قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن حادث تدافع في العاصمة اليمنية صنعاء خلال توزيع مساعدات مالية، الخميس، تسبب في مقتل ما لا يقل عن 85 شخصا وجرح 322 آخرين، وفي حين أعلن الحوثيون عن تشكيل لجنة أمنية للتحقيق في ملابسات الكارثة، حمّل وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الأرياني "القتلة المجرمين (...) الذين أوصلوا الأوضاع لهذه النقطة المأساوية" المسؤولية، في إشارة منه إلى الحوثيين.
ولقي ما لا يقل عن 85 شخصا مصرعهم وأصيب 322 بجروح الخميس في اليمن، في أحد أكبر حوادث التدافع بالعالم في السنوات العشر الأخيرة، خلال توزيع مساعدات مالية في العاصمة صنعاء.
#مأساه_صنعاء
— مطنوخ_مأرب🇾🇪 (@Marib_11) April 20, 2023
مليشيا الحوثي الإرهابية تعترف بوفاة 78 مواطن وإصابة العشرات منهم من حالتهم حرجة وفي العناية المركزة في حادثة توزيع الصدقات بمدرسة معين بباب #اليمن#اليمن #صنعاء #مجزرة_مدرسة_معين#الحوثي_عدو_الله pic.twitter.com/Wl3QPywGP6
وحدثت المأساة مع اقتراب حلول عيد الفطر، خلال فترة غالبا ما توزع خلالها مبالغ مالية ومساعدات على الفقراء.
في هذا السياق، قال مسؤول أمني حوثي: "قُتل 85 شخصا وأصيب أكثر من 322 بجروح بينهم 50 في حالة حرجة" في حادثة التدافع. وأكد مسؤول طبي حصيلة الحادثة التي وقعت في منطقة باب اليمن في وسط صنعاء وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية. وتابع المسؤول الأمني أن "بين القتلى نساءً وأطفالا".
هكذا حال اليمنيين في عهد مسيرة الارهاب الحوثيراني
— عبدالعزيز محمد الكميم 🇾🇪 (@a__alkumaim) April 19, 2023
قتلي وجرحى بالعشرات في مدرسة معين بالصافية اثناء استلامهم مساعدات غذائية من احد تجار العاصمة..
انها فعلا مصيبة pic.twitter.com/pW0tOyBv6z
"إطلاق نار أدى إلى التدافع"
ولفتت الوكالة إلى أن الحادثة وقعت داخل مدرسة معين حيث تجمع المئات لتلقي مساعدات، بحسب روايات شهود عيان. وقال بعضهم إن إطلاق نار أدى إلى التدافع.
وأظهر تسجيل مصور نشرته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عشرات الأشخاص يتدافعون في مكان ضيق، في حين يتعالى صراخ بعضهم وسط صيحات "عودوا للوراء، عودوا للوراء".
ولم يكشف الحوثيون سبب التدافع. إلا أن وكالة أنباء "سبأ" التابعة لهم نقلت عن المتحدث باسم "وزارة" الداخلية في الحكومة غير المعترف بها دوليا العميد عبد الخالق العجري، أن الحادثة وقعت "بسبب تدافع مواطنين أثناء التوزيع العشوائي لمبالغ مالية من قبل بعض التجار". وأضاف "الحادث المأساوي المؤلم (...) راح ضحيّته العشرات"، مشيرا إلى أنه "تمّ نقل الوفيات والمصابين إلى المستشفيات وضبط اثنين من التجّار القائمين على الموضوع".
من جانبه كتب عضو "المجلس السياسي الأعلى" محمد علي الحوثي على تويتر أن التدافع حصل بسبب الاكتظاظ وضيق الشارع الذي تجمعت فيه الحشود. وأمام مستشفى الثورة، تجمع عدد كبير من أهالي الضحايا محاولين الدخول، لكن رجال الأمن كانوا يمنعونهم من ذلك، في وقت زار مسؤولون المستشفى، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
وفرضت قوات الأمن التابعة للحوثيين طوقا أمنيا حول مدرسة معين عند باب اليمن في صنعاء القديمة حين وقعت الحادثة، ومنعت الدخول إلى المكان وتصويره.
وأعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى لدى الحوثيين مهدي المشاط عن "تشكيل لجنة من الداخلية والأمن والمخابرات والقضاء والنيابة للتحقيق في حادثة التدافع"، حسبما نقلت "سبأ". وقال مسؤول أمني في صنعاء إن السلطات "اعتقلت ثلاثة تجار على خلفية الحادثة".
كارثة قبيل عيد الفطر..
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 20, 2023
90 قتيلاً ومئات الجرحى من جراء تدافع للحصول على مساعدات مالية في #اليمن
WARNING: This video contains graphic content and may be upsetting to some people#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/grspqCCSyd
من أكبر حوادث التدافع في العالم
من جانب آخر، أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن حادثة التدافع في صنعاء تعد واحدة من أكبر حوادث التدافع في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة، بحسب حصيلة لهذا النوع من الحوادث.
وأظهرت تسجيلات مصورة متداولة على منصات التواصل جثثا ملقاة أرضا داخل مجمع كبير. ولم يكن ممكنا التحقق من صحة اللقطات بشكل مستقل.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 21,7 مليون شخص (ثلثي السكان) يحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام. ويعاني كثير من الموظفين الحكوميين اليمنيين في المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيين جراء عدم تلقيهم رواتب منذ سنوات.
● المسئول عن مذبحة #صنعاء التي وقعت في أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لأحد التجار، هو من نهب الخزينة العامة والاحتياطي النقدي والإيرادات العامة للدولة، وأوقف صرف مرتبات الموظفين منذ 8 أعوام، ومن عطل القطاع الخاص، وقوض فرص العمل لعشرات الآلاف من العاملين، تاركا إياهم دون أي…
— معمر الإرياني (@ERYANIM) April 19, 2023
وتعليقا على حادثة التدافع، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الأرياني على تويتر: "نحمّل القتلة المجرمين (...) الذين أوصلوا الأوضاع لهذه النقطة المأساوية، وأحالوا حياة الملايين من اليمنيين إلى جحيم، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة"، في إشارة منه إلى الحوثيين.
ويشهد أفقر دول شبه الجزيرة العربية منذ 2014 حربا بين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على صنعاء، والقوات الموالية للحكومة والتي يدعمها تحالف عسكري تقوده السعودية. وتسببت الحرب بمقتل مئات الآلاف بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، في حين يهدد خطر المجاعة ملايين السكان، ويحتاج آلاف إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرضت بنيته التحتية للتدمير.