بثت قناة "الجزيرة" مشاهد وصفتها بالحصرية تكشف عملية إعدام جنود إسرائيليين لمدنيين فلسطينيين في أثناء محاولتهم العودة لشمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد. في المقابل نددت حركة حماس بالجريمة الجديدة ودعت المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل.
وتظهر المشاهد المصورة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على فلسطينيين اثنين رغم أنهما كانا يلوحان بالراية البيضاء، ودفنهما عبر جرافة عسكرية تحت الرمال وبالقرب من مكبات القمامة.
كما يظهر في المقطع الذي نشرته "الجزيرة" مجموعة من الفلسطينيين كانوا جالسين ويشاهدون العملية التي حدثت أمام أعينهم وبالقرب منهم، في حين لا يعرف مصير هذه المجموعة.
في المقابل، نددت "حماس" بالجريمة ووصفت السلوك الإجرامي لقوات الاحتلال بأنه "فاشي".
وقالت الحركة في تعليقها على هذه المشاهد، إن المشاهد توثق جريمة جنود الاحتلال وهم يقتلون بدم بارد شابَين مدنيين أعزلين، دليل إضافي على حجم الفاشية والإجرام الذي يحكم السلوك الصهيوني.
وأضافت حماس أن هذه "الجريمة تأتي في سياق حرب الإبادة الوحشية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي تحدّثت عنها المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية".
ودعت حماس الأمم المتحدة والمؤسسات القضائية الدولية كافة، وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية إلى التحرك العاجل لوقف عمليات القتل الممنهج لأبناء الشعب الفلسطيني.
حكومة غزة: الاحتلال أعدم 200 فلسطيني بمستشفى الشفاء
وفي وقت لاحق اليوم، أعلنت السلطات الفلسطينية في قطاع غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 200 فلسطيني داخل مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، واعتقل نحو ألف آخرين، منذ اقتحامه قبل أكثر من أسبوع.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان رسمي، "تتواصل جريمة جيش الاحتلال بحق مجمع الشفاء الطبي والموجودين داخله وفي محيطه، حيث تفيد المعلومات المتوفرة بإعدام جنود الاحتلال أكثر من 200 مواطن من النازحين الموجودين داخل المجمع، واعتقال نحو ألف آخرين".
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي يهدد الطواقم الطبية والنازحين داخل مباني المجمع بقصف وتدمير المباني فوق رؤوسهم، أو الخروج للتحقيق والتعذيب أو الإعدام.
ونقل المكتب الإعلامي الحكومي شهادات لبعض الناجين من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، قولهم إن دبابات الاحتلال قصفت العديد من مباني المجمع، وأضرمت النار في أجزاء واسعة منه، فيما تواصل قصف وتفجير المنازل في المنطقة المحيطة، وفق البيان ذاته.
كما أحكمت القوات لاحتلال إغلاق بعض العمارات السكنية، وتستهدفها بالقصف والقنص، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من دون تمكن فرق الإسعاف من الوصول إليهم.
ودان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وحمل المكتب الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجزرة ضد مجمع الشفاء الطبي وضد الطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين المدنيين.
من جانبه، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مكتوب بأنه قتل 200 فلسطيني بمنطقة مجمع الشفاء الطبي، منذ اقتحامه قبل 11 يوماً.
ومنذ 174 يوماً تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت 32.552 قتيلاً و74.980 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".