"معماريَّةُ الرُّؤى الحضاريَّة في قصيدة (مونادا دمشق) لمَحمود السَّيِّد"، كتاب صدر حديثاً للناقد والشاعر السوري مازن أكثم سليمان عن دار "ميسلون" للثقافة والترجمة والنشر، يحلّل فيه المؤلف ديوان "مونادا دمشق" الذي أصدره الشاعر السوري الراحل محمود السيد عام 1978، ليدرسه شكلاً ومضموناً.
يقدّم الناقد سليمان كتابه الذي جاء في 108 صفحات، قائلاً: "أحاولُ في هذا البَحث أنْ أدرسَ ديوان مونادا دمشق عبر بابين أحدهما يهتمّ بالقضايا المَضمونيَّة، والثّاني يهتمّ بالقضايا الشَّكليَّة، حيثُ أُخصِّصُ أقسامًا مَضمونيَّة لتحليل كيفيّات انبساط أساليب الوجود الكيانيّة/ الكُلِّيّة في هذهِ القصيدة، ولدراسة موضوعات مثل بنائيّة الرَّمز الحضاريّ، ومشروع الهُوِيّة النَّهضويَّة، فضلًا عن مسألة ملحميَّة الموقف الرُّؤيويّ ويوتوبيا الحبّ والخَلْق الجدَليّ والتَّشتُّت الحسِّيّ.
وأُحلِّلُ في الأقسام الشَّكليَّة قضايا تتعلَّقُ بأساليبَ حُضور مشروع الكتابة والتَّشكيل على البَياض في هذا النَّصّ/ الدِّيوان، إلى جانبِ دراسةِ سِماتِ الانزياح، ودراسةِ البلاغةِ الحرَكيَّةِ للصُّور، فضلًا عن تفحُّصِ مُستويَي الإيقاع الوجوديّ الكُلِّيّ للتَّجاوُز، والمُعجم بينَ التَّكثيف وتفجير اللُّغة.
آمِلًا أنْ أخلُصَ، في نهايةِ هذا البَحث، إلى رسمِ مَلامِحَ عامّة تُكوِّنُ، إلى حدٍّ ما، فَهمًا مُتكامِلًا في الشَّكلِ والمَضمونِ لهذا الأُنموذج/ التَّجرِبة النَّثريَّة الكتابيَّة الحداثيَّة بحدِّ ذاتِها، من جانبٍ أوَّل، وتُساعِدُ، من جانبٍ ثانٍ، في فَهمِ بعضِ اقتراحاتِ الحداثة الشِّعريّة العربيّة (الثَّانية)".
من الكتاب
تنطوي تجرِبة الشّاعر السُّوريّ الرّاحل محمود السَّيِّد (1935-2010) على خُصوصيّة فنِّيّة ومَعرفيّة في حركيّة الحداثة الشِّعريّة العربيّة، وعلى بعضِ الإطلالات الجادّة على عَوالِم ما بعدَ الحداثة، على نحْوٍ يستحقُّ معهُ هذا المُبدِعُ تمحيصاً خاصّاً في مُنجَزِهِ، واحتفاءً يستحقُّ أنْ ينالَهُ.
