يشتكي أهال من ارتفاع تكاليف دراسة أبنائهم سنوياً في جامعات حكومة النظام بالعاصمة دمشق لتصل إلى ما يقارب المليون ليرة سورية (500) دولار أميركي، للطالب الواحد.
وتقول موظفة في مديرية التربية بريف دمشق لقبت نفسها "أم زين" لـ موقع تلفزيون سوريا إنها اضطرت للاستدانة من أصدقائها لقاء تسجيل ومتابعة تكاليف دراسة ابنها في جامعة دمشق بكلية الهندسة الكهربائية، والتي بلغت ما يقارب المليون ليرة من بينها إيجار السكن لستة أشهر والتجهيزات المطلوبة لمتابعة تعليمه، وهذا بدون رسوم التسجيل السنوية.
وتضيف "أم زين" أنه بعد حصول ابنها على شهادة البكلوريا بعلامات مرتفعة قررت تسجيله حسب المفاضلات في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة دمشق، ما سيضطره إلى السكن في العاصمة دمشق منعاً لمشقّة الطريق بين الجامعة ومدينته التي تبعد عنها ما يقارب الـ 60 كيلو مترا.
وتتابع: "بحثت عن غرفة واحدة في مناطق قريبة من الجامعة بدمشق، وجدت الأسعار مرتفعة جداً وجميع أصحاب العقارات لا يفضلون تأجيرها إلا لعائلات وبشكل سنوي على دفعتين مقابل 150 ألف ليرة للشهر الواحد، وطلب صاحب الغرفة دفعة ستة أشهر مقدماً، وهذا ما شكل علينا عبئا جديدا".
وتشير "أم زين" إلى أن ابنها يحتاج خلال دراسته لجهاز كومبيتر بمواصفات جيدة ليستطيع العمل عليه وبلغ سعره قرابة 650 ألف ليرة سورية عدا المتطلبات الدراسية الأخرى ليبلغ مجموع ما احتاجت إليه قرابة مليون ليرة سورية وهو مبلغ كبير لا تستطيع أكثر العائلات التي يعمل معيلها موظفاً تأمينه.
"أم زين" ليست الحالة الوحيدة التي تعاني من ارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات، إذ يقول أب لثلاثة طلاب جميعهم في المرحلة الجامعية ينحدر من مدينة التل التابعة لمحافظة ريف دمشق، إنه يضطر للعمل لما يقارب الـ 19 ساعة يومياً لتأمين مصاريف أبنائه الجامعية وجميعهم يسكن في العاصمة دمشق.
ويضيف الأب أن تكاليف الدراسة الشهرية لأبنائه في دمشق تبلغ 150 ألف ليرة سورية شهريا رغم سكنهم بشكل شبه مجاني في المدينة الجامعية فإن المحاضرات والمستلزمات الدراسية أسعارها مرتفعة مشيراً أن لا شيء مجاني ولا تقدم الجامعات أي مساعدات لطلابها.
ويقول "محمد" طالب في معهد هندسة الكومبيوتر في دمشق: إن دراسته في المعهد تبلغ كلفتها السنوية ما يقارب المليون ونصف المليون وهي مصاريف خاصة بالدراسة من شراء برامج ومعدات تلزمه في دراسته التي تتخصص في الحاسوب، والتي غالباً ما تأتي مستوردة من خارج سوريا وأسعارها مرتفعة.
كما انتعشت الدروس الخصوصية في العاصمة دمشق بعد تدني المستوى التعليمي في مدارس وجامعات حكومة النظام وتخوف الأهالي من انتشار فيروس كورونا في المدارس وخصوصاً لطلاب الشهادتين الثانوية والإعدادية الذين يتغيبون بعض الأيام عن الدوام مما يضطر الأهالي لتعويض أبنائهم ما ضاع منهم، وتصل كلفة الحصة الدراسية الواحدة قرابة الـ 20 ألف ليرة سورية.
وأدى سوء الحالة الاقتصادية وانهيار الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية وتدهور الوضع المعيشي للسكان في مدينة دمشق، إلى استعداد كثير منهم لمغادرتها، خاصةً مع قلة فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطبية بشكل ملحوظ بالتزامن مع بدء تفشي فيروس كورونا بشكل كبير في المدينة، فضلا عن إلزام فئة الشباب بالالتحاق بالخدمة الإلزامية في قوات النظام.
إقرأ أيضاً.. ما الذي يدفع مئات الشباب لمغادرة مناطق سيطرة النظام؟
إقرأ أيضاً.. جرمانا بدمشق.. شبابٌ من الجامعات إلى تجارة المخدّرات وتعاطيها