icon
التغطية الحية

مقتل رئيسي.. تلفزيون سوريا يسلط الضوء على تجاهل وثيقة تقترح شراء مروحيات جديدة

2024.05.20 | 11:28 دمشق

sfs
مقتل رئيسي: تلفزيون سوريا يسلط الضوء على تجاهل وثيقة اقترحت شراء مروحيات جديدة
+A
حجم الخط
-A

بعد أكثر من 12 ساعة متواصلة من عمليات البحث والإنقاذ التي قادتها فرق الإنقاذ والقوات المسلحة من الجيش والحرس الثوري وقوات الشرطة والأمن وإنقاذ القانون، استطاعت إيران الوصول إلى الموقع الدقيق لتحطم المروحية الرئاسية الخاصة بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بفضل المساعدة الحاسمة التي قدمتها الطائرات المسيرة التركية "أكينجي" في هذا الصدد ليلة الاثنين 20 مايو.

استطاعت الطائرة المسيرة "أكينجي" التركية بعد عدة ساعات من تدخلها تحديد مكان الحطام بدقة، والذي يقع على بعد كيلومتر واحد من أقرب قرية (طويل أو بيران جعفري) أو طريق في منطقة جبلية ومغطاة بكثافة بالأشجار والغابات.

وبعد أكثر من ساعتين من تحديد موقع التحطم من قبل "أكينجي"، وصلت فرق الإنقاذ الإيرانية ونقلت صورا حية من موقع الحادث.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إنه لم يتم رصد أي علامة على الحياة في موقع تحطم المروحية التي كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين. وأشار مذيع القناة الأولى الإيرانية إلى أنه لا أثر لبقاء أي من هؤلاء "الأحبة" على قيد الحياة.

وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني بعد جولة طويلة ومتضاربة من الأنباء عن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى جانب وزير خارجيته أمير عبد الهيان، وسید محمد علي آل‌هاشم، ممثل خامنئي في محافظة أذربيجان الشرقية، مالک رحمتي، محافظ أذربيجان الشرقية، والعقيد سید مهدي موسوي، مسؤول حماية موكب رئيسي، نتيجة الحادث المأساوي.

وأوضح قائد الحرس الثوري الإيراني في محافظة أذربيجان الشرقية أن بعض جثث مروحية الرئيس المنكوبة محترقة بالكامل ولا يمكن التعرف عليها.

الأهم من ذلك أن الصور الحديثة التي تظهر تحطم مروحية رئيسي وتحولها لقطع متناثرة لا تشبه أي شيء مما أعلنه المسؤولون الإيرانيون قبل عدة ساعات عن الهبوط "الصعب"، وهو ما يضع الكثير من الغموض والشكوك حول مجريات الحدث ويفتح آفاقًا واسعة للتساؤلات.

وكان قائد فيلق عاشوراء عباس قلي زاده قد أعلن قبل ساعات من العثور على موقع تحطم مروحية رئيسي، أن سید محمد علي آل‌هاشم، ممثل خامنئي في محافظة أذربيجان الشرقية وأحد ضحايا الحادث المأساوي، قد اتصل بهم مرتين، وقال: "لقد تعرضنا لحادث، وضعي سيئ، سمعت صوت سيارات إسعاف".

وكانت مروحية إبراهيم رئيسي قبل تحطمها قد مرت بمسار مثير للاهتمام، يحتوي على العديد من النقاط والمواقع العسكرية الإيرانية التي يمكن طلب النجاة منها كثكنة اللواء 321 ولواء الإمام الزمان الميكانيكي وقاعدة صواريخ تبريز بالقرب من المكان. وفي تبريز أيضًا، توجد القاعدة الجوية، ومواقع للقوات الخاصة "رينجرز" وموقع "هوك" ومصفاة للنفط.

ما هو طراز مروحية الرئيس الإيراني وما ميزاتها؟

بعد الحادث المأساوي ومصرع قيادات من الصف الأول في الحكومة الإيرانية، من الجيد مراجعة تفاصيل أسطول مروحيات التشريفات الحكومية في إيران.

وبحسب الخبراء الجويين، فإن المروحية الرئاسية التي انخرطت في عملية السقوط الغامض هي مروحية من طراز "بيل 212"، وهي مروحية تتبع لأسطول التشريفات الحكومية، وتتم صيانتها وطيرانها تحت مظلة القوات الجوية للجيش الإيراني.

