صعوبة، فالعملية الدراسية، هي كالسلسلة، وكل ما أنهيت مرحلة، نتعلم شيئا جديدا، لم يشكل المنهاج التدريسي أي صعوبة، كما أن اللغة لم تكن العائق في تحقيق طموحي، فعند سماعي لأي كلمة جديدة، كنت أدونها في دفتري، لأبحث عنها عند عودتي للمنزل بشكل مفصل، لأجل هذا تفوقت على زملائي حتى باللغة الألمانية، واللغات الأجنبية الأخرى".
عائلة رزان مكونة من 11 فردا، يقول والد رزان، إن رزان وأشقاءها متفوقون في الدراسة، جميعهم حصلوا على الدرجة الأولى في المدرسة، ويعود فضل التفوق لرزان، فهي الأخت الكبرى في العائلة، منذ الشهور الأولى لنا في ألمانيا ظهر تفوقها في الدراسة، فبعد مرور شهرين من وجودنا في مدينة لوبيك استطاعت أن تتعلم الألمانية وتتقنها بشكل جيد، لتحقق العلامة التامة في اللغة الإنكليزية والإسبانية والألمانية بالمرحلة الإعدادية، وتتغلب في ذلك على جميع أقرانها!
رزان متطوعة في المستشفى
واصلت رزان تفوقها في المرحلة الثانوية "Gymnasium" وتوجت هذا التفوق بحصولها على منحة في دراسة البحوث العلمية، تقول رزان: "حققت التفوق في الثالث الثانوي لهذا العام، وعلى الرغم من صعوبة الدراسة بسبب جائحة كورونا إلا أن علاماتي في أغلب المواد كانت التامة، وحققت 491 من مجموع 500، لأحصل على منحة دراسية في دراسة البحوث العلمية وبنفس الوقت سيكون بمقدوري دراسة الطب البشري".
تنتظر رزان بدء العام الدراسي "الجامعي" بفارغ الصبر، إلا أنها تفضل الانتظار عن قرب، تقول رزان ريثما يبدأ العام الدراسي الجديد، تطوعت في مستشفى لوبيك لأبقى بجانب طموحي وأجمع بعض الخبرات العملية قبل الدراسة الجامعية.
لمحة عن العائلة
عائلة رزان مكونة من 11 شخصا، ثلاث فتيات وستة شباب، بالإضافة للأب والأم، الأخت التي تلي رزان في الصف الثاني الثانوي تسير على خطى رزان، فهي أيضا متفوقة وترتيبها الثالث في المدرسة، وأخوها في الصف العاشر في الدرجة الثالثة، كما أختها في الصف السابع حصلت على الدرجة الثانية، وإخوتها الأصغر في المرحلة الابتدائية هم أيضا من المتفوقين، وترتيبهم بين الدرجة الأولى أو الثانية.