قررت فنانات يُقمن بمدينة فانكوفر تكريم النساء وضحايا الزلازل المدمرة في تركيا وسوريا من خلال معرض يقام في اليوم العالمي للمرأة والذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
وهذا المعرض الذي حمل عنوان: "فنون نسائية في يوم المرأة" سيقام بمبنى سيغال بجامعة سايمون فريجر بفانكوفر، ليعرض أعمالاً قدمتها 15 فنانة.
وعلى الرغم من أن الاستعدادات لهذا الحدث بدأت قبل شهور، فإنه عند وقوع زلزالين شديدين في شهر شباط الماضي، قررت الفنانات تغيير مشاريعهن والعمل على لوحات فنية تتحدث عن الزلازل وقوة النساء في آن معاً.
وعن ذلك تحدثنا الفنانة إيسار إنجيه التي قدمت من تركيا إلى كندا في عام 2011 وتعيش اليوم في فانكوفر، فتقول: "لقد خلفت الزلازل أثراً عميقاً فينا... فقد خسرت صديقة عزيزة علي".
الفنانة نيلوفر موايري وهي ترسم امرأة بين النور والظلمة
وينظم هذا المعرض الفنانة نيلوفر موايري التي ولدت في إيران وترعرعت في إسطنبول، بالتعاون مع الجمعية التركية-الكندية، بحيث ستذهب عائدات لوحات الفنانات لدعم الناجين من الزلزال.
وعن ذلك تقول موايري: "بعد تلك المأساة الموجعة، تحضرنا جميعاً لرسم امرأة بهدف إظهار مدى قوة النساء".
بين النور والعتمة
تظهر لوحات موايري وجه امرأة بين النور والظلام، إذ يظهر الجانب المظلم الأبنية المدمرة والناس وهم يحاولون مساعدة بعضهم بعضاً في الخروج من بين الأنقاض، في حين يعبّر الجانب المشرق الذي يمتلئ باللونين الأزرق والأصفر وتدرجاتهما، عن الأمل حسبما ذكرت موايري.
وستعرض الفنانة والمخرجة النمساوية-المكسيكية إنانا كوسي عملاً فنياً بعنوان غايا وهو اسم لربة الأرض في الأساطير الإغريقية القديمة، ويصور هذا العمل جسد امرأة وهي تحمل كوكب الأرض، في حين تظهر التشققات والصدوع على الجسد والأرضية.
وعن ذلك العمل تخبرنا الفنانة فتقول: "حاولت أن أصور قوة النساء وتمسكنا بالعالم، لكني عبرت عن القدر أيضاً... متجسداً بزلزال دمر عالمنا، ومصاعب بات علينا تحملها في الوقت ذاته... ولهذا أعتقد أن تأويل العمل يعود للجمهور الذي قد يجده عملاً مفعماً بالتفاؤل أو التشاؤم، بما أن هذا يعود إليه".
لوحة الفنانة إيسار إنجيه التي خصصتها لصديقتها الحميمة التي فقدتها بسبب الزلزال في تركيا
تظهر لوحة الفنانة إنجيه مبنى مليئاً بالصدوع والتشققات والخطوط المائلة للتعبير عن خطوط الفوالق والصدوع الزلزالية، في حين تظهر امرأة أسفل البناء، في هذه اللوحة التي خصصتها الفنانة لروح صديقتها التي فقدتها بسبب الزلزال.
إذ كانت تلك الصديقة في زيارة لأمّها في مشفى إسكندرون عندما وقع الزلزال، ولهذا تقول إنجيه: "شعرت بألم وصدمة عميقين عندما بلغني ما حدث".
منذ أن ضربت الزلازل الجنوب التركي والشمال السوري قبل شهر، وتسببت بمقتل أكثر من 45 ألف إنسان، بقي الآلاف من الناس بحاجة إلى المأوى والشروط الصحية بحسب ما أوردته الأمم المتحدة، إلا أنه لم يتم تأمين سوى 10% من المبلغ الذي يجب جمعه لمساعدة الناجين والذي يعادل مليار دولار أميركي، وهذا ما أعاق الجهود الساعية لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية.
وبحسب أرقام الحكومة التركية، تم إيواء قرابة مليوني ناج في بيوت مؤقتة أو إخلاؤهم من المنطقة التي تضررت بفعل الزلزال، في حين بقي 1.5 مليون نسمة يقيمون في الخيام، وانتقل 46 ألفاً آخرين للعيش في بيوت مسبقة الصنع.
قوة المرأة في الزمن الصعب
ترى كلٌّ من موايري وإنجيه أنه من الضروري إبراز قوة النساء من خلال اللوحات، ضمن الاحتفال بمئوية الجمهورية التركية، إذ في عام 1923 بدأت تركيا بجهود تحديث البلد وعلمنته، وقد شمل ذلك سنّ قوانين المساواة بين الناس، كما حصلت المرأة التركية على حقها بالتصويت في عام 1934، وعن ذلك تقول إنجيه: "إنه تاريخ مهم جداً".
أما بالنسبة لموايري فإن الأهمية تتضاعف وتدفعها لتقديم فن يسعى لتمكين المرأة مع قيام الحركة النسوية في إيران في خريف عام 2022.
متظاهر يحمل صورة مهسا أميني
إذ قامت احتجاجات في مختلف بقاع العالم عقب وفاة مهسا أميني، 22 عاماً، إثر اعتقالها على يد شرطة الأخلاق بإيران، بحجة ارتدائها لحجابها بطريقة غير لائقة.
ولهذا تقول موايري: "بما أني امرأة، فإني أحاول على الدوام أن أعبّر عن مدى قوة النساء من خلال لوحاتي".
المصدر: CBC