icon
التغطية الحية

مع بدء الصين لأكبر مناورة عسكرية.. تايوان تعلن استعدادها للحرب

2022.08.04 | 10:10 دمشق

مناورة عسكرية
مناورة عسكرية صينية حول تايوان
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

أعلن جيش تايوان، أن قواته تراقب عن كثب التدريبات الصينية غير المسبوقة التي تجري في المياه المحيطة بالجزيرة مؤكداً أنه "مستعد للحرب لكنه لن يسعى إليها"، في الوقت الذي بدأت الصين تدريبات عسكرية حول تايوان.

وجاء في بيان للجيش التايواني أمس الخميس، أن "وزارة الدفاع الوطني تؤكد أنها ستتمسك بمبدأ الاستعداد للحرب دون السعي لها، وباتجاه عدم تصعيد الصراع وإثارة الخلافات".

أكبر مناورة

من جانبها، بدأت الصين تدريباتها العسكرية حول تايوان، حسبما أعلنت القناة التلفزيونية الصينية الحكومية (سي سي تي في) في أكبر مناورة يتم تنظيمها على الإطلاق في محيط الجزيرة التي تطالب بها بكين.

وقالت القناة في رسالة نُشرت على شبكة ويبو للتواصل الاجتماعي "التدريبات بدأت". وتأتي هذه المناورات رداً على زيارة قامت بها قبل يوم رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، لتايوان واعتبرتها بكين استفزازاً خطيراً.

وفي هذا السياق، ندد ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الخميس، بالمناورات العسكرية الصينية المقرر إجراؤها حول تايوان.

وقال بوريل في تغريدة من كمبوديا، حيث يجرى محادثات مع قوى إقليمية "لا يوجد مبرر لاستخدام زيارة ذريعة لنشاط عسكري عدائي في مضيق تايوان. إنه أمر طبيعي وروتيني للمشرعين من بلادنا أن يقوموا بزيارات دولية". 

والأربعاء، وصف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، المناورات العسكرية الصينية بأنها "غير مسؤولة"، محذراً من خطر خروج الوضع عن السيطرة.

في الوقت الذي حذر وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا (آسيان) خلال اجتماعهم في بنوم بنه (عاصمة كمبوديا) من أي "عمل استفزازي".

وقالوا في بيان مشترك إن الوضع "يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وبالتالي وفي نهاية المطاف إلى حسابات خاطئة ومواجهات خطيرة ونزاعات مفتوحة وعواقب لا يمكن التنبؤ بعواقبها بين القوى الكبرى".

أول زيارة من 25 عاماً

واستغرقت زيارة نانسي بيلوسي إلى هذه الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، أقل من 24 ساعة لكنها أثارت غضب بكين؛ لأن بيلوسي تعتبر أعلى مسؤول أميركي منتخب يزور تايبيه منذ 25 عاماً. 

وأكدت بيلوسي بحزم أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الجزيرة التي يحكمها نظام ديموقراطي وتعيش تحت التهديد الدائم لغزو من قبل الجيش الصيني. 

ورد وزير الخارجية الصيني وانغ يي قائلاً: إن "الذين يسيؤون للصين سيعاقبون حتماً".

وذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" نقلاً عن محللين عسكريين أن التدريبات ستجري على مدى "غير مسبوق"؛ لأن الصواريخ ستحلق فوق تايوان للمرة الأولى.

وقالت الصحيفة المعروفة بلهجتها القومية "هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها الجيش الصيني ذخيرة حية ونيراناً مدفعية بعيدة المدى فوق مضيق تايوان".

وفي إجراء احتراز لضمان السلامة، منعت إدارة الأمن البحري الصينية السفن من دخول المناطق المعنية.

وستجرى هذه التدريبات في سلسلة من المناطق التي تطوق تايوان - وبعضها على بعد عشرين كيلومتراً فقط عن الساحل التايواني - وستستمر حتى ظهر الأحد.

ما يشبه الحصار

من جهته، قال مصدر عسكري صيني طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا اصطدمت القوات التايوانية عمداً (بالجيش الصيني) وأطلقت رصاصة عرضاً، سيرد (الجيش الصيني) بقوة وسيكون على الجانب التايواني تحمل كل العواقب". 

ودانت سلطات الجزيرة هذا البرنامج مؤكدة أنه يهدد أمن شرق آسيا. 

من جهته، قال سون لي فانغ المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية إن "بعض مناطق المناورة الصينية تتداخل (...) مع المياه الإقليمية لتايوان"، مديناً "العمل غير العقلاني الذي يهدف إلى تحدي" النظام الدولي.

وذكرت الوزارة أن الجيش التايواني أطلق قذيفة مضيئة، ليل الأربعاء الخميس، لإبعاد طائرة مسيرة كانت تحلق فوق جزيرة كينمن التي تبعد عشرة كيلومترات فقط عن مدينة شيامن في الصين القارية. ولم يحدد نوع الطائرة المسيرة أو مصدرها. 

وتؤكد بكين أن هذه التدريبات - وكذلك تدريبات أخرى محدودة بدأت في الأيام الأخيرة - هي "إجراء ضروري وشرعي" بعد زيارة بيلوسي. 

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية أن التدريبات تهدف إلى محاكاة "حصار" للجزيرة وتشمل "مهاجمة أهداف في البحر وضرب أهداف على الأرض والسيطرة على المجال الجوي". 

وتبقى فرضية غزو تايوان التي تضم 23 مليون نسمة غير مرجحة، لكنها تعززت منذ انتخاب الرئيسة الحالية، تساي إنغ وين، في 2016. 

وخلافاً للحكومات السابقة، ترفض تساي القادمة من حزب الاستقلال الاعتراف بأن الجزيرة والبر الرئيسي هما جزء من "صين واحدة".