icon
التغطية الحية

مسرحية "مترو غزة".. رحلة حلم فلسطيني بين الضفة الغربية والقطاع

2022.12.12 | 10:32 دمشق

مترو غزة
إسطنبول- وكالات
+A
حجم الخط
-A

"مترو غزة" عرضٌ مسرحي من إخراج فرنسي وتمثيل فلسطيني، استوحيت قصته من عمل تركيبي متعدد الوسائط أنتجه قبل نحو 10 سنوات الفنان الفلسطيني محمد أبو سلّ ليطرح من خلاله حلولاً لحركة النقل في قطاع غزة بفلسطين.

العمل الفني التركيبي الذي صممه أبو سلّ حينذاك، كان قائماً على أسس علمية استندت إلى عملية بحث طويلة كان الهدف منها طرح إمكانية إنشاء شبكة قطارات تحت الأرض تصل الضفة الغربية بقطاع غزة، وتصل مدن القطاع ببعضها.

مترو

"بدت فكرة أن تحول عمل فني إلى مسرحية كأنها مزحة"، يقول الفرنسي هيرفي لواشمول مخرج المسرحية بعد عرضها أمس الأحد على مسرح القصبة في مدينة رام الله بالضفة الغربية.

وأضاف في حديث لوكالة رويترز: "العمل الفني كان قد عرض عام 2012 في المعهد الفرنسي، وبدأت بعد ذلك بورش عمل في قطاع غزة مع طلاب وممثلين شباب، لكني اعتقدت أنه من المستحيل أن ننجح في عمل مسرحية مبنية على العمل الفني".

وأردف: "بعد مرور سنوات تذكرت مجدداً عمل محمد أبو سل وبدأت أتخيل بعض الأشياء، وأعتقد أن الحلم أداة سياسية لتذكير العالم بطريقة مختلفة، فالحلم نوع من محاولات التغيير".

قصة المسرحية وميادينها

يبدأ العرض المسرحي بحلم فتاة كانت نائمة على مقاعد تشبه مقاعد القطار أخذها المترو من جنين إلى غزة لتبدأ من هناك أحداث المسرحية.

ورأى المخرج ألا يتجاوز ديكور المسرحية تلك المقاعد مع خلفية بيضاء بدت في بعض الأحيان كأنها جدار وفي أحيان أخرى كانت تظهر عليها مقاطع فيديو لأحداث حقيقية شهدها قطاع غزة من قصف وتدمير على وقع مؤثرات صوتية.

نصوص المسرحية التي كتبتها خولة إبراهيم إلى جانب المخرج، جاءت كأنها حكايات واقعية لسكان قطاع غزة وما يعيشونه أثناء الحرب المتكررة خلال السنوات الماضية.

وأوضح لواشمول: "صحيح أننا قدمنا في المسرحية الاحتلال والاستيطان الذي يعاني منه الفلسطينيون لكننا أيضا قدمنا أن للفلسطينيين أحلامهم وتخيلاتهم بأن يكون لديهم شيء مختلف في فلسطين".

أنتج المسرحية "مسرح الحرية" في مدينة جنين وشارك في أدائها كل من شادن سليم وأحمد الطوباسي وياسمين شلالدة، واشتملت على بعض أعمال الخفة إضافة إلى المزج بين ما بدا أنه خروج عن النص المسرحي في حين أنه كان جزءا منه ومن ذلك الخلاف بين الممثلين حول الحلم.

يقول الممثل أحمد الطوباسي الذي أدى دور صاحب الحلم في أن يكون هناك مترو في قطاع غزة "دائماً في مسرح الحرية نبحث عن طرق وأساليب جديدة نخاطب فيها الجمهور، هذه المرة كان التعاون مع المخرج الفرنسي هيرفي".

ويضيف في حديث لرويترز: "قدمنا المسرحية بطريقة عمل مسرح بيكيت المبني على طرح القصص بأسلوب تجريبي في مكان متخيل"، موضحاً أن "اختيار غزة لأنها أصبحت بالنسبة لنا عالم آخر، هم ما يقدروا يزورونا ولا إحنا بنقدر نروح عندهم إلا في حالات خاصة".

وكما هو معروف، يحتاج التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الحصول على تصاريح خاصة من إسرائيل والتي عادة لا تعطى إلا في حالات خاصة خلال الأعياد أو لأغراض العلاج.

ويلفت الطوباسي إلى أن المسرحية الذي بدأ الإعداد لها منذ عام 2020 تأخر عرضها بسبب جائحة كورونا كما كان لمشكلة التمويل دور في تعطل العمل. وقال "لكننا بدعم من عدد من المؤسسات نجحنا في إنتاج هذا العمل المسرحي واليوم يرى النور على خشبة المسرح".

التفاعل مع "مترو غزة"  

وعلى مدى 65 دقيقة كان تفاعل الجمهور إشارة واضحة على نجاح العرض حيث كانت تتعالى ضحكاته خلال بعض المواقف التي حاول الممثلون إبراز طاقاتهم الفردية واستخدام لغة الجسد في أكثر من موقف.

من جهته، علق الكاتب والناقد المسرحي تحسين يقين على العرض قائلاً: "من الجيد أن يعرض في فلسطين مسرح تجريبي كما هو سائد في أوروبا اليوم، والذي يعتمد على تكسير كل القواعد في العمل المسرحي".

وأضاف لرويترز "مضمون المسرحية، الحلم الفلسطيني، هو شيء معقد وبسيط استدعى هذا الشكل الفني".

وتابع: "عند الحديث عن الحلم كانت اللعبة الحركية على المسرح لعبة حالمة بدليل أن الممثلة كانت نائمة وصحيت، لذلك إذا أردنا مطابقة الشكل بالمضمون فقد نجح العمل في جعل المتلقي الفلسطيني يرى الحلم على المسرح".