شيّعت العاصمة دمشق، أمس الإثنين، الكاتب والروائي السوري خالد خليفة في جنازة هادئة اقتصرت على أصدقاء الراحل وأقربائه وبعض محبّيه، في حين تجاهلتها وسائل إعلام النظام السوري ومنصات مؤسساته المختلفة، وذلك بسبب موقفه الأخلاقي ووقوفه لجانب أبناء شعبه في ثورتهم ضد النظام.
وكان الموت قد غيّب الكاتب والروائي السوري خالد خليفة بمنزله في دمشق، يوم السبت الفائت، عن عمر ناهز الـ59 عاماً، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.
وشُيّع "خليفة" إلى مثواه الأخير في مقبرة "التغالبة-الشهداء" بحي الشيخ محيي الدين، بمشاركة مودّعين لم يتجاوز عددهم الـ200 شخص، في حين حضر عدد من الممثلين عزاء اليوم الأول أبرزهم: سليم صبري، غسان مسعود، عباس النوري، أمانة والي، فراس إبراهيم، بسام كوسا، حسام الشاه، وغيرهم.
كيف علق الممثلون السوريون على وفاة الروائي خالد خليفة؟
وعقب العزاء، قال الممثلون السوريون إنهم شعروا بصدمة كبيرة بعد تلقيهم خبر وفاة خالد خليفة، مشيرين إلى أنه ترك خلفه إرثاً فنياً وأدبياً متميزاً حصد خلاله الشهرة والنجاح.
بدوره، أعرب الممثل السوري غسان مسعود عن حزنه الشديد لرحيل لوفاة خليفة، مؤكداً أن أي كلام يقال عنه لا يكفيه حقه ولا يعبر عن الحزن على رحيله، مضيفاً: "الله يرحمه خالد كان روائياً فريداً من نوعه وكان يملك طاقة وصوتا وقلماً رائعاً وكنا نقول عنه دائما أنه من القلة التي تفكر خارج الصندوق".
من جانبه، قال الممثل السوري سليم صبري: "الله يصبر أحبابه وعائلته.. عشنا فترة طويلة نحن وخالد وكان إنسان يحب مساعدة الناس ويحب الخير للجميع.. كنت بحب سميه أنا صاحب اليد الممدوة".
أمّا الممثل السوري عباس النوري فقد أكّد أن "الراحل خالد هو أحد الأشخاص القليلة التي تستحق كلمة أستاذ بمعنى الكلمة"، مردفاً: "كان مثقّفاً حقيقياً وكان يعمل ويسعى لتغير كل شيء في سوريا نحو الأفضل".
من هو خالد خليفة؟
خالد خليفة روائي وسيناريست سوري ولد في مدينة حلب، عام 1964، وله 6 روايات حاز بعضها على جوائز أدبية قيّمة.
تُرجمت أعماله إلى كثير من اللغات، إذ كتب "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" (2013) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة وحازت جائزة نجيب محفوظ (2013)، وهي روايته الرابعة بعد "حارس الخديعة" (1993)، "دفاتر القرباط" (2000)، "مديح الكراهية" (2006) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة كذلك.
له أيضاً عدد من الأعمال الدرامية منها "سيرة آل الجلالي" (1999)، "هدوء نسبي" (2009)، و"المفتاح" (2011)، "العراب - تحت الحزام" (2016).
اختار الروائي السوري خالد خليفة الوقوف إلى جانب الثورة السورية منذ لحظة انطلاقها، معتبراً أنها خيار لا بديل عنه لمواجهة الظلم، وإثر مواقف هذه تعرض للضرب حتى كسرت يده إثر اعتداء أجهزة أمن النظام السوري عليه، خلال مشاركته في تشييع الموسيقي السوري ربيع غزي.
وأصر خالد على البقاء في سوريا طالما أمكنه ذلك، وصرح في أحد اللقاءات الصحفية قائلاً: "عشنا 60 عاما في ظل نظام دكتاتوري وبالتالي تغريني الكتابة عن هذه الحياة نحن لم نبدأ الكتابة أصلا لتكفيك الحياة في ظل نظام ديكتاتوري"، وتابع حول بقائه في سوريا: "أنا من أصحاب الأرض ولن أفرط بأرضي".