مسؤول أميركي: مصادفة حمت بقية الجنود الأميركيين من الموت في سوريا والعراق

تحدث مسؤول أميركي كبير يوم الخميس عن احتمال مقتل عدد أكبر من الجنود الأميركيين في الموجة الأخيرة من هجمات المسيرات التي نفذتها ميليشيات مدعومة إيرانياً في سوريا والعراق والأردن ما لم تحدث مصادفة حالت دون موتهم.

فقد قتل ثلاثة جنود أميركيين في هجمة نفذتها مسيرة في كانون الثاني الماضي على قاعدة "البرج 22" العسكرية الأميركية في الأردن والقريبة من الحدود السورية، كما أصيب العشرات من الجنود في سوريا والعراق منذ بدأت سلسلة من الهجمات على قواعد أميركية في هاتين الدولتين منذ شهر تشرين الأول الفائت، بيد أن الجنرال مايكل إيريك كوريللا الذي يترأس القيادة الوسطى الأميركية تحدث خلال جلسة استماع أقيمت يوم الخميس عن احتمال ارتفاع هذا العدد لو أصابت مسيرات العدو أهدافها بدقة.

عندما يصبح الحظ أوفر

وعندما سأله السيناتور روجر ويكر عن احتمال قتل الميليشيات العاملة في سوريا والعراق لجنود أميركيين قبل مقتل الجنود الثلاثة في الأردن، وبأن هؤلاء الجنود لم يقتلوا لأن حظهم كان أوفر من حظ زملائهم، فرد عليه كوريللا بالقول: "هذا صحيح"، وأضاف خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ: "هنالك حوادث عديدة قدمت خلالها مسيرات إلى قاعدة أميركية معينة ثم ضربت هدفاً آخر، أو علقت بشبكة ما أو حدث لها شيء آخر، لأنها لو ضربت الهدف الذي أتت من أجله، لكانت قد جرحت وقتلت عدداً أكبر من العساكر".

ويعتبر تصريح كوريللا أحدث تصريح يعترف من خلاله مسؤول أميركي وبكل صراحة بتعرض الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط لمزيد من المخاطر مقارنة بتصريحات أخرى صدرت عن مسؤولين أميركيين، ويطالب بالتهدئة في المنطقة في وقت تحتدم فيه الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة.

إنكار أميركي

بعد شن إسرائيل الحرب على غزة، بدأت الميليشيات المدعومة إيرانياً في سوريا والعراق سلسلة هجمات بقذائف وصواريخ ومسيرات ضد القوات الأميركية الموجودة في هاتين الدولتين، ولقد أقر كوريللا بتنفيذ 173 هجمة منذ شهر تشرين الأول الماضي.

كما بدأ الحوثيون المدعومون إيرانياً في اليمن بمهاجمة السفن التي تعبر البحر الأحمر بعد بدء الحرب على غزة، وقد أصبحت هجمات الحوثيين فتاكة خلال هذا الأسبوع إثر مقتل ثلاثة بحارة مدنيين كانوا على متن سفينة تجارية يوم الأربعاء الماضي.

يذكر أن المسؤولين العسكريين الأميركيين تجنبوا وصف أي هجمة للحوثيين بأنها تستهدف السفن العسكرية الأميركية، بل وصفوا أسلحة الحوثيين بأنها تطلق النار بالقرب من السفن الأميركية أو نحوها. بيد أن إحدى السفن الأميركية الموجودة في البحر الأحمر وهي سفينة USS Carney حصلت على جائزة في المجال القتالي، وهنالك عدد من البحارة الأميركيين الحاصلين على ميداليات اعترافاً من الدولة بأدائهم المرضي تحت نيران العدو خلال المشاركة في اشتباك قتالي بري أو بحري.

إذ خلال هذه الفترة حصل ما لا يقل عن خمسة جنود أميركيين على ميدالية القلب البنفسجي التي تمنح لمن جرحته أو قتلته نيران صديقة أو عملية إرهابية خلال عملية قتالية، وذلك إثر الهجمات التي نفذت في سوريا والعراق اعتباراً من شهر كانون الأول الماضي، إلا أن المسؤولين الأميركيين لم يدلوا بأي معلومات إضافية وكاملة بل اكتفوا بالقول بأن من قتل أو جرح من الجنود في الأردن يستحقون تلك الجوائز والميداليات.

وأعلن البنتاغون وجود 186 ضحية بين صفوف الجنود الأميركيين في العراق وسوريا والأردن اعتباراً من شهر شباط، وتشمل تلك الإصابات أكثر من 130 حالة من الأذيات الدماغية بسبب الصدمات.

حالة ردع مؤقتة

وعقب وفاة الجنود الثلاثة في الأردن، استهدفت القوات الأميركية 85 موقعاً تابعاً لميليشيات مدعومة إيرانياً أو للحرس الثوري في سوريا والعراق، كما قتلت القوات الأميركية قائد ميليشيا في غارة نفذتها على بغداد.

ثم أعلن كوريللا يوم الخميس الماضي بأنه يعتقد بأن الرد أعاد من جديد حالة الردع تجاه إيران في سوريا والعراق واستشهد بمصادر استخباراتية وبعدم قيام أي هجوم جديد يستهدف القوات الأميركية في هاتين الدولتين خلال 32 يوماً، وأضاف: "لقد رُدعوا الآن في العراق وسوريا، وكذلك الأمر بالنسبة لدعمهم للميليشيات التابعة لإيران وذلك من حيث الهجمات والتمويل والعتاد بكل تأكيد، بيد أن الردع يمثل دوماً حالة مؤقتة".

المصدر: Military.com