icon
التغطية الحية

"معرض فرانكفورت للكتاب" يفتقر لحضور دور النشر والزوار العرب

2022.10.23 | 15:57 دمشق

كتاب
من معرض كتاب فرانكفورت (DW)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

سجّل "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب" في ألمانيا -المعرض الأكبر في العالم- انخفاضاً ملحوظاً في أعداد دور النشر العربية المشاركة وكذلك في أعداد الزوار العرب.

وبعد سنتين من الحضور المقيّد الذي فرضته جائحة كوورنا، يعود المعرض بمشاركة أكثر من أربعة آلاف ناشر يمثلون أكثر من 80 بلداً في ما يعدّ أكبر معرض للكتب في العالم. إلا أن الحضور العربي يظهر هذا العام باهتاً للغاية، ولم تنقذه سوى أروقة لهيئات خليجية جديدة، أو رواق لاتحاد الناشرين العرب، الذي يظهر أساساً أنه مكان للاجتماعات أكثر من حيز لعرض الإصدارات العربية، أو أورقة صغيرة لدور نشر بإصدارات محدودة.

وبحسب تقرير أعدته "دويتشه فيله" الألمانية، فإن الباحث عن الإصدارات العربية لن يجد سوى القليل منها، كما يظهر الرواق العربي فارغاً بشكل كبير، بينما استغلت دور نشر عالمية فرصة المعرض للترويج لآخر الروايات والكتب.

هل تراجع الاهتمام بالثقافة العربية في ألمانيا؟

ونقلت الشبكة الألمانية عن محمد بدوي، ناشر في ألمانيا، أن هناك إشكاليات كبيرة تخصّ توزيع الكتب العربية في ألمانيا، أولها ضعف تلقي الكتاب العربي في ألمانيا من طرف الجاليات الغربية، ويعود ذلك بحسب قوله إلى "الأسعار الباهظة لإنتاج الكتب"، خصوصاً أن جلّ الدور العربية لا تزال تركز على النسخ الورقية، كما يرجع الأسباب إلى غياب هيئة قوية في ألمانيا تهتم بالثقافة العربية كما عليه الحال في فرنسا مع معهد العالم العربي في باريس.

ويتساءل محمد بدوي: "إذا لم يكن العرب في ألمانيا يهتمون للكتاب العربي، فكيف سيتم إقناع دور النشر الألمانية بترجمة الإصدارات العربية؟ مشيراً إلى أن اهتمام دور النشر الألمانية بالكتاب العربي تراجع كثيراً مؤخرا عكس ما كان عليه الحال في سنوات مضت.

"العربية" لأطفال الجاليات

تحتل الإصدارات الموجهة للأطفال حيزاً كبيرا ًداخل أروقة المعرض. تتفنن دور العرض الألمانية والأوروبية في ترويج إصداراتها، خصوصاً أن حجم سوق كتب الأطفال قوي جدا ويستفيد للغاية من الكتب المدرسية ومن الأنشطة الموازية التي تنظمها المدارس وتحث من خلالها الأطفال على القراءة.

مديرة مجموعة مؤسسات قرطبة التي تضمّ دار نشر موجهة للأطفال في ألمانيا، نهلة تيلخ، تؤكد ضرورة تشجيع تأليف القصص الموجهة لأطفال الجاليات العربية والأطفال عموما الراغبين بتعلم اللغة العربية لما لها من دور كبير في التعليم، لكن شريطة أن تكون من إنجاز مؤلفين عاشوا في أوروبا حتى يدركوا طبيعة التحديات وحتى يوصلوا الفكرة بشكل سلس.

وتشدد نهلة على أن دور التكنولوجيا مهم للغاية في الزمن الحالي الذي يشهد انتشاراً مهولاً للهواتف الذكية ومواقع التواصل، ولذلك قامت المؤسسة بتطوير تطبيق رقمي يساعد الأطفال على إنجاز ما يطلب منهم من تمارين، وكذلك تطوير ألعاب رقمية تساهم في تعليمهم اللغة العربية.

أما علي بن تميم، رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية، فيقول: "للأسف الثقافة العربية باتت تنحسر في الخارج رغم دورها التاريخي في الحوار الإنساني"، مشيراً إلى أن المركز يحاول إيجاد حلول لهذه الإشكالية عبر اتفاق كبير مع معهد العالم العربي في باريس لإطلاق شهادة كفاءة دولية في اللغة العربية، وكذلك عبر عقد اتفاقيات مع جامعات ومعاهد لغوية في ألمانيا من أجل تعزيز حضور العربية لدى أبناء الجاليات العربية والمهتمين بتعلم اللغة العربية.