ويتجاوَزُ حُضورُه الإبداعيّ وتأثيرُهُ الأصيل في المشهد الثَّقافيّ السُّوريّ والعربيّ مسألةَ الكتابة الشِّعريّة باقتراحاتِها المُغايِرة، فحسب؛ ليمتدَّ هذا الحُضور إلى مجالات التَّدريس والصَّحافة والنَّشر التي ترَكَ فيها لمسةً واضِحة، ابتداءً من عملِهِ في الصَّحافة الدِّمشقيّة في العام 1960م، مُروراً بلمستِهِ المُؤثِّرة عندما كانَ مُشرِفاً فنِّيّاً على "مُلحَق الثَّورة الثَّقافيّ" في العام 1976م ولمدَّة عاميْن، حيثُ احتلَّ ذلكَ المُلحق مكانةً مرموقة ومُتقدِّمة في الثَّقافة العربيّة عبرَ ما كانَ يُقدِّمُهُ _شكلاً ومضموناً_ في سبعينيّات القرن المُنصرِم، ولا سيما بمُساهَمة كبار المُثقَّفين السُّوريِّين والعرب فيهِ في تلكَ الحقبة، ليُتوِّجَ السَّيِّد مشروعَهُ الإبداعيّ بالتَّجرِبة الفريدة _سُوريّاً وعربيّاً_ التي مثَّلَتْها مجلَّة "ألِف لحُرِّيّة الكشف في الإنسان والكتابة" واستمرَّتْ مُدَّةَ عاميْن قبلَ أنْ تتوقَّفَ لأسبابٍ ماليّة. حيثُ كانَ يُصدِرُها الكاتب والنّاشِر السُّوريّ سحبان سوّاح، وكانَ يرأسُ تحريرَها محمود السَّيِّد.
مازن أكثم سليمان
أوَّلاً: المُؤهِّلات العِلميَّة:
- إجازة في الآداب - جامعة تشرين - اللّاذقيّة - 2001.
- دبلوم الدِّراسات العُليا - شُعبة الدِّراسات الأدبيّة - جامعة دمشق - 2003.
- ماجستير في الدِّراسات الأدبيّة - جامعة البعث - حمص - 2009.
- دكتوراه في الدِّراسات الأدبيّة - جامعة دمشق - 2015.
ثانياً: المُؤهِّلات الفَنِّيَّة:
- بدأ بنشرِ الشِّعر والدِّراسات النَّقديَّة منذ العام 1999.
- نشَرَ عشرات القصائد والنُّصوص والمَقالات والدِّراسات النَّقديَّة والفكريَّة ومُقدِّمات الكُتُب والحوارات في الجرائد والمجلّات والمَواقِع الإلكترونيَّة بانتظامٍ منذ العام 2014.
- هوَ النَّاقد السُّوريّ الوحيد الذي كَتَبَ سِلسلةَ دراساتٍ نقديَّةٍ وتنظيريَّةٍ مُترابِطَةٍ عن الشِّعر والشُّعراء السُّوريِّين في زمنِ الثَّورة والحرب، ثُمَّ نَشَرَها في كتابٍ مُستقلٍّ.
- كَتَبَ مَجموعةً مُتسلسِلةً منَ المَقالاتِ البَحثيَّةِ (السِّياسيَّةِ والفكريَّةِ) بخُصوص الثَّورة السُّوريَّة والرَّبيع العربيّ، فضْلاً عن موادِّهِ التَّنظيريَّة المُتعلِّقة بمَوضوعة (فلسفة الثَّورة) تحديداً.
- أطلَقَ ثلاثةَ بَياناتٍ (شِعريَّة/ نقديَّة) في الأعوام 2015 و2018 و2020، هيَ على التَّوالي: (الإعلان التَّخارُجيُّ) و(الجدَل النِّسْيَاقيّ المُضاعَف - الانتصاليّة/ البينشِعريَّة) و(شِعريَّة المُكاتَبَة - الشّاعرُ السّائِحُ المُستأجِرُ).
- يُمثِّلُ بَيانُهُ الثَّالث على وجهِ الخُصوص، مَدخَلاً تأسيسيَّاً نظَريَّاً أوَّليَّاً لمَشروعِهِ التَّجريبيّ المُتعلِّق باقتراحِ ما دعاهُ بِـ (نُصوص المُكاتَبَة الجديدة/ نُصوص ما بعدَ الكتابة)، حيثُ يستعدُّ حاليَّاً لنشرِ أوَّلِ كتابٍ لهُ في مِضمارِ هذهِ النُّصوص، والتي كانَ قد كتَبَها خلالَ الفترة المُمتدَّة بينَ أعوام (2011 - 2015)، ونشَرَ جميعَها في جَرائِدَ ومجلَّاتٍ ومَواقِعَ عدَّة خلالَ العامَيْن (2016 - 2017).
