تهدد المواد الكيميائية المتناثرة مع الغبار الناجم عن عمليات ترحيل أنقاض الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، بمخاطر صحية جمة، في حين تجري الأعمال على قدم وساق في مدينة أنطاكيا المنكوبة جنوبي تركيا لترحيل أنقاض يصل حجمها إلى 38 ضعف حجم هرم خوفو الأكبر في الجيزة بمصر.
وكشفت وكالة رويترز عن المخاطر الصحية الناجمة عن عمليات ترحيل الأنقاض في مدينة أنطاكيا، حيث ينتشر الأسبستوس والسيليكا والزئبق والرصاص من بين آلاف السموم التي أطلقها الزلزال في السادس من شباط، والذي أودى بحياة أكثر من 54000 شخص في تركيا وسوريا.
وتحدثت رويترز إلى عشرات من خبراء الصحة البيئية الذين قالوا إن أعمدة الغبار الضخمة المنبعثة من المباني المهدمة تنقل السموم إلى الأنهار والنباتات والرئتين وأعضاء الإنسان، مما يعرضها لمشكلات صحية خطيرة لسنوات قادمة.
ويتجاوز حجم الأنقاض الناجمة عن الزلزال في ولاية هاتاي الـ 100 مليون متر مكعب، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، أي نحو 10 أضعاف الحجم الذي خلفه الزلزال الكبير الذي ضرب هايتي في عام 2010. حيث تعمل الحكومة التركية على ترحيل الأنقاض إلى 15 موقعاً.
وإذا ما تراكمت هذه الأنقاض بعد ترحيلها، فسيكون هنالك ما يعادل أكثر من 38 كومة هائلة، كل منها بحجم الهرم الأكبر في الجيزة بمصر.
وقالت الحكومة التركية إنه لحين الثاني من أيار الجاري تم نقل أكثر من 70 في المئة من الأنقاض في ولاية هاتاي، وإنها لا تزال تعمل بنشاط على تطهير 82 من نحو 500 منطقة في الولاية.
وفي العديد من المدن، تم استبدال فرق الإنقاذ في الأسابيع التي تلت الزلزال بآلاف الشاحنات والحفارات، حيث تم نشر أكثر من 13000 مركبة للعمل في المناطق المتضررة، وفقًا لهيئة الكوارث والطوارئ التركية AFAD.
هرع الناس في العديد من الأماكن لإزالة الأنقاض من الجبال وألقوا محتويات المباني بشكل عشوائي، وفقًا لتقارير عديدة لشهود العيان ولقطات تلفزيونية. وقال بعض الخبراء إن "كارثة ثانوية" من التلوث السام قد تكون أشد خطورة من الزلازل نفسها.
وقال محمد شيموس أنصاري، مهندس مدني ورئيس جمعية خبراء تفكيك الأسبستوس في تركيا: "بتقدير متفائل، أود أن أقول إن 3 ملايين شخص سيمرضون".
وقال علي قناتلي رئيس وفد نقابة الأطباء الأتراك في المناطق المتضررة من الزلزال: "ستزداد أمراض الجهاز التنفسي وأمراض العيون ونوبات الربو والحساسية وأمراض الرئة... سنواجه هذه المشكلات في السنوات القادمة".
ويبلغ عدد سكان ولاية هاتاي جنوبي تركيا 1.7 مليون نسمة، وباعتبارها جزءًا من منطقة تعرف باسم الهلال الخصيب، فهي ذات أهمية بالغة للإنتاج الزراعي وصناعة الأغذية، حيث تمثل 14.5٪ من إجمالي الناتج المحلي الزراعي في تركيا، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.
في عمليات الهدم العادية، تتم إزالة المواد الخطرة من المباني قبل هدمها لكن الزلازل تجعل ذلك مستحيلاً.
قال نائب وزير البيئة محمد أمين بيربينار في تغريدة بتاريخ 25 شباط، إن السلطات ستفصل المواد الخطرة أو القابلة لإعادة التدوير عن الأنقاض.
وقال بيربينار إن أنظمة إخماد الغبار تُستخدم لمنع المواد الضارة مثل الأسبستوس من الانتشار.