كشف الفنان مكسيم خليل، عن تلقيه العديد من التهديدات من نظام الأسد والموالين له خلال وجوده في سوريا، مشيراً إلى أن التهديدات بدأت مبطنة وتحولت إلى تهديدات مباشرة بسبب تأييده للثورة ضد نظام الأسد.
وقال الممثل مكسيم خليل، ضمن لقائه ببرنامج "شربل يستقبل"، يوم أمس السبت، إن عدداً من المسلحين اعترضوه منذ عدة سنوات على الحدود بعد عودته من تصوير مسلسل في لبنان وهُدد بالسلاح.
وأضاف أنه قرر مغادرة سوريا بعد أن أجرى اتصالاً بأحد الأشخاص لمعرفة الهدف من التهديدات التي يتلقاها، فكان الرد بالتهديد المباشر لأولاده، أو بتلفيق عدة تهم لسجنه، إن لم يتراجع عن موقفه المؤيد للثورة.
وانتقد مكسيم تقصير المجتمع الدولي تجاه قضية السوريين الذين تعرضوا لإجرام منقطع النظير، عبر قصف وتدمير مدنهم وقراهم بشكل ممنهج من قبل قوات النظام.
وحول محاولات المجتمع الدولي التطبيع مع النظام والاعتراف بشرعية الانتخابات المقبلة، قال: هل من الممكن أن نعتبر 10 سنوات من الموت والدمار والاقتصاد المنهار موضوعا غير مهم، مضيفاً أن "المجتمع الدولي لا يهمه الأمر لأنه لم يفقد ولداً أو يقصف بالبراميل ولم تدخل داعش على مدنهم ولم يعيشوا حياة اللاجئين، متسائلاً " ماذا ستقدم ولاية جديدة للأسد وماذا سوف تغير في سوريا".
وتحدث مكسيم خليل عن المعاناة التي يعيشها المعتقلون السوريون في معتقلات النظام، وتطرق إلى قصص واقعية لآباء فقدوا أبناءهم بسبب منشور على مواقع التواصل معادٍ للأسد.
وبدأ بسرد قصة حصلت معه عندما كان بأحد المتاجر "سوبر ماركت" قائلاً: "بينما كنت أسير، وإذا بيد رجل تطبط على كتفي، فالتفتُّ خلفي لأجد رجلا مسنا".
وأضاف: "بعد السلام، قال لي هذا ولدي، هو الوحيد الذي استطعت أنّ أحميه، وأخرج هاتفه وطلب مني النظر إلى صورة شابين وهم على مقاعد الدارسة".
وتابع: وقال لي المسن إن هذين الشابين ولداي اختفيا بعد أن كتبا منشورات على فيس بوك، أخذهما النظام مني وأعاد بطاقاتهم الشخصية فقط".
وأشار إلى أن سوريا بلد تتوافر فيها كل الإمكانات للعيش بمستوى معيشة المواطن الأوروبي، إلا أن النظام الذي يملك زمام الأمور فيها يحول دون ذلك.
ويعد مكسيم خليل من أوائل الممثلين السوريين الذين انضموا إلى الثورة السورية، وواجه تضييقاً أمنياً وتهديدات بالقتل، حيث أصدر نظام الأسد مذكرتي اعتقال بحقه في العام 2015، الأولى صادرة عن المخابرات الجوية، والثانية عن الأمن السياسي، بالإضافة إلى مذكرة اعتقال بحق زوجته سوسن أرشيد لتأييدها الثورة السورية.
واعتبر "خليل" حينئذ أن وضع اسمه ضمن قوائم المطلوبين للنظام شرف له ووسام على صدره، وأن هذا لن يجعله يتراجع عن مواقفه المعارضة لنظام الأسد.
وتوقف عن المشاركة في أي عمل فني داخل سوريا منذ العام 2011، واتجه إلى الأعمال العربية والمشتركة، ووضعه نقيب الفنانين التابع لحكومة النظام زهير رمضان على القائمة السوداء التي ضمت ممثلين أيدوا الثورة السورية.
وحصل "خليل" على جائزة "أدونيا" كـ أفضل ممثل عربي دور ثان عن مسلسل "زمن العار" عام 2009، كما حصل في العام 2013 على جائزة أفضل ممثل عربي في مهرجان "موركس دور" لعام 2013، والذي أهداها إلى المعتقلين السوريين في سجون النظام.