قتل مراهق أميركي 19 تلميذاً صغيراً وبالغينِ بعد أن استهدف جدته قبل دخوله مدرسة ابتدائية في تكساس وأطلق الرصاص على الطلبة إلى حين مقتله على يد الشرطة، وسط حض الرئيس جو بايدن على وضع ضوابط لقطاع الأسلحة النارية في البلاد.
وقال حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، إنّ المهاجم "أطلق النار وقتل الضحايا بشكل مروّع ومجنون أمس الثلاثاء في مدرسة ابتدائية في بلدة يوفالدي الواقعة على بعد 130 كيلومتراً تقريباً غربي سان أنطونيو"، بحسب وكالة " أ ف ب".
ويدعى مطلق النار سالفادور راموس يبلغ من العمر 18 عاماً وقد قتل بدوره في الحادثة.
من جانبه، قال مسؤولون في دائرة الأمن العام في تكساس إن الشرطة أردته وأضافوا أن بالغين قضيا أيضاً في الهجوم من بينهم مدرس.
وكان مطلق النار يحمل بندقية على الأقل على ما أوضح السرجنت إريك إسترادا عبر محطة "سي إن إن" التلفزيونية.
RT @ABC: BREAKING: "At this point, the investigation is leading to tell us that the suspect did act alone," authorities say in update on Uvalde, Texas, elementary school shooting.
— Ricky James™ (@dickyjames) May 24, 2022
LATEST: https://t.co/8mbJhOLCuV pic.twitter.com/QcJ88JWw7k
استهدف جدته قبل الهجوم
وأشارت مصادر إعلامية أن سالفادور راموس الأميركي الجنسية (18 عاماً) استهدف جدته أولاً التي لم يتضح وضعها الصحي بعد قبل أن يتوجه إلى المدرسة في سيارة لارتكاب هذه المجزرة.
ولم تعرف بعد دوافع الهجوم الذي يُعدّ واحداً من الأكثر دموية الذي تشهده مدرسة في الولايات المتّحدة منذ سنوات.
من جهتها، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إن المهاجم الذي قتل 19 طفلاً في مدرسة ابتدائية في تكساس عانى من التنمر في المدرسة الثانوية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي أثناء ممارسته ألعاب الفيديو بسبب مشكلات في النطق ولكنته كما ترك منزل والدته بسبب تناولها المخدرات.
ووقع إطلاق النار في مدرسة روب الابتدائية التي تستقبل أطفالاً دون العاشرة في يوفالدي.
ووفق بيانات سلطات تكساس فقد ارتاد المدرسة خلال العام الدراسي 2020-2021 أكثر من 500 طفل، 90% منهم تقريباً من أصول أميركية لاتينية.
وأظهرت أشرطة فيديو عرضت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطفالاً يتم إجلاؤهم على عجل وهم يركضون ضمن مجموعات صغيرة إلى حافلات مدرسية صفراء أمام المدرسة.
مواجهة لوبي الأسلحة
ووقع الحادث بينما كان جو بايدن في طريق العودة من جولته الآسيوية وقد تولى الكلام فور عودته إلى البيت الأبيض.
وشدد الرئيس الأميركي الذي بدا عليه التأثر في كلمة رسمية "حان الوقت لتحويل الألم إلى تحرك".
وسأل "متى، حبّاً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟"، مضيفاً "أنا مشمئز وتعب" من حوادث إطلاق النار المتكررة في الأوساط المدرسية.
بدورها، قالت نائبته كامالا هاريس "لقد طفح الكيل" داعية إلى "التحرك" بشأن أعمال العنف المرتبطة بالأسلحة النارية وهي آفة وطنية.
وأوضحت "انفرطت قلوبنا مجدداً. علينا أن نتحلى بالشجاعة للتحرك" متوجهة إلى الكونغرس العاجز عن إصدار التشريع المناسب رغم هذه المآسي.
وأمر البيت البيض بتنكيس الأعلام في كل الإدارات الرسمية "تكريماً لضحايا" يوفالدي.
ونددت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي في بيان بهذا العمل "المقيت الذي سلب مستقبل أطفال أحباء. ما من كلام يصف الألم أمام هذه المجزرة التي ارتكبت بدم بارد وذهب ضحيتها تلاميذ صغار ومدرس".
حوادث مأساوية متكررة
ويُغرق هذا الهجوم الولايات المتحدة مرة جديدة في مآسي عمليات إطلاق النار في الأوساط التعليمية مع ما يرافق ذلك من مشاهد مروّعة لتلامذة تحت تأثير الصدمة تعمل قوات الأمن على إجلائهم ولأهالٍ مذعورين يسألون عن أبنائهم.
وتعيد العملية إلى الأذهان مأساة مدرسة ساندي هوك الابتدائية في كونيتيكت حين قتل مختل عقلياً في العشرين من العمر، 26 شخصاً من بينهم أطفال تراوحت أعمارهم بين 6 و 7 سنوات قبل أن يقدم على الانتحار.
ودعا كريس مورفي السيناتور الديمقراطي عن تلك الولاية الواقعة في شمال شرقي الولايات المتحدة زملاءه إلى التحرك مؤكداً أنه "يمكن تجنب" هذه المآسي.
وأكد أن "هذه الحوادث تقع فقط في هذا البلد وليس في أي مكان آخر. فما من بلد آخر يفكر فيه الأطفال عندما يتوجهون إلى المدرسة أنهم قد يتعرضون لإطلاق نار".
وصدمت الولايات المتحدة أيضاً بعملية إطلاق نار وقعت داخل مدرسة ثانوية في باركلاند في ولاية فلوريدا في 2018 حين قُتل 17 شخصاً معظمهم من المراهقين برصاص طالب سابق.
ومن شأن عملية إطلاق النار الجديدة أن تثير صدمة مضاعفة خصوصاً أن الضحايا من الأطفال، وأن تجدد الانتقادات حول الانتشار الواسع للأسلحة النارية في الولايات المتحدة مع غياب الأمل في إقرار الكونغرس لقانون وطني طموح حول هذه المسألة.
وتشهد الولايات المتحدة عمليات إطلاق نار شبه يومية في الأماكن العامة وتسجّل المدن الكبرى على غرار نيويورك وشيكاغو وميامي وسان فرانسيسكو ارتفاعاً لمعدل الجرائم التي ترتكب بوساطة أسلحة نارية، خصوصاً منذ بدء الجائحة في العام 2020.