وجد مالكو الشركات والصناعيون شمال غربي سوريا في معرض ومؤتمر الاستثمار المنعقد في المدينة الصناعية ببلدة الراعي بريف حلب، فرصة لترويج منتجاتهم وتسويقها أمام المستثمرين القادمين من عدة دول، أو الزوار بشكل عام.
وعرض التجار منتجاتهم داخل المعرض بعد توزيعها على عشرات الأقسام، وشملت الآلات الصناعية والحلويات والملابس والمنظفات والبقوليات والأحذية والفستق الحلبي والمونة (من زيتون ومكدوس ودبس بندورة وغيرها).
أوروبا وجهة لـ"المونة السورية"
وكانت شركة "الغيث" من بين الشركات التي افتتحت قسماً لها في معرض الاستثمار لعرض منتجاتها، وتشمل بشكل رئيسي المواد المسماة محلياً بـ"المونة" (زيتون أخضر - زيتون أسود - زيت - مكدوس - مخللات بأنواعها - دبس بندورة - دبس رمان).
وقال مسؤول شركة "الغيث" العاملة في مدينة الباب شرقي حلب، محمد محيي الدين، إنّ الشركة مستقلة خاصة، تُنتج مختلف أنواع الزيتون والمكدوس والدبس والمخللات، وتخطط لافتتاح فرع داخل المدينة الصناعية في الباب.
وذكر محيي الدين في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن الشركة تصدّر منتوجاتها نحو دول عدة في أوروبا، وتعمل على التصدير إلى السوق المحلية في تركيا.
وأضاف أن آلية التصدير تتم عبر إرسال المنتجات إلى ميناء مرسين في تركيا، ومن هناك يتم شحنها إلى أوروبا لبيعها بأسعار منافسة، مشيراً إلى إقبال كبير على "المونة السورية" هناك.
وفي الوقت نفسه، عرضت محال لبيع الملابس منتجاتها أمام الزوار، وبحسب القائمين عليها، هناك عمليات تصدير تتم إلى تركيا وعدة دول أوروبية وعربية.
مؤتمر الاستثمار شمالي سوريا
انطلق مؤتمر ومعرض الاستثمار الأول في الشمال السوري، أمس الأربعاء، في المدينة الصناعية ببلدة الراعي شمال شرقي حلب، بحضور شخصيات حكومية محلية، ورجال أعمال ومستثمرين، سواء من السوريين في الداخل، أو في بلاد اللجوء.
وقال رئيس غرفة الصناعة والتجارة في مدينة الباب زين العابدين درويش، إنّ الغاية الأولى للمؤتمر، جذب المستثمرين إلى الشمال السوري والسعي لإقامة شراكة بينهم، وبين الصناعيين والتجار الموجودين في المنطقة.
وذكر درويش في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن المستثمرين الذين حضروا المؤتمر، هم سوريون مجنسون قدموا من نحو 32 دولة، واطلعوا على الواقع الاقتصادي للشمال السوري، وعاينوا الواقع بأعينهم.
من جهته، قال وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، عبد الحكيم المصري، إنّ المستثمرين ورجال الأعمال قدموا من دول مختلفة، مثل الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وألمانيا، وجميعهم من السوريين المغتربين، إضافة إلى آخرين أتراك.
وأشار المصري في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إلى أنهم يهدفون إلى الارتقاء بالبيئة الاستثمارية "لأن الاستثمار هو المحرك الأول للتنمية، هناك بنية تحتية جاهزة لذلك، ونعمل على تحسينها ليدخل المستثمر إلى سوق العمل بأمان، ونأمل أن يتجه الجميع إلى الاستثمار في المنطقة لتحسين مستوى المعيشة".
وكان رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، المهندس علي حلاق، قد قال في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إنّ المؤتمر يهدف لتنمية مناطق الشمال السوري اقتصادياً، والإسهام بتحسين مستوى المعيشة وزيادة فرص العمل، وذلك من خلال خلق بيئة استثمارية جاذبة، وتقييم واقع الاستثمار في الشمال السوري وتحديد متطلباته، وإنشاء حاضنات الأعمال لتنمية المشاريع الصغيرة وتحفيز الطاقات الشابة للمبادرة في ريادة الأعمال، والوصول لشراكات استراتيجية على المستويين الداخلي والخارجي في قطاع الاستثمار، ووضع خريطة للاستثمار من منظور التنمية المستدامة.