دعا "مركز وصول" اللبناني لحقوق الإنسان السلطات اللبنانية ومفوضية اللاجئين للتدخل وإيقاف الضغط على السوريين المقيمين في لبنان الذين أجبروا على المشاركة في "الانتخابات الرئاسية" التي يجريها نظام الأسد.
وقال المركز، في بيان له، إنه "مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية المقرر انعقادها في 26 من أيار 2021 في سوريا وفي 20 أيار للسوريين المقيمين في لبنان، تقوم أحزاب وتيارات سياسية في لبنان، مناهضة لتواجد اللاجئين على أراضيها، وحلفاء لحكومة نظام الأسد الحالي، بالضغط على السوريين لإجبارهم على المشاركة".
وأضاف البيان أن هذه الجهات "تستعمل نفوذاً سياسياً وأمنياً في بعض المناطق، وسط تجاهل واضح من قبل السلطات اللبنانية الرسمية لوقف تلك الضغوطات، وتجاهل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان من اتخاذ أي خطوة علنية لطمأنة اللاجئين في دورها لحمايتهم".
وأوضح المركز أنه "يتم استغلال أوضاع اللاجئين غير القانونية، إذ يوجد 80 % منهم لا يحملون إقامات قانونية بسبب الشروط المعقدة التي يفرضها لبنان، وظروف المعيشة الصعبة، كما يتم استغلال مخاوف اللاجئين من الاعتقال أو الترحيل في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية الصعبة في لبنان"، مشيراً إلى أن هذه الظروف تدفع اللاجئين إلى تسجيل معلوماتهم لدى وكلاء نظام الأسد في لبنان بسبب المخاوف من التهديدات.
ورصد المركز تهديدات مباشرة طالت عددا من ناشطي المجتمع المدني ومشرفي مخيمات اللجوء في مناطق بيروت وبعلبك وعكار والجنوب، للضغط على محيطهم من اللاجئين لتسجيل أسمائهم كناخبين في السفارة السورية في بيروت.
كما تم توثيق ثلاث حالات خطف للاجئين تعرّضوا للضرب المبرح والتعذيب، تم توثيقها بتقارير الطب الشرعي، من قبل أحزاب لبنانية عندما رفضوا المشاركة بتسجيل أسماء السوريين في محيطهم على القوائم، منهم شخصان ما زالا يتلقيان تهديدات مستمرة.
وطالب المركز في بيانه، الحكومة اللبنانية بوجوب اتخاذ القرارات تجاه منع تلك الممارسات، والتأكيد على سيادة لبنان والسلطات اللبنانية بأجهزتها الأمنية الرسمية، والتحرك الفوري والعاجل لتأمين الحماية اللازمة للسوريين من الضغوطات والتهديدات والانتهاكات التي يتعرضون لها على أراضيها.
كما طالب المركز مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان بتكثيف تواصلها مع السلطات اللبنانية بشكل عاجل، والتنسيق من أجل التدخل لإيقاف أيّ تهديدات وضغوطات من قبل الأحزاب والتيارات، وتوعية اللاجئين بشأن حقوقهم وواجباتهم في الدولة المضيفة.
ودعا المجتمع الدولي بسفاراته وممثلياته الرسمية في لبنان إلى التواصل مع اللاجئين من خلال منظمات المجتمع المدني، والتحقق من سياق الضغوطات الممارسة على اللاجئين، وإصدار بيانات علنية توضح الموقف من إجبار اللاجئين على المشاركة بالانتخابات الرئاسية.
وكانت عدة مصادر إعلامية تحدثت عن الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان من قبل كيانات وشخصيات مؤيدة لنظام الأسد، لإجبارهم على المشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح رئيس النظام بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية.
وأكدت مصادر متقاطعة في لبنان أنه منذ إعلان النظام عن موعد الانتخابات، دأبت المنظمات السورية والأحزاب السياسية اللبنانية والشخصيات الموالية للأسد، على القيام بجولات لإغراء أو تهديد السوريين المؤهلين للتصويت في الانتخابات، ودفعهم إلى تسجيل أسمائهم في قوائم الناخبين والذهاب إلى صناديق الاقتراع.
وأوضحت مصادر خاصة لموقع "تلفزيون سوريا" أن السوريين في لبنان لا يستطيعون التنقل والتحرك ومزاولة أعمالهم من دون أوراق رسمية لا يعتمدها الأمن العام اللبناني إلا إذا كانت صادرة عن سفارة النظام في بيروت، الأمر الذي يجبر العمال السوريين على الخضوع للضغوط التي تُمارس عليهم والمشاركة في هذه الانتخابات.
كما أشارت المصادر إلى أن السوريين القاطنين في مناطق يسيطر عليها "حزب الله" وجماعات لبنانية مؤيدة لنظام الأسد لا يستطيعون إلا أن يشاركوا في الانتخابات خوفاً من بطش هذه الجماعات، وخاصة أصحاب المحال وورشات المهن، حيث أجبر عناصر من "حزب الله" هؤلاء السوريين على إغلاق محالهم وورشهم والذهاب إلى السفارة للمشاركة في الانتخابات.