البث المباشر
فقدت مدينة درعا، مساء أمس الخميس، آخر أطباء الجراحة العصبية في الجنوب السوري، إثر إصابته بطلق ناري طائش نتيجة اشتباك بين مجموعتين تتبعان لـ "الأمن العسكري".
وكان الدكتور علي السعد في الطريق عائداً إلى منزله، مساء أمس الخميس، لكن طلقا ناريا طائشا أنهى حياته، من جراء الاشتباكات بين عناصر حاجز "الأمن العسكري" في حي الكاشف بمدينة درعا ومجموعة محلية تتبع للفرع ذاته.
وينحدر الدكتور علي السعد من بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، ويعتبر من أمهر الأطباء في الجراحة العصبية، وآخر الأطباء المتبقين من هذا الاختصاص في الجنوب السوري بالكامل، وهو معروف بطيبته وحسن أخلاقه.
وشيّع العشرات من أهالي درعا جثمان الدكتور علي السعد، صباح اليوم الجمعة، إلى مثواه الأخير في مقبرة بلدة المزيريب.
توترات في درعا
واندلعت تلك الاشتباكات على خلفية احتجاز القيادي في "ميليشيا فايز الراضي" إسماعيل القداح الملقب بـ (سميقل)، من قبل عناصر حاجز "الأمن العسكري" في درعا المحطة، وذلك بعد إصابته بالرصاص خلال محاولته مقاومة عملية الاعتقال، وفقاً لتجمع أحرار حوران.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل عنصر من "الأمن العسكري" ، وإصابة آخر بجروح، كما قتل عنصر من شرطة النظام السوري.
وبعد ذلك بساعات، قتل عنصران من ميليشيا مصطفى المسالمة الملقب بـ"الكسم" التابعة لـ"الأمن العسكري" بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في منطقة درعا المحطة.
وتشهد درعا المحطة منذ يوم أمس أجواء متوترة واستنفارا لقوات النظام في أحيائها وخاصة في منطقة المربع الأمني.
استهداف الأطباء في سوريا
وكان استهداف النظام السوري للمراكز والطواقم الطبية واحداً من أبشع الفظائع التي مورست منذ انطلاق الثورة، ولم تقتصر الاعتداءات على عمليات القصف العشوائي أو المقصود على المراكز الطبية، وما تتسبب به من قتل وجرح للكوادر الطبية، بل تعدى ذلك إلى ملاحقات مدروسة تطول العاملين في قطاع الرعاية الصحية.
وبعد أكثر من عقد من الحرب، لم يبق في مناطق سيطرة النظام السوري سوى 20 ألف طبيب من أصل 70 ألفاً، وفق تصريح "نقيب أطباء سوريا" السابق كمال عامر في شباط 2021.
وتعاني مناطق سيطرة النظام السوري من نقص كبير في الكوادر الطبية من مختلف الاختصاصات، بسبب هجرة الأطباء نتيجة الظروف الأمنية الصعبة التي تحول دون ممارسة المهنة، إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