حتى سنوات قليلة مضت، كان هذا الأسطول يتكون بشكل عام من عدد قليل من طائرات "بيل 212" أو "412" رجال أعمال تابعة للجيش الإيراني قبل أن يتم تغيير طلائها ولونها من الطلاء العسكري المموه، إلى الشكل المدني الذي شاهدناه.

على عكس بقية طائرات الهليكوبتر العسكرية، فإن معظم هذه المروحيات أصغر سناً وأحدث ولها ساعات طيران أقل.

الصورة
حطام طائرة رئيسي

وتم تسليم أغلب هذا الأسطول بعد انطلاق الثورة في إيران عام 1979، حيث كان هناك اتفاق في أوائل التسعينيات بين إيران وفرع "بيل" الكندي لتسوية بعض العقود غير المكتملة قبل الثورة، ونتيجة لذلك وافقت "بيل" على تسليم عدد من مروحيات الإنقاذ وكبار الشخصيات إلى إيران.

وعلى الرغم من أن هذه المروحيات كانت تحمل ألواناً عسكرية لسنوات عديدة، إلا أنها لم تكن ضمن التنظيم القتالي للجيش ولم تشارك في الرحلات الجوية العسكرية. في الواقع، طارت هذه المروحيات فقط لنقل مسؤولين حكوميين مهمين لاعتبارات أمنية، مما يعني أنها شغلت ساعات طيران أقل من المروحيات الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد أسباب قلة الصور الجيدة المنشورة لمروحية الرئيس الإيراني هو البروتوكولات الأمنية التي تحظر عملياً التقاط صور لمروحيات التشريفات عندما يصعد الرئيس أو كبار المسؤولين، وعادة ما يتم تطبيق قواعد صارمة في مثل هذه القضايا.

ومن غير الواضح حتى الآن هل تمكن أحد من مسؤولي الحكومة الإيرانية، باستثناء الرئيس وفريقه الأمني، من الوصول إلى هذه المروحية، أو طار بها مؤخراً، لكن بشكل عام، عادةً ما يتم استخدام أسطول التشريفات الحكومية من قبل مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى اعتماداً على الحاجة ونوع المهمة، ومستوى المنصب أو السلطة ذات الصلة.

وبحسب وكالة أنباء "تسنيم"، فإن مروحية الرئيس الإيراني من طراز "بيل 212" تحمل محرك حزمة مزدوجة، وقادرة على نقل 14 شخصاً، وحمل نحو 5 أطنان من الوزن، وبقدرة على الحركة بسرعة الرحلة 190 كم، ونصف قطر الطيران نحو 450 كم، وسقف الطيران 17 ألف قدم.

 

بسب

 

ملف مسرب يكشف الحاجة الملحة لشراء طائرات رئاسية جديدة

في عام 2023، كانت مجموعة "انتفاضة حتى الإطاحة" المقربة من منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة، والتي استطاعت اختراق مواقع وسيرفرات الرئاسة الإيرانية في وقت سابق، قد نشرت رسالة سرية للغاية إلى النائب الأول للرئيس في عهد الرئيس رئيسي، محمد مخبر، تحاول تسليط الضوء على الحاجة الملحة لشراء طائرتين هليكوبتر من طراز "Mi-171A2" مقابل 32 مليون دولار.

وأشارت الرسالة، التي حصل تلفزيون سوريا على نسخة منها، إلى العدد الكبير لرحلات الرئيس رئيسي والحاجة إلى تحديث أسطول طائرات الهليكوبتر في الحظيرة الرئاسية كأسباب رئيسية لعملية الاستحواذ.

جزء من نص الوثيقة: "نظرًا للحاجة الملحة لاستخدام طائرات الهليكوبتر الرئاسية، فإنه يُقترح شراء طائرتين هليكوبتر من طراز MI-171A2 بكلفة إجمالية قدرها 32 مليون دولار، وذلك بسبب كثرة الرحلات الجوية للرئيس رئيسي والحاجة إلى تحديث أسطول الطائرات في الحظيرة الرئاسية. هذا الأمر تم بناءً على تعليمات من السيد الرئيس وبتوصية من وزارة الدفاع، حيث يتوجب على الحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الميزانية المطلوبة لهذا الشراء في أسرع وقت ممكن."

ما الذي حدث؟

في التحليل الأولي، شكل تأخر عمليات البحث والإنقاذ لأكثر من 12 ساعة إهانة للنظام الإيراني، وضربة موجعة لصورة الهيمنة التي يدعيها أمام شعبه والمنطقة والعالم.

وسلطت حادثة سقوط الطائرة الرئاسية الإيرانية ومقتل قيادات الصف الأول من الحكومة الإيرانية المتشددة التي يترأسها رئيسي الضوء على مدى الاستهانة بمعايير الأمن الرئاسي من خلال استخدام مروحية قديمة تعود لسبعينيات القرن الماضي بدون اتصالات خاصة أو ملاحة أو معدات طوارئ.

وتؤكد المعلومات التي وفرتها لنا الوثيقة المسربة الأخيرة أن هذا يعد مثالاً نموذجياً على التراخي الشديد في الأمن الرئاسي الإيراني ومعداته.

وينظر لوضع هذا العدد الكبير من المسؤولين الكبار في حكومة رئيسي مع وزير خارجيته في مروحية واحدة على أنه استهتار بالمعايير الأمنية وضرب من السذاجة أيضاً.

رغم ذلك، في ظل حالة الغموض الكبيرة التي تشوب القصة، لا يزال الباب مفتوحاً على احتمالات واسعة، كالعمليات الأمنية والسرية مثلاً، لا سيما أن رئيسي ليس أول رئيس إيراني يذهب ضحية عمليات أمنية غامضة.

وكان الرئيس الإيراني السابق محمد رجائي قد لقي مصرعه في 30 أغسطس/آب 1981 نتيجة انفجار قنبلة زرعت داخل مكتب رئيس الوزراء محمد جواهر باهنر، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "إسنا" الإيرانية، قبل أن يمضي 28 يوماً فقط في منصبه كرئيس.

وفي عام 2006، توفي قائد القوة البرية للحرس الثوري الإيراني أحمد كاظمي في إحدى هذه الحوادث الغامضة المماثلة.


 

نص الوثيقة كاملاً:

 

الموضوع: تقديم مقترحات لتحسين خدمات النقل الجوي للرئيس وأعضاء الحكومة

تاريخ: 1402/10/14 
الرقم: 64011

إلى: السيد الدكتور مخبر، نائب رئيس الجمهورية الأول المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد

إشارة إلى توصيات وتعليمات السيد الرئيس بخصوص تحسين خدمات النقل الجوي للرئيس وأعضاء الحكومة، ونظراً للاحتياجات المتزايدة والسفريات المتكررة للرئيس وأعضاء الحكومة إلى مختلف أنحاء البلاد، وبناءً على تقييمات الفرق الفنية والمتخصصة، نقدم لكم فيما يلي مجموعة من المقترحات لتعزيز خدمات النقل الجوي الرئاسية:

1. تخصيص ميزانية إضافية لتغطية تكاليف الصيانة الدورية والطارئة لطائرات الهليكوبتر الرئاسية، حيث إن الصيانة الدورية تُعد من الأمور الأساسية لضمان سلامة وأمان الطائرات، والتي تبلغ تكلفتها التقديرية نحو 12,000,000 دولار أميركي سنويًا.

2. ضرورة تحديث أسطول الطائرات الرئاسية بشراء طائرتين جديدتين من طراز MI-171A2، وذلك بسبب كثرة الرحلات الجوية للرئيس رئيسي والحاجة إلى تحديث أسطول الطائرات في الحظيرة الرئاسية. يُقترح شراء طائرتين بكلفة إجمالية قدرها 32 مليون دولار، مع توفير الميزانية اللازمة لهذا الشراء في أسرع وقت ممكن.

3. النظر في إمكانية عقد اتفاقيات تعاون مع شركات الطيران الخاصة لتوفير خدمات الطيران عند الحاجة، وذلك لتقليل الضغط على أسطول الطائرات الرئاسية الحالي وضمان توفر الطائرات لجميع الرحلات الرسمية.

**نرجو من سيادتكم النظر في هذه المقترحات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها في أسرع وقت ممكن لضمان استمرارية وتطوير خدمات النقل الجوي للرئيس وأعضاء الحكومة بما يتماشى مع احتياجاتهم المتزايدة.**

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير

محسن منصوري
مدير مكتب الشؤون الرئاسية