قطعت يوم الإثنين الماضي شبكة الإنترنت في مدينة إدلب ومناطق متفرقة من شمال غربي سوريا والتي تعتمد خطوطها على المقسم الأرضي، نتيجة قطع الخط الضوئي من قِبل السلطات التركية بأمر من والي هاتاي، وما يزال الانقطاع مستمرا حتى اليوم.
وفي حديث مع فني شبكات الإنترنت في إدلب سعيد صياح ذكر أنه تم قطع الخط الضوئي الواصل من الداخل التركي إلى معبر باب الهوى بقرار إداري وليس بسبب عطل فني، وأكد على عدم معرفة أسباب وتفاصيل القرار.
وأضاف صيّاح أن سرعة هذا الخط تساوي 20 جيغا تقريباً، أي ربع طاقة الإنترنت في مناطق سيطرة المعارضة، وعند قطع هذا الخط تأثرت الطاقة في المناطق التي كانت تتغذى من إنترنت الحبل الضوئي، مما استدعى الشبكات المتوقفة إلى استئجار الإنترنت من شبكات أخرى ومن أبراج التوزيع في الداخل السوري كإجراء إسعافي لتأمين وتوصيل الإنترنت إلى المدنيين والمؤسسات.
وأشار صيّاح إلى أن مناطق الشمال تعتمد على مصدرين للإنترنت من تركيا، الأول وهي الهوائيات (أي الأجهزة التي ترسل الإنترنت من تركيا ويقابلها أجهزة تستقبل الإنترنت في مناطق سيطرة المعارضة) وعددها كبير ومُتعددة المصادر من عدة شركات تركية والثاني، الخط الضوئي وهو من مصدر واحد وشركة واحدة.
وذكر صياح أنه في حال حدوث أيّ خلل في الحبل الضوئي سيؤدي إلى توقفه كلياً، إذ تكرر حدوث قطع الحبل الضوئي في الآونة الأخيرة بسبب أعمال الصيانة، أما بالنسبة للهوائيات فتوقفها عن العمل شبه مستحيل بسبب تعدد مصادرها من تركيا.
وأوضح صيّاح أن بعد تأسيس شركة (سيريا كونكت) التي تتبع للمؤسسة العامة للاتصالات التابعة لحكومة الإنقاذ وسيطرتها على قطاع الإنترنت حيث بدأت بالعمل منذ شهر آذار الماضي مما جعلها تحتكر المنطقة في هذا المجال مما أدى إلى ارتفاع أسعار الإنترنت إلى الضعف تقريباً.
وعلى إثر فرض الشركة لقوانينها تم فك العديد من أبراج التغطية الهوائية من جبل "رأس الحصن" بعد توصيل الحبل الضوئي إليه من باب الهوى ونقل تغذية نفس الخطوط على طاقة الحبل باتجاه الداخل السوري مما زاد من حمل الاستيعاب لدى الحبل الضوئي فتمت إعادة بعض الهوائيات للعمل للتخفيف عنه.
أما بالنسبة للأسعار فقال صيّاح إن الأسعار لا تناسب الوضع الاقتصادي للمواطنين ولكنها الحد الأدنى لعمل الشبكات.
الجدير بالذكر أنه تم توصيل الخط الضوئي من الداخل التركي حتى باب الهوى في بداية عام 2016 ولكن وفقا للقانون فهو ممنوع من الوصول إلى الداخل السوري.