icon
التغطية الحية

معلمة سورية تحصد جائزة الشخصية الملهمة لعام 2024 في ويلز البريطانية

2024.09.07 | 04:26 دمشق

المعلمة السورية الفائزة إيناس العلي
المعلمة السورية الفائزة إيناس العلي
Nation Cymru- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

فازت إيناس العلي، المعلمة السورية التي فرّت من بلادها برفقة ولديها عقب وفاة زوجها، بجائزة في بلدها الجديد ويلز. حيث حصدت جائزة "ماضٍ مختلف: المستقبل المشترك في شخصية ملهمة"، ضمن جوائز تعليم الكبار لعام 2024، والتي ستقدم لها مع غيرها من الفائزين والفائزات في حفل سيقام في فندق Coal Exchange بكارديف في العاشر من الشهر الجاري.

وعن الجائزة تقول إيناس: "إن مهنتي تفوق الوصف، إذ في البداية أتوجه برسالة لكل من أجبرته الظروف على تغيير حياته والانتقال إلى بلد آخر وأقول له بأن هذه ليست نهاية العالم، إذ بوسعنا أن نواصل تقدمنا وأن نقدم كل ما بوسعنا من دون أن يعترض طريق تطورنا أي عائق. ثانياً، أود أن أقول بأني فزت بجوائز في سوريا وكذلك في المملكة المتحدة، إلا أن هذه الجائزة تعني لي الكثير لأنها من الجامعة التي أفخر بانتمائي إليها وحصولي على أول إجازة مهنية بريطانية منها وذلك بعد رحيلي عن بلدي، ولهذا أحس بالفخر لارتباط اسمي باسم هذه الجامعة".

مستقبل غير واضح

تسبب النزاع في سوريا بمقتل أكثر من 600 ألف شخص وتشريد الملايين. وفي ظل مستقبل غير واضح المعالم بسوريا، لم يعد أمام إيناس وولديها أي خيار سوى اللجوء إلى دولة آمنة، فوصلوا إلى كارديف في عام 2019 عبر برنامج لجوء خاص بالأمم المتحدة.

تحدثنا إيناس عن تلك المرحلة فتقول: "عملت في مجال التعليم لمدة 16 عاماً في بلدي الحبيب سوريا، ولكن بعد وفاة زوجي واندلاع الحرب، أصبحت حياتي وحياة طفلي مهددة بالخطر".

اشتعلت حماسة إيناس للتدريس من جديد، ولكن على الرغم من أنها تحمل إجازة جامعية باللغة الإنكليزية، فإنها كانت لغة ثانية في بلدها، ومستواها فيها لم يرق لدرجة التدريس في ويلز.

ولهذا السبب التزمت إيناس بالتطوع في مجال التدريس لمدة عامين وذلك لتحسن لغتها الإنكليزية، وذلك قبل أن تسعى للعودة إلى العمل بالتدريس بدوام كامل.

تقدمت إيناس بطلب للحصول على شهادة خريج محترف من قسم التعليم والتدريب بعد المرحلة الإلزامية، بما أن هذه الشهادة تعتبر شرطاً لدخول المعلمين الأجانب إلى سلك التعليم في بريطانيا بعد إمضائهم للمرحلة الإلزامية التي تمتد لستة عشر عاماً.

أثارت قصة إيناس إعجاب جامعة كارديف ميتروبوليتان التي احتضنتها ضمن بيئتها القائمة على التشارك فسمحت لها بأن تصبح مؤهلة للتدريس بعد 16 عاماً من التدريب والتدريس.

تحدثنا عن إيناس خلال تلك المرحلة معلمتها لين ديفيس التي تقول: "كانت شجاعة وجسورة للغاية إذ قدمت لي فكرة مهمة عن الظروف المريعة وكيف تغير حياة الإنسان، وكيف أثر ذلك عليها وأتى بها إلى كارديف، كما حافظت على إيجابيتها طوال الوقت وشاركت في عدد من البرامج التعليمية وآليات الدعم لتحسن نفسها على الدوام ولتحقق المستوى المهني المطلوب للتدريس بعد 16 عاماً من الخدمة في هذا السلك".

وحتى تعيل إيناس أسرتها وتدفع إيجار الشقة التي تسكنها، وجدت لنفسها عملين بدوام جزئي، أحدهما في مجال تعليم العربية بمركز فايزة للغة العربية إلى جانب مواصلتها لدراستها.

وبدعم من معلميها وملهميها، أكملت إيناس ساعات التدريس الرسمية التي تؤهلها للعمل في هذا السلك، وأصبحت اليوم تدرس الرياضيات للراشدين في مركز للتدريب بعد الفترة الإلزامية، إلى جانب مواصلتها لتعليم اللغة العربية بدوام جزئي.

وبعد أن شاهدت كيف تقسم بلدها، وصفت إيناس جامعة كارديف ميتروبوليتان بأنها الجامعة الملاذ، وبأنها مؤسسة تتسم بتنوع ومشاركة كبيرين، وأضافت بأنها ستواصل دراستها لتضمن مستقبلاً أفضل لها ولولديها.

مزايا التعلم على كبر

وعن الجائزة تقول لين نيغل وزيرة التعليم في حكومة ويلز: "إنه من الملهم مشاهدة تلك الجهود والمواهب والتصميم الذي يتسم به كل من وصل إلى النهائيات في جائزة الشخصية الملهمة لهذا العام، ولهذا عزمت على أن أجعل من ويلز المكان الذي يتسنى فيه للجميع العودة للتعلم وتجديد مهنته على اختلاف المرحلة العمرية التي وصل إليها، ويعتبر أسبوع المتعلمين الكبار فرصة مناسبة لاكتشاف هذا الشغف بالتعلم أو لتطوير المهارات الموجودة لدى المرء، إذ إن التعلم في الكبر ليس فقط وسيلة عظيمة ليحسن المرء من فرص التوظيف لديه بل إنه يمثل فرصة مثالية ليلتقي المرء بأشخاص جديد وليقيم صداقات جديدة، وليعزز احترامه لذاته وثقته بنفسه".

أما جوشوا مايلز مدير معهد التعلم والعمل فيقول: "أود أن أهنئ جميع المرشحين والفائزين لعام 2024 وأشكرهم على مشاطرتهم إيانا بقصصهم الملهمة، لأن هؤلاء تغلبوا على تحديات كبيرة مثل المشكلات الصحية والبطالة وضعف الثقة بالنفس والمسؤوليات المنوطة بهم، فحولوا حياتهم وغيروها من خلال التعلم، ومن خلال ذلك، تحولوا إلى شخصيات ألهمت غيرهم من الناس ودفعتهم للسير على خطاهم وترك أثر إيجابي على المجتمعات التي يعيشون فيها داخل ويلز، ثم إن التعلم رحلة تستغرق العمر كله، وتغني حياة الإنسان بسبل شتى، لذا من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى أن ندعم هؤلاء الكبار ونحتفي بهم في ويلز لأنهم عادوا للتعلم في مرحلة لاحقة من حياتهم على أمل تحقيق مستقبل أفضل".

 

المصدر: Nation Cymru