icon
التغطية الحية

منازل مهدّمة و"عزلة".. كيف يعيش السوريون العائدون من لبنان؟

2024.11.19 | 10:54 دمشق

دوما بريف دمشق
دمار في أحد أحياء مدينة دوما بريف دمشق ـ رويترز
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- عاد أبو غسان إلى سوريا ليجد منزله مدمراً، مما اضطره للإقامة مع أقاربه وتحمل تكاليف ترميم باهظة، بينما يعاني من صعوبة في العثور على عمل.
- يواجه العائدون من لبنان إلى سوريا ظروفاً معيشية قاسية، مع نقص في الخدمات وفرص العمل، وحرمانهم من السلع المدعومة بسبب عدم امتلاكهم "البطاقة الذكية".
- تشير تقارير الأمم المتحدة إلى حاجة 16.7 مليون شخص في سوريا للمساعدات الإنسانية، مع تفاقم الأزمة بسبب عودة 510 آلاف شخص من لبنان، مما يعقد الوضع الإنساني.

لم يكن أبو غسان (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) يتوقع أنّ رحلة عودته إلى سوريا ستنتهي بالسكن في منزل على "العظم" بريف دمشق، بعد عشر سنوات من اللجوء في لبنان وجد الرجل نفسه بلا مأوى في وطنه، يعيش وسط ظروف اقتصادية متردية، إلى جانب قلة فرص العمل.

فرَ أبو غسان، 47 عاماً، من سوريا إلى لبنان عام 2015، واستقر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعمل في مهنة توصيل الطلبات (دليفري) لكن مع تصاعد القصف الإسرائيلي على لبنان منذ شهر تشرين الأول الفائت قرر العودة إلى مسقط رأسه في داريا بريف دمشق.

بيوت مدمرة ومسروقة

يقول أبو غسان لـ موقع تلفزيون سوريا "عندما عدت إلى داريا وجدت منزلي (معفشا) حيث لا نوافذ ولا أبواب ولا حتى أرضية ولا أسلاك كهربائية"، مردفاً أنه أقام لدى أقارب له مدة أكثر من أسبوع ريثما يرمم منزله بشكل جزئي للانتقال إليه وذلك نتيجة عدم قدرته على الاستئجار.

وبلغت تكاليف إصلاح منزل أبو غسان ما يقارب 40 مليون ليرة، نصفهم تم استدانته من قريب له والنصف الثاني كان آخر ما تبقى من مدخراته المالية خلال عمله في بيروت، كما قال، مضيفاً أنه ما يزال يبحث عن عمل يعيل أسرته لكن دون نتيجة.

يخشى الرجل الوقوع تحت نقمة الاستدانة لتغطية نفقات حياته خصوصاً ألا عمل لديه حتى اليوم، "أفكر بالعمل في الفعالة"، وهي عمل يومي (مياومة) لكن حتى هذا العمل لا يوفر له دخلا يوميا ثابت حسبما قال لـ موقع تلفزيون سوريا، لافتاً أنه في حال اشتغل بالمياومة يومياً، فإن أجرته اليومية تتراوح بين 40 و60 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ لا يتجاوز 4 دولارت، بينما كانت يوميته في لبنان تتجاوز الـ 15 دولارا.

وتمثل حالة أبو غسان معاناة كثيرين من هؤلاء العائدين إلى بلادهم نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان، ويعيش أغلبهم ظروفاً حياتية قاسية نتيجة انعدام الخدمات وقلة فرص العمل وعدم اهتمام حكومة النظام بهم، إلى جانب تهدم منازلهم بريف دمشق من جراء الحرب.

وفي السياق، قال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا غونزالو فارغاس يوسا، إن 68 في المئة من الفارين من لبنان، "هم سوريون يعودون إلى مجتمعاتهم المدمرة"، مؤكداً أنهم "يحتاجون إلى مساعدات عاجلة".

أزمة الخدمات والمساعدات ليست فقط ما يواجه العائدين إلى سوريا، إنما يجد هؤلاء صعوبة واستحالة في الحصول على السلع "المدعومة" من قبل حكومة النظام لعدم امتلاكهم "البطاقة الذكية".

أزمة معيشية تواجه العائدين من لبنان

يقول خالد، وهو عائد من لبنان إلى حمورية بريف دمشق لـ موقع تلفزيون سوريا "نشتري الخبز بالسعر الحر 3 آلاف ليرة سورية، وكذلك باقي السلع المدعومة كالمازوت والبنزين وغيرهما. مشيراً إلى أنّ عائلته تحتاج إلى مادة المازوت للتدفئة لكنه لم يتمكن من شراء حتى لتر واحد.

ويسكن خالد وعائلته المكونة من 4 أفراد في منزل عائلته بحمورية نتيجة تهدم منزله وتضرره كلياً، قائلاً: "منزلي مدمر وغير صالح للسكن، وفي الوقت ذاته ليس لدي القدرة على دفع إيجار منزل". ويضيف، أنه حتى اليوم لم يتلقَ أية مساعدات ولم يجد عملاً يعيل أسرته.

وتفيد تقارير الأمم المتحدة بأنّ أكثر من 16.7 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وذلك في ظل بنى تحتية متدهورة ونقص حاد في التمويل والاحتياجات التي تفاقمت بعد فرار نحو 510 آلاف شخص من لبنان إلى سوريا خلال شهر تشرين الأول الفائت، معظمهم من النساء والأطفال وصلوا إلى بلد يعيش سكانه أزمة إنسانية تعمقها الاحتياجات المتزايدة، وشح الموارد بالتزامن مع ضعف الاستجابة.