البث المباشر
عاد موضوع اللاجئين الذين يريدون الوصول إلى دول غرب أوروبا عبر "طريق البلقان" إلى الواجهة من جديد، وذلك بعد تدفق مزيد من اللاجئين مرة أخرى من اليونان إلى أوروبا الشرقية، حيث ازداد عدد المعابر غير الشرعية على حدودها بنحو الثلث في الأسابيع القليلة الماضية.
ونشرت صحيفة "BILD" الألمانية تحقيقاً عن مسارات وآثار شبكات تهريب اللاجئين بعد مرافقة فريق من صحفييها لدوريات من الجيش والشرطة اليونانية الموجوين على الحدود لمدة ثلاثة أسابيع.
وقالت الصحيفة إن فريقها "صادف مئات اللاجئين الذين يحاولون جاهداً عبور طريق التهريب على الحدود اليونانية مع تركيا، وذلك باستخدام زوارق مطاطية لعبور نهر إفروس الحدودي" مضيفة أن "وجهة اللاجئين جميعاً كانت إلى فرنسا وإنجلترا والنمسا وألمانيا بالطبع".
ويقف الجدار الحدودي الذي بنته اليونان من الصلب والأسلاك الشائكة بارتفاع 5.30 أمتار عائقاً لعبورهم، ولكن بالرغم من هذا الجدار، وبالرغم من دوريات الجيش اليوناني المكثفة على الحدود، فإن منطقة إفروس هي المركز الأبرز للدخول غير القانوني، وفقاً للصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن خفر السواحل اليوناني أيضاً يواصل اعتقال اللاجئين الذين يختبئون في الشاحنات وحاويات الشحن والقوارب بشكل يومي، وخلال ثلاث ساعات قضاها طاقم الصحيفة في ميناء إيغومنيتسا، ألقي القبض على ستة لاجئين ثلاثة منهم كانوا يختبئون في قارب شراعي كان من المفترض أن ينقل عبر باخرة شحن، وثلاثة آخرون في شاحنة".
وأوضح مدير ميناء "كوستانتينوس كوريزيس" إن "الهجرة غير الشرعية زادت بنسبة 20 بالمئة على الأقل مقارنة بالعام السابق"، مضيفاً أن "أمن الميناء اعتقل 520 شخصاً بنهاية أيلول الفائت، في حين أن عدد اللاجئين المقبوض عليهم في عام 2020 كاملاً كان 570".
ووفقًا لمسؤولين يونانيين رفيعي المستوى، فإن أعداد اللاجئين زادت عبر الحدود اليونانية بأكثر من 30 بالمئة.
وقال فاسيليس تسارتسانيس عضو جمعية خيرية لمساعدة اللاجئين على الحدود اليونانية: "لا أحد يريد الاعتراف بأن طريق البلقان لا يزال مفتوحاً. الكل يريد دفع المشكلة إلى شمال أوروبا، وبالأخص إلى ألمانيا، لهذا السبب لا تؤدي الدول الموجودة على طريق البلقان عملها بضبط الحدود جيداً".
وطريق البلقان مصطلح أطلق على المسار الذي يسلكه اللاجئون من اليونان إلى مقدونيا فصربيا ثم هنغاريا ومنها إلى غرب أوروبا. وقد تدفق عبر هذه الطريق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم هربا من الحرب أو لأسباب اقتصادية.
اشتهرت طريق البلقان عام 2015 عندما تدفق مئات آلاف اللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان ودول أخرى عبر تركيا إلى اليونان ومنها إلى أوروبا، ويعرف الطريق بوعورته وطقسه البارد، وهو الأمر الذي يزيد من معاناة اللاجئين العابرين لها خاصة في فصل الشتاء.
