"في الأدب والفن واللغة" عنوان كتاب صدر حديثاً عن "دار الرافدين للنشر- بيروت/ بغداد"، ويتضمن مجموعة واسعة من المقالات التي كتبها المفكّر والأديب السوري الراحل محمد كرد علي، من تحرير وتقديم محمد ناصر الدين.
الكتاب يأتي ضمن مشروع إعادة نشر تراث "علّامة الشام" محمد كرد علي (1876- 1953) الذي شدّد طوال عمره على الاعتناء باللغة العربية والتراث العربي. وشغل كرد علي منصب وزير المعارف والتربية في سوريا، كما تولَّى أيضًا رئاسة مَجمع اللغة العربية بدمشق.
وضم الكتاب مقالات جُمعت من تراث العلّامة الذي بذل عمره في إجلاء الغبار عن ذخائر تُراث العرب اللغوي والبلاغي والفني، والردّ على من طعن عليهم من المستشرقين والمبغضين والمغرضين، والسعي إلى نهضة عربية منفتحة ومتنوّرة توازن بين التراث والمدنية، بحسب ما ورد في مقدمة الناشر.
محمد كرد علي
ولد الكاتب والأديب والمفكر الموسوعي، محمد بن عبد الرزاق بن محمد كرد علي، في دمشق عام 1876 لأبٍ كردي وأم شركسية، وتلقى تعليماً تقليدياً؛ حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة بالكُتَّاب، ثم درس المرحلة الإعدادية في المدرسة الرشدية حيث تعلم فيها التركية والفرنسية، ثم أتمّ تعليمه الثانوي في المدرسة العازرية للراهبات بدمشق.
درس على يد العديد من علماء دمشق المعروفين، وقرأ عليهم كتبَ الأدب واللغة والبلاغة والتاريخ والفقه والفلسفة؛ فحاز ثقافة رفيعة وموسوعية. حمل مسؤولية نفسه صغيراً بعد أن توفي والده وهو في الـ12 من عمره، وعمل كاتباً في سن الـ17 في قلم الأمور الأجنبية؛ حيث كان يُجيد الفرنسية والتركية. كما عُهِد إليه بتحرير جريدة "الشام" الحكومية في سوريا عام 1897 لمدة ثلاث سنوات، وكان كذلك يرسل مقالاته إلى جريدة "المقتطف" الشهيرة في مصر.
سافر إلى مصر عام 1901 حيث تولى رئاسة تحرير جريدة "الرائد المصري"، ولكنه عاد بعد عدة أشهر إلى دمشق فراراً من وباء الطاعون الذي انتشر في مصر آنذاك، ثم عاد إلى مصر عام 1906 لينشئ مجلة "المقتبس" الشهرية؛ حيث نشر فيها البحوث العلمية والأدبية والتاريخية، بجانب تحريره جريدة "الظاهر" اليومية، كما عمل أيضاً بجريدة "المؤيد" التي كانت كبرى الجرائد في العالَم العربي في هذا الوقت.
توفي كرد علي عام 1953 في دمشق، ودُفن بجوار قبر الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان في مقبرة "باب صغير".
أعمال ومؤلفات محمد كرد علي
- خطط الشام: طُبع سنة (1925) في 3 أجزاء، وهو من أهم كتبه.
- الإسلام والحضارة العربية: طبع في القاهرة في مجلدين سنة 1934.
- تاريخ الحضارة: جزآن، ترجمه عن الفرنسية.
- غرائب الغرب: مجلدان.
- أقوالنا وأفعالنا: ويضم عدداً من مقالاته الإصلاحية، وطبع بالقاهرة سنة 1946.
- دمشق مدينة السحر والشعر.
- غابر الأندلس وحاضرها.
- أمراء البيان: جزآن. وطبع بالقاهرة سنة 1937.
- القديم والحديث: وهو منتقيات من مقالاته.
- كنوز الأجداد في سير بعض الأعلام.
- الإدارة الإسلامية في عز العرب.
- غوطة دمشق.
كما حقق كتباً من عيون التراث العربي، منها:
- سيرة أحمد بن طولون للبلوي: طُبع بدمشق سنة 1939.
- المستجاد من فعلات الأجواد للتنوخي: دمشق 1946.
- تاريخ حكماء الإسلام للبيهقي: دمشق 1946.
- كتاب الأشربة لابن قتيبة، دمشق 1947.
كما كتب مذكراته في 4 أجزاء. وله أيضاً تحقيق وجمع لبعض رسائل الأدباء سماه "رسائل البلغاء".