يأمل مصفف شعر من مقاطعة نيوكاسل انضم لمنظمة إنسانية أن يتمكن من جمع تبرعات لصالح طبيب يقيم في قرية سورية نائية.
فقد جمع كريس حسان، 33 عاماً، وهو مصفف شعر، ما يكفي من المال ليدفع راتباً لذلك الطبيب لمدة خمسة أشهر، إلا أنه بحاجة للمزيد من المال ليقدم المساعدة الطبية الأساسية لأهالي تلك القرية السورية في تلك البلاد التي مزقتها الحرب.
ويخبرنا كريس بأن زملاءه والعاملين في مجال القطاع الصحي العام دعموه كثيراً، إلا أنه يأمل بأن يتمكن أخيراً من دعم ذلك الطبيب ليبقى في تلك القرية خلال الأشهر القليلة القادمة. يذكر أن هذا الشاب أمضى بعض الوقت في معلولا، التي تبعد مسافة 60 كلم عن العاصمة دمشق، وذلك في عام 2018، حيث وصل إلى هناك في مهمة إنسانية انتدبته لها منظمة فرنسية.
وعن تلك التجربة يحدثنا كريس فيقول: "بعدما عشت هناك، اكتشفت بأنه لم يعد يتبقى في تلك القرية سوى شخص واحد متخصص بالطب، وهو طبيب أسنان، أي أن الأهالي إن احتاجوا إلى مساعدة طبية عاجلة، يترتب عليهم أن يتوجهوا إلى أحد المشافي في العاصمة التي تبعد مسافة 60 كلم. وخلال الحرب السورية، تعرضت الدور وأماكن العبادة في معلولا للتدمير، وبعد مدة أخذ أهلها يعودون إليها بالتدريج، ولكن بسبب الاقتصاد المتردي في سوريا، فإنهم يعانون حتى يؤمنوا احتياجاتهم الأساسية، وعلى رأسها الرعاية الطبية. وحالياً، يقدم طبيب واحد مع طبيب أسنان وحيد الرعاية لذلك المجتمع بأكمله، وهذان الطبيبان ملتزمان للغاية، أي أن الطبيب يقوم بنفسه بنقل أي مريض يحتاج لرعاية طبية عاجلة إلى المشفى في دمشق، أما رسم الاستشارة الطبية فيعادل أربعة جنيهات إسترلينية فقط، ومع ذلك يعاني أغلب أهالي تلك القرية في تأمين ذلك المبلغ. إلا أن الطبيب يجب أن يتقاضى أجراً على عمله، إلى جانب دفعه لتكاليف العيادة التشغيلية. وبما أن متوسط الأجور في سوريا يعادل خمسين جنيهاً إسترلينياً تقريباً بالشهر، لذا فإن الهدف الصغير نسبياً لعملية جمع التبرعات قد قطع شوطاً طويلاً، إذ في بداية الحرب، كانت قيمة الليرة السورية تعادل 47 ليرة مقابل الدولار الأميركي، إلا أنها أصبحت تتأرجح اليوم ما بين 4200 و4300 ليرة مقابل الدولار. ولذلك عندما عدت من سوريا، دعتني البارونة كوكس، وهي عضو في مجلس الأعيان البريطاني، سبق أن أسست منظمة تعرف باسم صندوق الإغاثة والمساعدات الإنسانية، لأتحدث عن الأوضاع التي عاينتها على الأرض، ولمناقشة مسألة العقوبات وكيف أضرت بالشعب السوري.... إن هدفي من كل ذلك هو محاولة جمع التبرعات داخل القطاع الصحي العام حتى يشعر الأطباء بأنهم معنيون بذلك، وليساعدوا من خلال تبرعهم في دفع راتب ضئيل لزميلهم الطبيب الذي يحاول أن يعتني بالناس الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الحرب والعقوبات".
أمضى كريس خمسة أسابيع في سوريا في زيارة إنسانية قدم خلالها مهاراته وخبراته لخدمة المجتمع هناك
يعود اهتمام كريس، الذي تعود أصول والدته إلى الشرق الأوسط، بتلك المنطقة لعام 2010 مع انطلاق الربيع العربي في تونس، حيث أخذ يثقف نفسه حول ما يجري على الأرض هناك في تلك المنطقة، ثم بدأت الثورة في مصر وسوريا بعد ذلك. وهكذا، صار اليوم يجمع بين عمله في النهار ودراسته لنيل شهادة جامعية في العلاقات والسياسة الدولية من جامعة نورثمبريا، وعن ذلك يحدثنا فيقول: "كنت في السابق أجمع التبرعات من خلال بيع اليانصيب بمبلغ ألف جنيه إسترليني، كما كنت شخصياً أتبرع كل شهر، إلا أن المبلغ الموجود حالياً شارف على الانتهاء، أي أن الأهالي سيحرمون من الرعاية الطبية، ولهذا أحاول أن أجمع ما يكفي من المال لمساعدتهم عبر الإبقاء على الرعاية الطبية لمدة ستة أشهر أخرى".
المصدر: كرونيكل لايف