icon
التغطية الحية

مطعم سوري شهير يغلق أبوابه في كندا بعد زيادة كبيرة في الإيجار

2022.03.02 | 14:50 دمشق

المطعم السوري الذي أغلق أبوابه في أونتاريو بكندا
المطعم السوري الذي أغلق أبوابه في أونتاريو بكندا
سي بي سي: ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أغلق مطعم طعمة أبوابه بصورة نهائية ليلة الأحد الماضي، إلا أن مالكه محمد طعمة يقول إنها ليست نهاية رحلته في نقل النكهات السورية إلى كندا، إذ يخبرنا صاحب ذلك المطعم بأنه كان يفكر بافتتاح معمل للجبن أو بإقامة مطعم متنقل في شاحنة، ولكن بعد رفع بدل الإيجار لأكثر من ألفي دولار، لم يعد يثق بأي صاحب عقار، وقد علق على ذلك يوم الاثنين بقوله: "إن جميع أفراد أسرتي يشعرون بحزن شديد الآن"، إذ كان حينئذ يراقب العمال وهم ينظفون المطعم ويخلونه من المعدات.

هاجر محمد من سوريا إلى كندا في أيلول من العام 2018، وعنها يقول: "بالنسبة لمستقبل أسرتي وأولادي كندا هي المكان الأفضل".

وبعد وصوله بتسعة أشهر تقريباً، افتتح مع أسرته مطعماً كان في السابق عبارة عن حانة تقدم إلى جانب المشروبات وجبات مشوية، وهكذا علق على باب مطعمه لافتة كتب عليها: "نكهة سوريا"، كما بدأ بصناعة الأجبان في ذلك المطعم منذ ذلك الحين.

 

الأجبان التي يقدمها مطعم محمد طعمة

وهكذا ذاع صيته، بعدما أثنى كل من تناول وجبة في مطعمه على الأطعمة التي يقدمها، ولهذا نشر محمد منشوراً في شهر كانون الثاني شكر فيه كل زبائنه على الدعم الذي قدموه له، فعلق أحدهم: "أحب طعامكم ولطفكم"، في حين علق آخر : "إننا محظوظون بكم".

يدير محمد، وهو أب لستة أولاد، المطعم بمساعدة زوجته وأربعة من أولاده الذين يقدمون له يد العون بعد عودتهم من المدرسة.

ولكن مع بدء التفاوض على عقد إيجار جديد في شهر تشرين الثاني الماضي، صدم محمد عندما طلب منه صاحب العقار زيادة شهرية تعادل نحو 1700 دولار، بالإضافة إلى مبلغ 3700 التي كان يدفعها كبدل إيجار، ولهذا يقول محمد بأن صاحب العقار طلب في لحظة منه 5700 دولار، ويعلق على ذلك بقوله: "هذا صعب جداً، فلقد فاجأني، إذ إن المبلغ كبير للغاية".

"علي أن أدفع الفواتير"

في قائمة الضرائب يتعيّن على المطعم دفع مبلغ 26 دولاراً عن كل قدم مربع و9 دولارات كضرائب سنوية، وذلك عن المساحة الإجمالية التي تعادل 1900 قدم مربع، أي أن المبلغ أصبح يعادل 5400 دولار بالشهر، وهذا الرقم برأي محمد كبير جداً لأن عليه أن يدفع الفواتير هو أيضاً.

وقد أنفق على مشروعه نحو 160 ألف دولار، منها آلاف الدولارات التي صرفها على تجديد المطعم وترميمه.

ومع احتساب كلفة الإغلاق لمدة سنتين خلال مرحلة جائحة كوفيد-19، واضطراره لبيع معداته على عجل، زادت خسائره كثيراً، ومع ذلك يقول: "لم تقتلني كورونا، بل إن صاحب العقار تكفل بذلك".

إلا أن صاحب العقار ذكر بأنه عند انتهاء عقد الإيجار، بحث قليلاً فاكتشف بأن بدل إيجار هذا النوع من العقارات يعادل نحو 5600 دولار، ولهذا طلب من محمد أن يدفع بدل إيجار يعادل خمسة آلاف دولار شهرياً، إلا أن المفاوضات بينهما بخصوص ذلك فشلت في نهاية الأمر، ويتذرع صاحب العقار بأن نفقاته زادت كثيراً هو أيضاً، حيث يقول: "عليّ أن أدفع فواتيري، وأود مساعدته لكني لا أستطيع".

في حين ذكر لنا السمسار بأن صاحب العقار حاول أن يصل إلى حل وسط يرضيه ويرضي محمد طعمة، إلا أنه لم يفلح في ذلك، وأضاف بأن ضريبة العقارات ارتفعت كثيراً خلال السنوات الماضية، حيث قفزت من تسعة آلاف دولار عندما اشترى صاحب العقار ذلك المكان قبل ست سنوات إلى نحو 19 ألف دولار في الوقت الحالي.

لا حدّ لزيادة إيجار العقار التجاري

لا تفرض قوانين الإيجار التجارية في أونتاريو حدوداً على المبلغ الذي يمكن لصاحب العقار أن يفرضه كزيادة على الإيجار، وقد درست منظمة Better Way Alliance تلك المشكلة بما أنها: "تعمل على الجمع بين أصحاب المشاريع التجارية الذين يقدرون العمل بشرف في أونتاريو"، حيث نشرت تلك المنظمة تقريراً خلال هذا الشهر حول مطعم محمد طعمة بوصفه يمثل "أزمة إيجار تجاري".

كما أجرت مسحاً شمل أكثر من 50 مشروعاً تجارياً صغيراً، فاكتشفت بأن 75% تعرضوا لزيادة في بدل الإيجار لمرة واحدة تعادل 10% فما فوق، في حين شهد 17% حالة زيادة في الإيجار تعادل 50% فما فوق، ولهذا ورد في تقريرها ما يأتي: "إن عدم وجود قواعد للزيادات على بدل الإيجار التجاري يعني إمكانية مضاعفة بدل الإيجار بين ليلة وضحاها".

صاحب المطعم: محمد طعمة

وطالب التقرير الحكومة بوضع قوانين للإيجار خاصة بالزيادة السنوية.

يخبرنا همام طعمة، وهو ابن محمد، وعمره 17 عاماً، بأن يوم الاثنين كان يوماً صعباً عليهم وهو يراقب عملية إخلاء المطعم، وذلك لأن أهم ما يميز هذا المكان هو تعاون الأسرة في العمل، ولكن يتعين على هذه الأسرة اليوم أن تبحث عن وظائف أخرى قد لا تجمعها معاً حسبما ذكر همام، الذي علّق بالقول: "الأسرة هي الشيء الحقيقي".

أما محمد فيقول بأن مشاعره وصلت إلى المجتمع المحيط به، ولهذا شكر كل من كانوا حوله ودعموه في مطعمه، ووصفهم بأنهم كانوا أهلاً أكثر من كونهم مجردَ زبائن، ولا يعتقد بأن تلك المشاعر يمكن أن تنتابه بعد اليوم.

بالرغم من الألم الذي تسبّبت به عملية إغلاق المطعم، يرى محمد بأن الحياة لا تتوقف عند مكان في تلك المدينة، ويضيف: "إنني أقنع نفسي بأنني قويّ وبوسعي أن أبدأ من جديد، وأودّ من أسرتي وأولادي أن يفعلوا الخير تجاه كندا".

المصدر: سي بي سي