كشف مصدر أمني لموقع تلفزيون سوريا، اليوم الثلاثاء، عن بدء مفاوضات بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وعناصر تنظيم "الدولة" التي تسيطر على سجن الصناعة بالحسكة.
وقال المصدر إن "التنظيم" بدأ بتسليم عدد من أسرى "قسد" الموجودين لديه "تمهيداً لعملية استسلام كاملة للعناصر المتبقين في عدد من مهاجع السجن".
وأضاف أن "23 أسيراً من حراس السجن وموظفين لا يزالون في قبضة عناصر التنظيم داخل المهجع"، مشيراً إلى أن المفاوضات بين الطرفين تجري "بشكل غير مباشر"، وأفضت إلى قبول عناصر "التنظيم بتسليم أنفسهم خلال الساعات القليلة المقبلة".
وأوضح المصدر أن "عملية التفاوض بدأت منذ أمس، إلا أن انقسام عناصر التنظيم المتبقين في سجن الصناعة بين فئة قبلت عملية الاستسلام وأخرى تريد الاستمرار في القتال، أدت إلى تجدد الاشتباكات مساء الأمس".
وسبق أن أعلنت "قسد" أن قواتها تمكنت مساء أمس من "تحرير" 9 أسرى من موظفي سجن الصناعة في الحسكة، كان عناصر تنظيم "الدولة" يحتجزونهم.
وارتفعت وتيرة الاشتباكات مساء أمس في محيط السجن، واستهدفت الطائرات المروحية الأميركية أبنية يتحصن فيها "التنظيم"، بالتزامن مع تقدم "قسد" على الأرض وسيطرتها على نقاط جديدة.
وذكر المصدر أن "ضربات التحالف الدولي الجوية وتقدم قوات سوريا الديمقراطية على الأرض ومحاصرته للتنظيم في بقعة جغرافية ضيقة منذ قرابة أسبوع، أفقد الأخير الأمل في التمكن من إخراج مقاتليه من السجن".
ويشهد محيط سجن الصناعة هدوءاً حذراً منذ صباح اليوم، يتخلله سماع أصوات إطلاق نار، وسط انتشار كثيف لعناصر "قسد" في الأحياء المجاورة.
سجن الصناعة في الحسكة
وكانت خلايا تنظيم "الدولة" قد نفّذت هجوماً واسعاً، ليلة الخميس الفائت، على سجن الصناعة، بدأ باستهداف أسوار السجن، الذي يحوي المئات من عناصر "التنظيم"، بسيارتين ملغّمتين، تبعتها اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وحينئذٍ، خرج عشرات السجناء من مهاجعهم وفرضوا سيطرتهم الكاملة على السجن داخلياً، كما انتشروا في عدة أحياء مع مجموعة من عناصر التنظيم كانت تنتظرهم في الخارج.