نشرت وكالة "الأناضول" التركية، اليوم الخميس، مشاهد مصوّرة قالت إنها توثّق العملية التي أسفرت عن مقتل القائد الثالث لتنظيم "الدولة" (داعش) في درعا.
وأظهر المقطع اشتباكات خلال مداهمة المنزل الذي يُزعم أن قائد التنظيم أبو الحسن الهاشمي القرشي كان موجوداً بداخله، كما يُلاحظ احتراق جزء من المنزل واقتحامه من قبل عناصر الفصائل المحلية.
"تنظيم الدولة" ينعى زعيمه ويعين خلفاً
ونعى المتحدث باسم "تنظيم الدولة"، في كلمة صوتية له على تطبيق تيلغرام، زعيمه "أبو الحسن الهاشمي القرشي"، مساء أمس الأربعاء، وأعلن تعيين "أبو الحسين الحسيني القرشي" خلفاً له، "ليكون رابع زعيم للتنظيم".
وحث المتحدث أتباع التنظيم في جميع الدول على مبايعة الزعيم الجديد، مضيفاً أنه "من قدامى المجاهدين ومن أبناء الدولة المخلصين"، ولم ترد في التسجيل الصوتي تفاصيل عن الزعيم الجديد.
أميركا تعلن مقتل القرشي
وعقب النعي، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) مقتل القرشي في عملية نفذها الجيش السوري الحر منتصف تشرين الأول الماضي.
وقال المتحدث باسم القيادة، جو بوتشينو، إن "مقتل أبو الحسن الهاشمي القرشي هو ضربة أخرى لداعش"، غير أنه لفت إلى أن التنظيم لا يزال يشكل خطراً على المنطقة، في حين نفى متحدث عسكري أميركي (لم يذكر اسمه) لوكالة رويترز مشاركة أي قوات عسكرية أميركية في العملية.
من هي الجهة التي قتلت زعيم "تنظيم الدولة"؟
الكاتب والباحث السوري أحمد أبازيد، أشار إلى أن المقصود من إعلان الجيش الأميركي هو القيادي المعروف باسم "عبد الرحمن العراقي" الذي قُتل في حملة مقاتلي مدينة جاسم ضد "تنظيم الدولة"، منتصف شهر تشرين الأول الماضي، وكان معروفاً باعتباره أمير خلايا التنظيم في الجنوب السوري، لكن تبين حالياً أنه "خليفة" التنظيم وكان يستخدم ذلك اللقب للتمويه.
وكان مقاتلو مدينة جاسم شنوا حملة على منازل تحصن داخلها خلايا من تنظيم الدولة، في 14 من تشرين الأول الماضي، واستمرت الاشتباكات حتى تفجير أحد المنازل، ومقتل المتحصنين داخله وكان من بينهم المدعو "عبد الرحمن العراقي" (زعيم التنظيم الذي أعلن عن مقتله أمس).
وبحسب أبازيد، فإن جميع الحملات الأمنية ضد "تنظيم الدولة" في بلدات ومدن درعا، نفذتها المجموعات المحلية التي لم تنضم إلى أجهزة النظام السوري، عقب اتفاق التسوية الذي جرى في عام 2018، وكان هنالك مشاركة جزئية من قبل اللواء الثامن المدعوم روسياً والذي يقوده أحمد العودة القيادي السابق في فصائل المعارضة.
البيت الأبيض يرحب بالعملية
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن البيت الأبيض يرحب بنبأ مقتل "زعيم الدولة".
وأضاف رداً على سؤال عن تقارير الوفاة "نرحب بإعلان أن زعيماً آخر لتنظيم الدولة لم يعد يمشي على وجه الأرض".
من هو "أبو الحسن الهاشمي القرشي"؟
وكان "تنظيم الدولة" أعلن تنصيب أبو الحسن الهاشمي القرشي زعيماً له في آذار بعد مقتل سلفه "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي"، المعروف بـ "عبد الله قرداش"، الذي أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مقتله، مطلع شباط الماضي، في بلدة أطمة شمال غربي سوريا.
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان ومصدر أمني غربي إن "أبو الحسن الهاشمي القرشي" هو شقيق الزعيم السابق للتنظيم "أبو بكر البغدادي" الذي قتل أيضاً، نهاية تشرين الأول 2019، بغارة أميركية استهدفته في منطقة باريشا شمال غربي سوريا، وفقاً لوكالة رويترز.
ما سبب تأخر إعلان مقتل "أبو الحسن الهاشمي القرشي"؟
واللافت في الأمر هو تأخر التنظيم أكثر من شهر ونصف في إعلان مقتل "أبو الحسن الهاشمي القرشي"، وتسمية من سيتولى منصبه، ما يشير إلى وجود أمور مستعصية داخل الحلقات الضيقة تؤخّر هذا الإعلان.
وسبق أن تأخر "تنظيم الدولة" أكثر من شهر لإعلان نبأ مقتل زعيمه السابق، "أبو إبراهيم القرشي"، كما تأخر 3 أيام حتى أعلن مقتل زعيمه السابق، أبو بكر البغدادي، نهاية تشرين الأول 2019.
وفي هذا السياق يشير مركز "جسور للدراسات" في تقرير له تحدث فيه عن تجنّب "تنظيم "الدولة" الإعلان عن مقتل زعيمه، إلى أن التنظيم "انتقل إلى اللامركزية، ومنصب الخليفة أصبح منصباً رمزياً".