قال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية اليوم الجمعة إن معارك "ضخمة" تدور في شمال وشرق كييف.
وحذر رئيس البلدية فيتالي كليتشكو السكان الذين فروا من العاصمة قائلا "خطر الموت (في كييف) مرتفع جدا، ولهذا السبب نصيحتي لأي شخص يريد العودة هي، من فضلك، انتظر وقتا أطول قليلا".
وقال حاكم منطقة كييف في وقت سابق اليوم الجمعة إن القوات الروسية تنسحب من بعض المناطق حول العاصمة لكنها تعزز مواقعها في مناطق أخرى.
مسؤول كبير بالإدارة الأميركية كشف أن القوات الروسية أقامت موقعا للجنود داخل كنيسة تقع على بعد 22 كيلومترا شمال غربي كييف ليكون نقطة انطلاق للهجوم على العاصمة الأوكرانية، بحسب وكالة رويترز.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "الجنود موجودون على الأرض سواء في الكنيسة أو في المنطقة السكنية المحيطة بها"، موضحا أن هذه المعلومات تستند إلى معلومات استخباراتية.
وأضاف المسؤول "نعتقد أن الجيش الروسي يستخدم نقطة الانطلاق هذه كجزء من هجومه على كييف".
من جهتها اتهمت روسيا أوكرانيا بتنفيذ ضربة جوية على مستودع وقود في مدينة بيلجورود الروسية اليوم، وهي واقعة قال الكرملين إنها تعكر أجواء محادثات السلام مع كييف.
من جهته قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه لا يمكنه تأكيد أو نفي تورط أوكرانيا المزعوم في الضربة لأنه ليس مطلعا على جميع المعلومات العسكرية. ولم ترد وزارة الدفاع ولا هيئة الأركان العامة في أوكرانيا على طلبات للتعليق. وهذا أول اتهام بضربة جوية أوكرانية على الأراضي الروسية منذ بدء موسكو غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير شباط.
تحذيرات أوروبية للصين
حذر رئيس المجلس الأوروبي بكين من مساعدة روسيا في حربها. موضحا أن الصين والاتحاد الأوروبي اتفقا على أن الحرب في أوكرانيا تهدد الأمن العالمي.
وقال شارل ميشيل في مؤتمر صحفي بعد اجتماع افتراضي بين الاتحاد الأوروبي والصين "الصين والاتحاد الأوروبي اتفقا على أن هذه الحرب تهدد الأمن العالمي والاقتصاد العالمي".
وتابع"أي محاولات للالتفاف على العقوبات أو تقديم المساعدة لروسيا سيطيل أمد الحرب. هذا سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح وتأثير اقتصادي أكبر".
وأضاف "سنظل يقظين أيضا بشأن أي محاولات لمساعدة روسيا ماليا أو عسكريا. ومع ذلك، فإن الخطوات الإيجابية التي تتخذها الصين للمساعدة في إنهاء الحرب ستلقى ترحيبا من جميع الأوروبيين ومن المجتمع الدولي".
وجددت الصين رفضها للعقوبات التي فرضتها دول غربية ضد روسيا، وقال متحدث وزارة الخارجية تشاو ليجيان خلال مؤتمر صحفي يومي، تزامنا مع قمة أوروبية صينية عبر اتصال مرئي: "الصين لا توافق على حل المشاكل من خلال العقوبات، ونعارض بشكل أكبر العقوبات الأحادية (التي فرضتها دول غربية على روسيا)".حسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا فليست بكين مضطرة إلى اختيار جانب"، مشيرا أن بلاده ترى ضرورة "مقاومة منطق تفكير الحرب الباردة".
روسيا تصحو من الصدمة
سافر كبار المسؤولين الأميركيين هذا الأسبوع لدفع زعماء العالم لمواصلة الضغط على موسكو أو الانضمام إلى حملة العقوبات وغيرها من الإجراءات التي تستهدفها، وذلك مع دخول الحرب في أوكرانيا أسبوعها الخامس وتلاشي الصدمة الاقتصادية الأولية في روسيا على ما يبدو.
فقد ناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حرب أوكرانيا مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في المغرب. والتقى والي أدييمو نائب وزير الخزانة بكبار المسؤولين في لندن وبروكسل وباريس، وسيختتم الأسبوع في برلين. كما ضغط داليب سينغ نائب مستشار الأمن القومي للاقتصاد الدولي على المسؤولين في نيودلهي.
يأتي هذا الجهد في وقت بدأ فيه التأثير الأولي للعقوبات الصارمة المفروضة على البنوك ورجال الأعمال والشركات في روسيا في التلاشي إلى حد ما، وتدرس الولايات المتحدة خطواتها الاقتصادية التالية لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان الروبل الروسي قد خسر نصف قيمته في غضون أيام من عزل البنوك الروسية الرئيسية عن شبكة المعاملات المالية الدولية (سويفت)وشل الجزء الأكبر من احتياطي النقد الأجنبي الخاص بالبنك المركزي الروسي البالغ 630 مليار دولار، مما دفع المسؤولين الأميركيين إلى إعلان أن موسكو تكافح أزمة مالية.
لكن الروبل تعافى كثيرا بعد شهر عائدا إلى مستواه قبل الغزو مباشرة، مدعوما إلى حد ما بضوابط رأس المال الروسية وأوامر الحكومة لشركات التصدير ببيع العملات الأجنبية والشركات التي تجمع الأموال لتسديد مدفوعات الضرائب ربع السنوية.
ولم تمس العقوبات حتى الآن أهم شريان حياة اقتصادي لروسيا وهو مبيعات الطاقة إلى أوروبا، والتي قد تصل قيمتها إلى 500 مليون يورو (555 مليون دولار) يوميا بالأسعار الحالية. وتطالب روسيا بمدفوعات بالروبل مقابل الغاز اعتبارا من اليوم الجمعة، مما قد يعزز العملة أكثر.