أشعل مزارعون في بلدة سرغايا بريف دمشق، النيران في بساتينهم المثمرة، بسبب تأثر البلاد بمنخفض جوي أدى إلى تشكل الصقيع في المناطق الجبلية، ما يلحق الأضرار بالمزروعات وبراعم الأشجار المثمرة.
وبيّن أحد المزارعين، أن هذه الطريقة تساعدهم على رفع درجة حرارة الجو، لمساعدة الأشجار والمزروعات على تفادي موجة الصقيع بأقل الخسائر الممكنة، وفق ما أورد موقع "أثر برس" المقرب من النظام، يوم السبت.
ولفت رجل آخر من سكّان البلدة، إلى أن انخفاض درجات الحرارة أمس إلى نحو 7 تحت الصفر وسطوع الشمس اليوم سيلحق أضراراً بالمزروعات، فضلاً عن تشكل الشحوار في الجو وانتقاله لمسافات بعيدة، بسبب إشعال النيران باستخدام المازوت أو بخليط من الزيت المعدني مع المازوت.
وقال مدير زراعة ريف دمشق عرفان زيادة، إن إشعال النيران والإطارات ملوث للبيئة، ولا يساعد في تعديل درجات الحرارة إلى الحد المطلوب، كما أنه يسبب أضراراً صحيّة للمواطنين.
ما الحلول البديلة؟
وأوضح زيادة، أن المزارعين يلجؤون إلى أساليب أخرى لتخفيف آثار موجة الصقيع، أبرزها استخدام المراوح، لكن استخدام هذه الطريقة بات محدوداً بسبب ارتفاع تكاليفها، كذلك يوجد الري بالرذاذ حيث إن المياه تغلف البراعم الزهرية وتحفظها من التجمد.
لكن مزارعين من البلدة قالوا إنهم يخسرون منذ سنوات بسبب الصقيع وارتفاع تكاليف العناية بالمزروعات، ولم يعد بإمكان الجميع الاعتماد على المازوت لتدفئة الأشجار، إذ يصل سعر البرميل إلى مليون ونصف المليون ليرة سورية، ويُمكن أن يضطر المزارع لاستهلاكه في ليلة واحدة إذا وصلت درجة الحرارة إلى 7 درجات تحت الصفر.
أما تشغيل الآبار الارتوازية خلال الليل ورش الأشجار والمرزوعات برذاذ الماء، بات شبه مستحيل، بالإضافة إلى استخدام مراوح وعنفات هوائية تنقل الهواء من المناطق الدافئة إلى المناطق الباردة لرفع درجات الحرارة، بسبب عم توافر الكهرباء، إضافة لعدم امتلاك المزارعين للمراوح بسبب تكلفتها المرتفعة.
خسائر العاصفة الهوائية تعادل 100 ضعف خسائر الزلزال
وتعرضت سوريا في الأسابيع الأخيرة إلى عدة عواصف مطريّة ورعديّة، تسببت بتشكل السيول والفيضانات، تبعها عاصفة هوائية شديدة، بالتزامن مع انخفاض كبير في درجات الحرارة.
وقال الخبير التنموي والزراعي أكرم عفيف لإذاعة "ميلودي إف إم" المقربة من النظام، يوم الخميس 30 من آذار الماضي، إن "خسائر العاصفة الهوائية التي ضربت البلاد تعادل 100 ضعف خسائر الزلزال". في إشارة منه إلى زلزال سوريا وتركيا الذي ضرب المنطقة يوم 6 شباط الماضي.
وأضاف أن أزهار الحمضيات واللوزيات تضررت بشكل كبير، فضلاً عن تضرر محاصيل "الفول، والقمح، والبازلاء، والمشاتل، والبيوت البلاستيكية" بسبب سرعة الرياح الشديدة.
وأشار إلى أن الكـوارث تتالت على القطاع الزراعي بداية من العاصفة المطرية التي وقعت قبل الزلزال فضلاً عن الاحتباس المطري وصولًا لهذه العاصفة التي فاقت أضرارها الوصف، إلى جانب نقص الأسمدة والمستلزمات الإنتاجية.