وصف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات، تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية بأنه مهم "ولكن ليس بأي ثمن".
وقال بن شبات في مقالة أرسلها لوكالة الأناضول، يوم الجمعة، إن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية "مصلحة أميركية وغربية واضحة، فمن خلاله ستستطيع الولايات المتحدة إبعاد السعودية عن المحور الصيني الإيراني الروسي المتعزز وستحظى بنقاط تحتاج لها في إطار الكفاح الذي يدور حالياً على ترسيم النظام العالمي الجديد".
ويعدّ بن شبات الذي يرأس حالياً معهد "ميسغاف لشؤون الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية"، أحد مهندسي "اتفاقيات إبراهام" التي أُبرمت بين إسرائيل من جهة، والبحرين والإمارات والمغرب من الجهة الأخرى.
بدورهم، أكّد مسؤولون أميركيون سعيهم في الأسابيع الأخيرة لإبرام اتفاق بين إسرائيل والسعودية، في الوقت الذي أوضح فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاق "هدف استراتيجي" سيسعى إلى تحقيقه.
السعودية: حل القضية الفلسطينية أولاً
من جانبها، اشترطت المملكة العربية السعودية، في أكثر من مناسبة، حل القضية الفلسطينية أولاً قبل أي عملية تطبيع مع الجانب الإسرائيلي.
ويوم الأربعاء الفائت، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه "ليس من مصلحة" إسرائيل وجود توترات في منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً أن السعودية وإسرائيل "مهتمتان باحتمالات التطبيع"، لكنه اعتبر أن إتمام التطبيع بينهما "أمر صعب للغاية... لا يمكن أن يحدث التطبيع بين عشية وضحاها، ولكنه احتمال حقيقي ونعمل عليه".
في حين أن وسائل إعلام إسرائيلية أفادت في الأيام الأخيرة بأن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية يزيد من صعوبات التقدم في التقارب بين إسرائيل والسعودية.
تأثير الواقع الأمني على التطبيع
ورأى بن شبات أن الواقع الأمني الحالي في الضفة الغربية سيؤثر على التطبيع، وقال: "لا يمكن التقليل من أهمية تأثير الواقع الأمني في الضفة على الاتصالات الجارية من أجل توسيع رقعة التطبيع في المنطقة. الحساسية حول مواقف الشارع من ذلك عالية والزعماء بمعظم الدول لا يتحركون في اتجاه يعاكس الرأي العام".
وأضاف: "الصور التي تأتي من الضفة الغربية توفر ذخيرة للدعاية التي تمارسها جهات إسلاموية وتنظيمات مؤيدة للفلسطينيين وجهات أخرى تعادي إسرائيل"، على حد زعمه.
واعتبر بن شبات أن "الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ليست حاسمة في موقف السعودية من التطبيع مع إسرائيل". ولفت إلى أن "التطبيع يحمل في طياته إمكانية لجعل السعودية مركزاً لوجستياً دولياً سيربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهذا سيحدث ثورة في التجارة العالمية".
وأردف: "بنظر إسرائيل، فإن التطبيع مع السعودية هو غاية هامة ولكن ليس بأي ثمن كان... تقديم تنازلات في القضية الإيرانية والمساومة حول مسألة انتشار القدرات النووية في الشرق الأوسط وتقديم تنازلات على الصعيد الأمني في الساحة الفلسطينية، هي ثمن أبهظ مما يمكن دفعه، حتى مقابل تحقيق إنجاز ملموس من هذا القبيل".