icon
التغطية الحية

مقتل عشرات الفلسطينيين.. الجيش الإسرائيلي يوسع توغله في رفح ويرسل لواء جديدا

2024.05.28 | 13:23 دمشق

آخر تحديث: 28.05.2024 | 14:48 دمشق

88
جانب من الدمار في مخيم للنازحين غربي رفح من جراء القصف الإسرائيلي مساء 26 أيار/مايو 2024 (الأناضول)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

قتل عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، بقصف إسرائيلي مكثف على مدينة رفح ومناطق متفرقة من قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله بالمدينة وإرسال تعزيزات جديدة رغم قرار "العدل الدولية" بالوقف الفوري للعملية العسكرية برفح.

وقالت مصادر طبية في المستشفى الإماراتي غربي رفح، إن 16 فلسطينياً قتلوا وأصيب عشرات آخرون، فجر اليوم، نتيجة القصف الذي تعرضت له وسط مدينة رفح، بحسب وكالة "الأناضول".

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن 7 من القتلى وعددا من المصابين سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف مجددا خيام النازحين في منطقة البركسات بحي تل السلطان شمال غربي رفح.

وكان الجيش الإسرائيلي ارتكب، مساء الأحد الماضي، مجزرة في تل السلطان راح ضحيتها 45 قتيلاً فلسطينياً ونحو 250 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، وذلك على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي زعم أن هذه المنطقة آمنة وطلب الأهالي النزوح إليها.

وبالتزامن مع ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في اليوم 235 للحرب، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين.

الدبابات وسط رفح

وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، من توغله بمدينة رفح عبر التقدم غربا لمسافة 3 كيلومترات على طول محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية، تحت غطاء ناري كثيف.

وقالت وكالة "رويترز"، نقلاً عن شهود عيان، إن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى وسط مدينة رفح، وذلك بعد يومين من مجزرة "تل السلطان".

بدورها، قالت وكالة "الأناضول"، إن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى رفح وأرسل لواءً جديداً لينضم إلى 5 أخرى متوغلة في المدينة، في خطوة تعد أنها "توسيع للعملية العسكرية" الجارية.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، "دخل لواء بيسلماح إلى رفح أمس الإثنين، وهو اللواء السادس الذي يقاتل هناك"، من دون أن تذكر أسماء بقية الأولوية.

وتحدثت إذاعة الجيش عن التعزيزات بأنها تعد "توسيعاً للعملية العسكرية" التي بدأها الجيش في رفح منذ 6 أيار/مايو الجاري.

وتأتي التعزيزات بعد 4 أيام من قرار من محكمة العدل الدولية يأمر إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح.

يوم الجمعة الماضي، وبموافقة 13 من أعضائها مقابل رفض عضوين، أصدرت محكمة العدل تدابير مؤقتة جديدة تطالب إسرائيل بأن "توقف فورا هجومها على رفح"، و"تحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة"، و"تقدم تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها" في هذا الصدد.

وجاءت هذه التدابير الجديدة من المحكمة، التي تعد أعلى هيئة قضائية بالأمم المتحدة، استجابة لطلب من جنوب إفريقيا ضمن دعوى شاملة رفعها بريتوريا نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2023، وتتهم فيها تل أبيب بـ"ارتكاب جرائم إبادة جماعية" في غزة.

ليلة عنيفة برفح

على الرغم من ذلك، يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية وتوسيعها باستهداف مخيمات النازحين ومنطقة غربي رفح التي شهدت ليلة قصف عنيف راح ضحيته 16 قتيلاً، في إحصائية أولية.

وأفادت وكالة "الأناضول"، بأن القصف الإسرائيلي استهدف منازل وسط وغربي مدينة رفح، وخياما للنازحين في منطقة تل السلطان لليوم الثاني على التوالي، إضافة إلى مناطق متفرقة في المدينة.

وأضافت أن الإصابات ما تزال تصل إلى المستشفى الإماراتي بالمدينة من جراء إطلاق النيران والقذائف المدفعية تجاه المنازل في الحي السعودي وحي تل السلطان غربي رفح.

كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي مآذن عدة مساجد في حيي السعودي وتل السلطان ومبنى المستشفى الإندونيسي في تل السلطان أيضاً، ما أدى إلى محاصرة طواقم طبية ومرضى داخل عيادة الحي والمستشفى.

في غضون ذلك، بدأت مئات العائلات النزوح من المناطق الغربية لمدينة رفح، منذ بزوغ الفجر، في حين أجبر القصف العنيف عدة عائلات على النزوح حفاة من منازلهم في ساعات الليل.

