نفت مصادر فلسطينية، لموقع "تلفزيون سوريا"، وجود إجماع داخل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يخص إعادة العلاقات مع نظام الأسد بعد قطيعة استمرت لأكثر من عشر سنوات، إبان رفض الحركة قمع الشعب السوري على يد النظام.
وأكّدت مصادر (فضلت عدم ذكر اسمها)، اليوم الأربعاء، أن حركة حماس منذ انطلاق الثورة السورية كان فيها خطان، أحدهما يدعم الثورة السورية، والآخر يرى بضرورة الابتعاد عن ذلك والبقاء في الخط الإيراني.
وأضافت أن ورود كلمة "إجماع" غير دقيقة البتة، حيث إن الخلاف بشأن الثورة السورية قديم داخل الحركة، وإخراجه عبر مصادر سرية إلى وكالة "رويترز" يؤكد أن هناك خلافا على ذلك.
ولم تستبعد المصادر أن تكون التصريحات صحيحة، مشيرة إلى أنها قد تكون جس نبض للشارع الفلسطيني خصوصاً في غزة، إلى جانب تداعيات ذلك داخل الحركة انتقالاً إلى الخطوة التالية في إعلان رسمي لذلك، وقد تفشل ويعلن نفي الأمر في الوقت الحالي على الأقل.
نظام الأسد لن يفيد فلسطين ولا حماس
وشدد على أن نظام الأسد لا يستطيع تقديم أي حماية أو ضمانة لحماس أو غيرها في سوريا، حيث إن "إسرائيل" تخترق الأجواء السورية كل يوم، وتقصف أي قاعدة أو مطار أو ثكنة تريدها، ومن المستحيل أن يسمح لحماس بضرب أي هدف إسرائيلي من أراضيه، أو التخطيط لذلك، مؤكداً أن نظام الأسد لم يدعم الحركة عسكرياً في السابق، إنما كان الدعم قبل الثورة مقتصراً على الغطاء السياسي واللوجستي والأمني وجمع التبرعات من الشعب السوري.
ولفتت إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي ضغط على بشار الأسد بعد استدعائه إلى إيران مؤخراً من أجل مصالحة "حماس" إلا أن النظام يرفض ذلك ضمنياً ويحاول المماطلة به، بسبب علاقته المتنامية مع دول التطبيع مثل الإمارات والبحرين، ولا يجد أي مصلحة في العلاقة مع حركة قد تستعدي عليه أي طرف في هذا التوقيت، إلى جانب الهيمنة الروسية عليه.
وأكّد المصدر أنه لا توجد أي مصلحة للشعب الفلسطيني ولا حتى لحركة "حماس" في تطبيع علاقاته مع نظام متهالك ومدان بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولن يستطيع تقديم أي فائدة للقضية، خصوصاً أن شعبه لا يجد طعاماً يأكله.
وأمس الثلاثاء، أفاد مصدران في "حماس" بأن الحركة قررت استئناف علاقاتها مع نظام الأسد بعد عشر سنوات من مقاطعة النظام.
وقال مسؤول بالحركة طلب عدم الكشف عن هويته إن "الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عليا لتحقيق ذلك"، وفق وكالة "رويترز".
وأضاف مسؤولان بالحركة إن حماس "اتخذت قراراً بالإجماع لإعادة العلاقة مع النظام السوري"، وفق تعبيره.
العلاقات مع نظام الأسد
يشار إلى أن العلاقات بين حركة "حماس" ونظام الأسد تدهورت نهاية العام 2011، إذ اتخذت الحركة موقفاً محايداً بعد اندلاع الثورة السورية، ثم شعرت أن وجودها في سوريا سيكون له ثمن سياسي، ولذلك غادرت الأراضي السورية في أوائل العام 2012، في حين اتهم رئيس النظام، بشار الأسد، الحركة بدعم المعارضة السورية والقتال إلى جانبها.
واستؤنفت العلاقات بعد ذلك بين حماس وإيران وأشاد مسؤولون من حماس بطهران لمساعدتها في إعادة بناء ترسانتها للصواريخ بعيدة المدى في غزة والتي يستخدمونها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وبداية عام 2021، قال موقع "المونيتور" إن جهود الوساطة التي تقودها شخصيات وقادة إيرانيون و"حزب الله"، لإعادة العلاقات بين حركة "حماس" ونظام الأسد "تحرز تقدماً، وسط التوترات المتزايدة مع خصومهما المشتركين في المنطقة".
وأضاف الموقع في تقرير له، أن الحديث حول عودة العلاقات بين النظام وحركة "حماس"، بعد سنوات من القطيعة، ازداد بعد تصريحات الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله، حول "أجواء إيجابية تحيط بجهود إعادة العلاقات بينهما".