- نشَرَ في إطارِ المَشروعِ نفسِهِ، (نصَّ مُكاتَبَةٍ طويلٍ) في الشَّهر السَّابع من العام 2023، والذي سيُنشَرُ بدورِهِ في كتابٍ مُستقلّ، وهوَ بِعُنوان: (تَمْرِينٌ -في- تَرْجَمَةِ هَلْوَسَاتِ الشَّاهِدِ المَلِكِ - مُتَوَالِيَاتُ وِلَادَةِ (مَوْتِ المَوْتِ) وَقَدْ عَرَّجَتْ هَوَادِجُهَا انْشِطَارِيَّاً على ثَالُوثِ الحُرُوبِ وَالأَوْبِئَةِ وَكَوَارِثِ الطَّبِيعَةِ).
- اقترَحَ (مَنهجاً نقديَّاً جديداً) في الفصل النَّظَريّ الأوَّل من كتابِهِ: (انزياح أساليب الوجود في الكتابة الإبداعيَّة بينَ مُطابَقات العولمة واختلافاتِها - دراسة نقديَّة) المَنشور في العام 2019.
- أطلَقَ منهَجَهُ النَّقديّ هذا (إلكترونيَّاً) تحتَ عُنوان: (اقتراحٌ نقديٌّ في تأسيسِ مَنهَجِ التَّأويل الأُنطولوجيّ/ الثَّقافيّ للانزياح: المَنهج الأُنطو/ ثقافيّ)، وذلكَ عبرَ ثلاثةِ أجزاءٍ نُشِرَتْ على التَّوالي في موقع (صالون سوريا) في العام 2023، ويستعدُّ حالياً لنشرِ هذا المَنهج في كتابٍ مُستقلّ.
- أسَّسَ مع الشَّاعر حسَّان عزَّت، وأطلَقَ معهُ (الحركة الشِّعريَّة العربيَّة الثَّالثة) في العام 2023، بعدَ أنْ صاغَ معهُ بَيانَها الأوَّل: (بَيان الغضَب الشِّعريّ لا). ويعد الكتاب الحالي أحد الأعمال المرصودة للحركة الشعرية العربية الثالثة.
- لهُ أكثَر من مَخطوط أدبيّ (شِعر ونُصوص)، وأكثَر من كتاب نقديّ وفكريّ قيْد النَّشر.
ثالثاً: المُؤلَّفات:
1- قبلَ غزالةِ النَّوم - شِعر - دار الفاضل للتَّأليف والتَّرجمة والنَّشر - دمشق/ سوريَّة - 29 آذار/ مارس 2006.
2- حركيَّة الشّاغِلات الكيانيَّة - مُهيمِنات شِعريَّة في زمن الثَّورة والحرب في سوريّة (2011 - 2018) - دراسات نقديَّة - دار موزاييك للدِّراسات والنَّشر - إسطنبول/ تركيا - 29 آب/ أغسطس 2019.
3- انزياح أساليب الوجود في الكتابة الإبداعيَّة بينَ مُطابَقات العولمة واختلافاتِها - دراسة نقديَّة - الشَّركة السُّودانيَّة للهاتف السَّيَّار (زين) - الخرطوم/ السُّودان - 2019.
4- بعدَئذٍ قد تنجو المُصافَحات - شِعر - دار موزاييك للدِّراسات والنَّشر - إسطنبول/ تركيا - 21 آذار/ مارس 2021.
5- مَأخوذاً بجَمالٍ ثانٍ - شِعر - دار خطوط وظلال للنَّشر والتَّوزيع - عمَّان/ الأردن - 24 كانون الثَّاني/ يناير 2023.
رابعاً: الجوائز:
- جائزة الطَّيِّب صالح العالميّة للإبداع الكتابيّ/ مَجال الدِّراسات النَّقديّة (المركز الثَّاني): وذلكَ عن مَخطوط كتابِهِ (انزياح أساليب الوجود في الكتابة الإبداعيَّة بينَ مُطابَقات العولمة واختلافاتِها - دراسة نقديَّة)، دورة 2018/ 2019.