بدورها، أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بأن مليون فلسطيني اضطروا إلى النزوح من مدينة رفح خلال الأسابيع الـ3 الماضية من جراء عمليات الجيش الإسرائيلي تزامنا مع القصف المكثف.

استمرار القصف على مناطق شمالي ووسط القطاع

بالتزامن مع توغل إلى وسط رفح يواصل الجيش الإسرائيلي القصف المدفعي والجوي على مناطق شمالي القطاع ووسطه، في ظل استمرار المعارك "الضارية" مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

في شمالي القطاع، أفادت مصادر طبية بمقتل 6 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم طبيب، في إطلاق الجيش الإسرائيلي النار بمحيط مستشفى "كمال عدوان".

وأضافت المصادر أن عددا من الفلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون، من جراء استهداف عدة منازل في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا، كما قتلت سيدة من جراء استهداف منزل لعائلة البسيوني غربي بيت حانون، في حين أصيب آخرون في سلسلة غارات عنيفة على بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا.

كما قتل فلسطينيون وأصيب آخرون من جراء قصف طائرات مسيرة إسرائيلية مجموعة من المدنيين في أثناء محاولتهم العودة إلى الفالوجا، بحسب وكالة "الأناضول".

ويشهد مخيم جباليا معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية سبق أن أعلنت تنفيذ عدة عمليات، مستهدفة القوات المتوغلة بالعبوات الناسفة والكمائن وعمليات القنص.

وفي 12 أيار/مايو الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية بمخيم جباليا وبعض المناطق المحيطة به، قبل أن يعلن في الـ15 من الشهر ذاته توسيعها بعد مواجهة قواته "معارك شرسة"، وفق قوله.

وفي مدينة غزة (شمال)، قتل فلسطينيون وجرح آخرون من جراء استهداف منزل يعود لعائلة الغصين بمنطقة بني عامر في حي الدرج، وفق شهود عيان.

وبحسب الشهود، أطلق الجيش الإسرائيلي النار عند دوار الكويت جنوب شرقي حي الزيتون شرقي مدينة غزة، في حين شهدت مناطق بجنوبي المدينة قصفا مدفعيا تركز في محيط شارع 8 جنوبي حي الزيتون، وتل الهوا جنوبي مدينة غزة.

وفي وسط القطاع، قتل فلسطينيان وأصيب آخرون من جراء غارات إسرائيلية على منزل بمخيم البريج وسط القطاع، في حين أصيب آخران في استهداف سيارة مدنية ومنزل قرب شاطئ النصيرات بصاروخين من طائرات استطلاع إسرائيلية، وفق مصادر طبية.

في حين، أفادت "الأناضول" بأن آليات عسكرية إسرائيلية تقدمت شرقي مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى، تزامنا مع إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف طال عدة منازل، بينما قامت الجرافات الإسرائيلية بتجريف أراض زراعية على الشريط الحدودي شرقي المخيم.

وشهدت المناطق الشرقية والشمالية لمخيم البريج والمغراقة وجحر الديك ومحيط محور نتساريم إطلاق نار من الآليات الإسرائيلية، بحسب المصدر السابق ذاته.

الأوضاع الصحية

أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم، خروج جميع مستشفيات مدينة رفح عن الخدمة، باستثناء مستشفى تل السلطان المختص بالولادة، من جراء عمليات الجيش الإسرائيلي المتواصلة.

وأشارت الوزارة في بيان إلى "توسيع توغل الجيش الإسرائيلي الهمجي في محافظة رفح، واستهدافه المتعمد للعديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية بالمحافظة والتي ألحقت بها أضرار بالغة، واستشهاد عدد من الطواقم الصحية العاملة فيها، وصعوبة وصول المواطنين إليها".

وأكدت أن ذلك "أدى بداية إلى خروج مستشفى أبو يوسف النجار، وعيادة أبو الوليد المركزية، ومستشفى رفح الميداني2، ومستشفى الكويت التخصصي عن الخدمة".

وناشدت "المؤسسات الدولية والأممية كافة بضرورة توفير الحماية لكل المستشفيات والطواقم الصحية العاملة وسيارات الإسعاف من بطش وغطرسة الاحتلال الإسرائيلي".

ومساء الإثنين، أعلن مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح صهيب الهمص في بيان، خروج المستشفى عن الخدمة من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي طواقمه الطبية بشكل متكرر، ما أدى إلى مقتل عدد منهم وإصابة آخرين.

وسبق أن حذرت منظمات أممية ودولية من استهداف الجيش الإسرائيلي المنظومة الصحية والطواقم الطبية في القطاع، إلا أنه تجاهل تلك التحذيرات واستهدف العديد من المستشفيات، ما فاقم الأوضاع داخل القطاع.