قالت مصادر قريبة من وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الخميس، إنه منفتح على تقديم استقالته إذا توافرت "ضمانات" بأن هذا القرار "سيبدل الموقف الخليجي" من بيروت.
حديث المصادر، للأناضول، جاء تعليقا على دعوة وجهها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إلى قرداحي الخميس، كي يتخذ موقفا "يحفظ مصلحة لبنان"، وهو ما فُهم على أنه دعوة إلى الاستقالة.
وقبل تعيينه وزيرا في 10 من أيلول المنصرم، قال قرداحي، في مقابلة متلفزة سُجلت في آب وبُثت في 25 من تشرين الأول الماضي، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
واحتجاجا على هذه التصريحات، سحبت السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن تباعا سفراءها من بيروت، بينما يرى قرداحي أن حديثه لم يحمل إساءة لأي دولة، ورفض "الاعتذار" أو "الاستقالة".
وقالت المصادر، طالبة عدم الكشف عن أسمائها، إن "قرداحي لن يستقيل، وهذا الموقف لم يتغير، وهو ينتظر لقاءه برئيس الحكومة للاطلاع منه على المواقف التي سمعها من المسؤولين العرب والأجانب (بشأن الأزمة)".
وأوضحت أن قرداحي يسعى إلى "معرفة ما إذا كانت الاستقالة تقابلها ضمانات بأن مثل هذه الخطوة ستلاقى بإيجابية خليجية، لأن أي استقالة لا تبدل بالموقف الخليجي من لبنان تبقى من دون جدوى".
ويتطلع لبنان إلى مساعدات خارجية، لا سيما من دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، في ظل معاناته منذ نحو عامين أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه.
والخميس، قال ميقاتي إن "الحكومة تعرضت لامتحان جديد هو الأصعب بفعل مواقف شخصية أطلقها وزير الإعلام قبل توليه الوزارة". وتابع أن تلك المواقف أدخلت لبنان في محظور المقاطعة من قبل السعودية ودول الخليج العربي.
وبدعوة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ينفذ تحالف تقوده الجارة السعودية، منذ عام 2015 عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
وأودت الحرب المتواصلة بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من سكان اليمن، البالغ عددهم قرابة 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.