نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي لم تسمه، أن قاعدة لإطلاق طائرات مسيرة في العراق تخص ميليشيات تابعة لإيران، دُمرت في غارة جوية أميركية، مشيراً أيضاً إلى أن الهدف من القصف في سوريا تمثل في مواقع تستخدم بشكل أساسي في توفير الخدمات المادية والتقنية.
وقال المسؤول إن ضباط البنتاغون كانوا يجمعون المعلومات منذ أسابيع عن مواقع وشبكات الميليشيات الموالية لإيران والتي تستخدمها لاستهداف المصالح الأميركية، مضيفاً أن وزير الدفاع لويد أوستن والجنرال مارك إيه ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أطلَعا الرئيس بايدن على خيارات الهجوم في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، ووافق بايدن على ضرب الأهداف الثلاثة.
وأشار المسؤول إلى أن الضربات - ضد هدفين في شرق سوريا وثالث عبر الحدود في العراق – نفذت قرابة الساعة 1 صباحاً من يوم الإثنين بالتوقيت المحلي، بواسطة طائرات "إف-15" و"إف-16" تتبع لمنطقة القيادة الأميركية الوسطى.
وأوضح المسؤول أن القاذفات الأميركية أسقطت قنابل متعددة بوزن - 500 رطل و2000 رطل من الذخائر الموجهة بالأقمار الصناعية - على كل من الأهداف الثلاثة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أن الولايات المتحدة شنت، ليل الأحد - الإثنين، ضربات جوية على أهداف لميليشيات موالية لإيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، وذلك للقضاء على تهديد، ورداً على سلسلة من الهجمات الموجهة ضد "مصالح الولايات المتحدة" في العراق.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون جيسيكا ماكنولتي إنّ الضربات الأميركية الأخيرة ضد مواقع ميليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا، كانت "إجراء ضرورياً ومناسباً ومدروساً للحد من مخاطر التصعيد".
وأضافت أنه "من خلال هذه الوسائل وغيرها، نسعى إلى أن نوضح لإيران والميليشيات المدعومة منها أنه ستكون هناك عواقب وخيمة إذا استمرت في مهاجمة أو تسليح وتمويل وتدريب الميليشيات التي تهاجم شعبنا وسنتخذ الإجراءات اللازمة والمناسبة للدفاع عن أفراد الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها في المنطقة".
وتابعت المتحدثة في تصريحاتها لقناة الحرة أن "الأهداف المختارة هي منشآت تستخدمها شبكة الميليشيات المدعومة من إيران والمسؤولة عن سلسلة الهجمات الأخيرة ضد المنشآت التي تؤوي موظفين أميركيين في العراق".
وذكرت أن "القضاء عليها سيعطل ويضعف القدرة العملياتية لمجموعات الميليشيات ويردع الهجمات الإضافية".
ولفتت إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران نفذت ما لا يقل عن خمس هجمات بطائرات من دون طيار ضد المنشآت التي تستخدمها الولايات المتحدة وأفراد التحالف في العراق، منذ نيسان، بالإضافة إلى الهجمات الصاروخية المستمرة ضد القوات الأميركية وقوات التحالف.
الضربة الثانية لميليشيات إيران في عهد بايدن
وجاءت هذه الهجمات بناء على توجيهات من الرئيس جو بايدن لتصبح المرة الثانية يأمر فيها بايدن بشن هجمات ضد فصائل مسلحة مدعومة من إيران منذ توليه السلطة قبل خمسة أشهر.
وكانت آخر مرة أمر فيها بايدن بشن هجمات محدودة على هدف في سوريا في شباط الفائت وكانت في ذلك الوقت ردا على هجمات صاروخية في العراق.
وقال "البنتاغون" في بيان: "تظهر هجمات هذا المساء أن الرئيس بايدن واضح في أنه سيتحرك لحماية الأميركيين".
وأكد "البنتاغون" أن المنشآت المستهدفة كانت تستخدمها فصائل مسلحة مدعومة من إيران من بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.