يعتقد مسؤولون أميركيون أن إيران كانت وراء الهجوم بطائرات مُسيّرة، الأسبوع الفائت، على القاعدة الأميركية في "التنف" جنوب شرقي سوريا.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية فإنّ المسؤولين الأميركيين يعتقدون بأنّ إيران قدّمت الموارد وشجّعت الهجوم على قاعدة "التنف"، لكن الطائرات المُسيّرة لم تُطلق من أراضيها.
وقال المسؤولون إنّ "الهجمات شملت ما يصل إلى خمس طائرات مُسيّرة محمّلة بالعبوات الناسفة، وأصابت مواقع تمركز القوات الأميركية وقوات المعارضة السوريّة في التنف".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أنّ المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي رفض الإدلاء بتفاصيل خلال مؤتمر صحفي، أمس الإثنين، عندما سئل عن الهجوم الذي وصفه بأنه "هجوم معقّد ومنسق ومتعمد".
وأضاف "كيربي" أنّ الولايات المتحدة شهدت هجمات مماثلة سابقاً من قبل الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران"، مردفاً أنّه "ليس لديه تحديث بشأن الذخائر المستخدمة في الهجوم".
وكان السيناتور الجمهوري نائب رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي ماركو روبيو، قد اتهم إيران بتنفيذ هجوم مباشر على قوات بلاده في قاعدة "التنف".
هل جرى تحذير القوات الأميركية قبل استهداف "التنف"؟
رفض "كيربي" أيضاً الحديث عمّا إذا كانت القوات الأميركية قد تلقّت تحذيراً في وقت مبكر، أو ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم القيام برد عسكري".
وأضاف "كيربي" - مشيراً إلى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن - "تظل حماية وأمن قواتنا في الخارج مصدر قلق بالغ للوزير، وإذا كان هناك رد فسيكون في زمان ومكان وطريقة اختيارنا، وبالتأكيد لن نتقدم على هذه الأنواع من القرارات".
من جانبها نقلت قناة "فوكس نيوز" الأميركية عن مسؤولين أميركيين أنّ "الجيش الأميركي تلقّى إنذاراً مسبقاً بالهجوم على قاعدة التنف، وجرى نقل جنوده قبل تنفيذ الضربة".
كذلك نقل موقع قناة "روسيا اليوم" عن مصادر أمنية عراقية مرتبطة بـ قوات التحالف الدولي، أنّ "التحالف كان يمتلك معلومات عن الهجوم على القاعدة الأميركية في التنف".
قاعدة "التنف"
وفي استهداف هو الأوّل من نوعه للقاعدة العسكرية الأميركية في "التنف"، دوت انفجارات عدّة في القاعدة، ليل الأربعاء الماضي، إثر غارات نفّذتها طائرة مُسيّرة (من دون طيّار).
وتقع قاعدة "التنف" في منطقة الـ55 شرقي حمص، قرب مثلث الحدود بين سوريا والأردن والعراق، أنشأها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتّحدة الأميركية، عام 2016، في إطار حربه ضدّ تنظيم الدولة (داعش)، وعلى مقربة من القاعدة الواقعة على طريق بغداد - دمشق الاستراتيجي، تتمركز ميليشيات مسلّحة تدعمها إيران.
و"التنف" هي الموقع الوحيد الذي نشرت فيه الولايات المتحدة الأميركية قوة كبيرة في سوريا خارج مواقع تمركزها ضمن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا، وتهدف القاعدة إلى احتواء المد العسكري الإيراني في المنطقة.
وكانت وسائل إعلام موالية لـ إيران قد قالت، في وقتٍ سابق، إنّ "الهجوم على التنف نُفّذ من قبل (حلفاء سوريا) - في إشارة إلى جماعات تدعمها إيران - ردّاً على هجوم وقع قبل أيام قرب مدينة تدمر السورية.
وكان آخر هجوم إيراني كبير على القوات الأميركية، شهر كانون الثاني 2020، عندما أطلقت طهران وابلاً من الصواريخ الباليستية على قاعدة "الأسد" الجوية في العراق، وذلك ردّاً على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي.