البث المباشر
قالت مصادر محلية واستخبارية لوكالة "رويترز" إن الأردن استهدف بضربات جوية، يوم الإثنين، منشأة لتصنيع المخدرات مرتبطة بمقربين من إيران وقتل مهرباً يُزعم أنه كان وراء عمليات نقل كبيرة عبر الحدود بين البلدين.
وأضافت المصادر أن "إحدى الضربات أصابت منشأة مخدرات مهجورة في محافظة درعا، مرتبطة بـ "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران والمتحالف مع قوات النظام السوري".
وأشارت المصادر إلى أن "الغارة الثانية استهدفت (عملاق المخدرات السوري) مرعي رويشد الرمثان وعائلته أثناء وجودهم في المنزل، في قرية الشعب بمحافظة السويداء القريبة من الحدود الأردنية.
وقال الباحث السوري والمهتم بمتابعة تجارة المخدرات ريان معروف لرويترز، إن "منزل الرمثان والمنشأة دُمّرا".
وأضاف أنه "من المعتقد أن مصنع المخدرات في بلدة خراب الشحم في درعا كان نقطة التقاء للمهربين الذين يدفع لهم "حزب الله" أموالاً"، مؤكداً روايات مصادر محلية مطلعة على الأمر.
من هو مرعي الرمثان؟
قالت مصادر مخابراتية أردنية وإقليمية لرويترز إن "رمثان هو تاجر مخدرات كبير في جنوبي سوريا، جنّد المئات من عمال النقل البدو الذين انضموا إلى صفوف الميليشيات المرتبطة بإيران ذات النفوذ جنوبي سوريا".
وتابعت مصادر قضائية أن "محاكم أردنية حكمت عليه غيابياً بالإعدام عدة مرات في السنوات الأخيرة بتهمة تهريب المخدرات".
كما أكد اثنان من المخابرات الإقليمية ومصدر دبلوماسي غربي يتتبع الوضع في جنوبي سوريا للوكالة أن "طائرات حربية أردنية قصفت الهدفين المرتبطين بالمخدرات في غارة نادرة داخل سوريا منذ بدء الصراع المستمر منذ أكثر من عقد".
ونقلت وكالة رويترز أيضاً عن مسؤولين طلبا عدم كشف هويتهما قولهما إن "الضربات كانت رسالة لدمشق بأنه لا ينبغي لها أن تخطئ في تصميم عمَّان على المضي قدما في هذا الملف بينما تقود في الوقت ذاته جهوداً عربية لإنهاء مقاطعة سوريا".
وأضاف مسؤولون أردنيون أن "مخاوف الأردن من زيادة تهريب المخدرات أُثيرت في الأشهر الماضية خلال اجتماعات أمنية مع حكومة النظام السوري وأنهم تلقوا تعهدات، لكنهم لم يروا أي محاولة حقيقية لتضييق الخناق على هذه التجارة".
وجاء القصف بعد أيام من تهديد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بتوجيه ضربات جوية داخل سوريا إذا لم تكبح دمشق عمليات التهريب. وقال الصفدي إن حرب المخدرات المرتبطة بإيران تشكل تهديدا ليس فقط للأمن القومي الأردني ولكن أيضا لدول الخليج.
ورفض الصفدي التأكيد على أن بلاده نفذت الضربات عندما سئل خلال مؤتمر صحفي، حيث قال "عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا القومي أو مواجهة أي تهديد سنعلن ذلك في الوقت المناسب".
الغارات جاءت بموافقة النظام وضوء أخضر أميركي
وكانت مصادر خاصة قالت لـ تلفزيون سوريا، يوم الإثنين، إن الغارات الأردنية جنوبي سوريا، كانت بتنسيق مع نظام الأسد وبضوء أخضر أميركي.
وأوضحت المصادر أنّ "هناك تفاهماً تم الاتفاقُ عليه مع نظام الأسد وبضوءٍ أخضر من الولايات المتحدة الأميركية، يُتيح للطائرات الأردنية، العمل في الأجواء السورية لمحاربة تهريب المخدّرات".
وبحسب المصادر فإنّ المجال الذي مُنحَ للأردن يبلغ عمقه نحو 50 كيلومتراً على كامل الشريط الحدودي، والذي يشمل أجزاء واسعة من محافظتي درعا والسويداء وصولاً إلى منطقة التنف - التي تضم القاعدة الأميركية - شرقي حمص.
وفي وقتٍ سابق من فجر اليوم الإثنين، أطلقت الطائرات الأردنية أولى غاراتها جنوبي سوريا، واستهدفت موقعاً لـ تصنيع المخدّرات في ريف درعا، يُديره المطلوبُ الأول للأردن (مرعي رويشد الرمثان).
