icon
التغطية الحية

مستشار أميركي سابق: بوتين خدع إسرائيل بوعدها تقليص نفوذ إيران في سوريا

2024.08.27 | 19:10 دمشق

آخر تحديث: 27.08.2024 | 20:16 دمشق

مستشار الأمن القومي الأميركي السابق ماكماستر برفقة دونالد ترامب
مستشار الأمن القومي الأميركي السابق ماكماستر برفقة دونالد ترامب
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • هربرت مكماستر كشف أن بوتين وعد بتقليص نفوذ إيران في سوريا، لكنه زاد من دعم نظام الأسد.
  • مكماستر حذر نتنياهو من "لعبة الخداع" الروسية في سوريا، حيث استمر بوتين في دعم وكلاء إيران.
  • تدخلت روسيا في الحرب السورية عام 2015، مما ساعد الأسد على استعادة السيطرة بمساعدة إيرانية.
  • تردد إسرائيل في مواجهة روسيا بعد غزو أوكرانيا بسبب المخاوف من تأثير موسكو على حملتها ضد إيران في سوريا.
  • هجمات حماس الأخيرة وحرب غزة غيرت موقف نتنياهو تجاه إيران، وسط تقارب روسي مع طهران.

كشف مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، هربرت ماكماستر، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعب دوراً مزدوجاً مع إسرائيل في سوريا، وذلك خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وأوضح ماكماستر في كتابه الجديد بعنوان "في حرب مع أنفسنا: جولتي في البيت الأبيض خلال إدارة ترامب"، أن بوتين وعد قادة إسرائيل والقادة العرب بتقييد نفوذ إيران في سوريا.

وبحسب ما نقله موقع "ميدل إيست آي" عن مذكرات ماكماستر، زاد بوتين من تأجيج نيران الحرب في سوريا ودعم نظام بشار الأسد، بينما كان يطمئن إسرائيل والعرب بأنه سيساعد في تقليص نفوذ إيران في البلاد بعد انتهاء الحرب، وأضاف أن بوتين لم يكن ليقطع علاقته مع إيران، وأن الأسد لم يكن ليسمح للإيرانيين بالرحيل من سوريا.

ويصف ماكماستر كيف حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن روسيا تلعب "لعبة الخداع" مع إسرائيل، حيث وعدت بتقليص نفوذ وكلاء إيران في سوريا. 

وقال إنه أخبر نتنياهو: "رئيس الوزراء، أنت تعلم أن بوتين يستخدم الخداع - يخدعك بوعده بتقليص وجود ونفوذ إيران في سوريا بينما في الواقع يدعم وكلاء إيران على حدودك". وكتب ماكماستر أن نتنياهو ابتسم وقال إنه من الأفضل أن يعود إلى مقعده.

العلاقات الروسية الإسرائيلية

وتطرقت مذكرات ماكماستر أيضاً إلى العلاقات الروسية الإسرائيلية، مشيراً إلى تدخل روسيا في سوريا عام 2015، مما أسهم في تحويل دفة الحرب لصالح الأسد بفضل الدعم الروسي والإيراني. ورغم شراكة بوتين مع إيران، حافظ نتنياهو على علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي.

ومع غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، واجهت إسرائيل ضغوطاً أميركية للانضمام إلى العقوبات ضد موسكو، لكنها ترددت في ذلك خوفاً من تأثير التدخل الروسي في سوريا على حملتها الجوية ضد وكلاء إيران في البلاد.

وقال السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مايكل هرتسوغ، إن إسرائيل واجهت "بعض القيود" التي منعتها من التصدي لروسيا بقوة أكبر في ظل الضغوط الأميركية.

وأوضح هرتسوغ أن إسرائيل كانت تخشى أن تستخدم موسكو جيشها في سوريا المجاورة لإفشال حملة جوية طويلة الأمد تشنها إسرائيل ضد وكلاء إيران في البلاد، حيث قصفت إسرائيل، في نيسان، القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقال هرتسوغ: "نظراً لأننا غالباً ما نتخذ إجراءات ضد الأهداف العسكرية الإيرانية في سوريا وفي المنطقة، فمن الضروري أن نحافظ على حرية التصرف تلك"، مضيفاً أن موسكو يمكن أن "تعطل" الحملة بأنظمة دفاعها الجوي في سوريا.

إسرائيل تعيد تقييم علاقاتها مع روسيا

وأشار ماكماستر إلى أن هجمات حماس على جنوب إسرائيل في تشرين الأول 2023 وحرب إسرائيل على غزة غيرت من موقف نتنياهو تجاه إيران، خصوصاً بعد تقارب روسيا مع إيران وشرائها آلاف المسيرات من الأخيرة، واستضافتها قادة حماس في موسكو.

وكشفت "ميدل إيست آي" في حزيران أن بوتين كان يدرس ما إذا كان سيوفر صواريخ كروز مضادة للسفن للحوثيين في اليمن، لكنه عدل عن تسليح الحوثيين بناءً على طلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأرسل بوتين ضباط استخبارات عسكرية روسية من جهاز المخابرات العسكرية الروسية (GRU) لتقديم المشورة للحوثيين، وفقاً لتقرير استخباراتي أميركي شاركته "ميدل إيست آي".

وتشن الجماعة الحوثية، التي تنتمي إلى المحور الإيراني، حرباً على الشحن الدولي في البحر الأحمر وأطلقت صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، قائلة إن ذلك يأتي "تضامناً مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة".

نقل السفارة الأميركية إلى القدس

وواجه ماكماستر، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الأول لترامب، خلافات مع ترامب بشأن روسيا وأفغانستان وكوريا الشمالية. وادعى أن بوتين تمكن من التلاعب بـ ترامب.

وقال: "بوتين، وهو عميل سابق لا يرحم في جهاز الاستخبارات السوفييتي (KGB)، استغل غرور ترامب ومخاوفه من خلال التملق".

واصطدم ماكماستر مع ترامب بشأن قرار الرئيس السابق نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

ويقول ماكماستر إن ترامب تأثر بـ شيلدون أديلسون، رجل الأعمال المؤيد لإسرائيل وأكبر ممول منفرد لحملة ترامب.

وبحسب ماكماستر، قال أديلسون، الذي توفي في عام 2021، لترامب إن التحذيرات من أن نقل السفارة سيزعزع استقرار الشرق الأوسط كانت "مبالغاً فيها".

وكان ترامب يريد الإعلان عن قراره في عام 2017 خلال أول رحلة خارجية له في السياسة الخارجية. قال ماكماستر إنه علم بخطط ترامب للإعلان عن قراره في خطاب بمناسبة تذكاره في متحف الهولوكوست الإسرائيلي.

وجادل ماكماستر بأن الولايات المتحدة يمكن أن تحصل على تنازلات أكبر من إسرائيل، ووافق ترامب على تأجيل القرار لمدة ستة أشهر.

ويتذكر ماكماستر أن ترامب قال له: "حسناً، جنرال، يمكنك إزالة ذلك من الخطاب"، إلا أنه نقل السفارة في كانون الأول 2017.