فتح مقتل مدير فرع مؤسسة "الإنشاءات العسكرية" التابعة لوزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، الباب أمام أسئلة حول حقيقة صراع يدور داخل أروقة المؤسسة، وتعدد الولاءات ضمنها، وفق ما أفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا.
وكان باسل عبد القادر قد قتل بعبوة ناسفة انفجرت بسيارة كانت تقله أمام منزله في حي القصور بمدينة حماة، بعد ساعات من انفجار مماثل في مدينة حمص لم يسفر عن إصابات.
صراع بين الأجنحة
مصادر من داخل فرع الإنشاءات العسكرية في حماة، قالت لموقع تلفزيون سوريا إن "باسل عبد القادر كان محسوبا على اللواء سهيل الحسن، في حين كان هناك تيار يعمل على الاستعاضة عنه بمسؤول آخر من قرية الربيعة (غربي حماة بـ15 كم)"، وأضافت أن "عبد القادر عبر لأحد زملائه عن قلقه من رسائل تهديد وصلت إليه أخيرا من مجهولين مما دفعه للانتقال من قمحانة والسكن في مدينة حماة".
وبلدة الربيعة، ذائعة الصيت بسبب وجود ميليشيات كانت رأس حربة في مجازر كثيرة ارتكبتها قوات النظام خلال السنوات الماضية، مع انتشار كثيف للأسلحة الخفيفة والمتوسطة لدى سكانها.
من جهتها نقلت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" عن مصدر في قيادة شرطة محافظة حماة قوله إن "عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارة رئيس فرع الإنشاءات العسكرية في حماة، باسل عبد القادر، انفجرت عند تشغيلها، ما أدى إلى مقتله على الفور واحتراق السيارة".
مقتل مدير فرع "مؤسسة الإنشاءات العسكرية" في مدينة #حماة باسل عبد القادر من جراء استهداف سيارته بعبوة ناسفة أمام منزله في حي القصور بمدينة حماة#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/ARvkmCk74D
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 3, 2024
وأضافت الوكالة أن "الجهات المختصة باشرت التحقيقات اللازمة للكشف عن مزيد من التفاصيل، وتقديم الفاعلين إلى العدالة". وينحدر مدير فرع مؤسسة "الإنشاءات العسكرية" من بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي.
قوات النظام.. "تصفيات" سابقة
في عام 2020 تناقلت مصادر إعلامية محلية نبأ مقتل العميد (علي جمبلاط) برصاص قنّاصة في منطقة يعفور بالعاصمة دمشق، و"جمبلاط" هو المرافق والمساعد الخاص لـ"ماهر الأسد" قائد "الفرقة الرابعة" وشقيق رئيس النظام السوري.
وبالعام نفسه تحدّثت أنباء عن اغتيال العميد في المخابرات الجوية (ثائر خير بيك) - الذي لا يُعرف عنه الكثير -، حيث قتل برصاص مجهولين أمام منزله في منطقة الزاهرة بمدينة دمشق، تزامناً مع مقتل رئيس فرع المخابرات الجوية بالمنطقة الشرقية العميد (جهاد زعل) برفقة عددٍ مِن عناصره - بظروفٍ غامضة - على طريق دير الزور دمشق.
وذكرت شبكات إخبارية أن (نزار زيدان) القيادي في "الفرقة الرابعة" قتل إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته في منطقة وادي بردى بريف دمشق، وذلك بعد أيام مِن اغتيال (بلال بدر رقماني) مسؤول الدراسات - التابع لـ فرع الأمن السياسي - في منطقة جبل الشيخ غربي دمشق، وذلك عبر استهدافه بأسلحة رشّاشة، وهما الضابطان اللذان تبنّت "سرايا قاسيون" عملية اغتيالهما.
وأضافت الشبكات الإخبارية أن العميد (معن إدريس) القيادي في "الفرقة الرابعة" أيضاً قتل، برصاص مجهولين أمام منزله في منطقة "مشروع دمّر" بدمشق، وذلك بعد يومٍ مِن مقتل العميد (هيثم عثمان) الذي ينحدر مِن منطقة القرداحة - مسقط رأس النظام - في ريف اللاذقية، مشيرةً إلى أن سجلي القتيلين حافلان بالجرائم لـ صالح "النظام".
ومع تزايد وتيرة الاغتيالات تحدّثت مصادر إعلامية عن اغتيال العقيد (سومر ديب) المحقّق في "سجن صيدنايا" سيئ الصيت والمعروف بـ"المسلخ البشري"، أمام منزله في حي التجارة بالعاصمة دمشق، حاله كـ حال الضبّاط الآخرين الذين قتلوا بظروف غامضة.
ونعت صفحات موالية لـ نظام الأسد، يوم 23 حزيران الفائت، مقتل اللواء (سليمان محمد خلوف)، الذي كان يشغل منصب مدير كلية الإشارة العسكرية في حمص، إضافةً إلى مقتل الملازم أول (بشار وفيق عالمة)، من دون الإشارة إلى زمان ومكان مقتلهما.
وفي عام 2018، شُيّع مدير سجن صيدنايا العميد (محمود أحمد معتوق)، وسط تكتم "النظام" وعدم نشر خبر وفاته رسمياً، كما أُعلن عن حوادث سير مجهولة وأزمات قلبية، أسفرت عن وفاة اللواء الركن (أحمد خضر طراف) رئيس أركان إدارة المركبات في حرستا، والعقيد (مهند كعدي) المسؤول عن تأمين حماية مطار T4 العسكري شرقي حمص، واللواء ركن (أحمد محمود غانم)، ومدير البحوث العلمية في منطقة مصياف بريف حماة (عزيز إسبر)، صاحب فكرة البراميل المتفجرة، والعديد مِن الضبّاط الذين قتلوا بظروف غامضة.
كذلك، قتل ضابطان كبيران لـ قوات النظام في ظروفٍ غامضة بدير الزور هما العميد (عصام زهر الدين) في الحرس الجمهوري، قتل عام 2017، والعميد (جامع جامع) رئيس المخابرات العسكرية في محافظة دير الزور، قتل عام 2013، إضافةً إلى مقتل كبار الضبّاط الذين كانوا يُشكّلون "خلية الأزمة" في دمشق، يوم 18 تموز 2012، إثر تفجير غامض ما تزال أصابع الاتهام تٌشير إلى أن خلفه "النظام" نفسه على خلفيةِ انقلاب كان تسعى إليه الخلية، وقتل في التفجير العماد حسن تركماني معاون "الأسد" للشؤون السياسية ورئيس الخلية، رئيس جهاز الأمن القومي (هشام بختيار)، وزير الدفاع (داوود راجحة)، نائب وزير الدفاع حينئذ وصهر "الأسد" (آصف شوكت)، وغيرهم.