icon
التغطية الحية

"محور المقاومة في أحسن حالاته".. رئيسي يجتمع بقادة فصائل فلسطينية في دمشق

2023.05.04 | 21:29 دمشق

الرئيس الإيراني والفصائل الفلسطينية
أجادت إيران توظيف القضية الفلسطينية في استراتيجيتها وسياستها الخارجية وجعلتها أداة لاستثمار التأييد لهذه القضية - إرنا
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

استهل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يومه الثاني من زيارته إلى سوريا بالتأكيد على "وحدة وتماسك قوى محور المقاومة" في مواجهة إسرائيل، التي اعتبرها "العدو الأول" لبلاده.

والتقى رئيسي مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية في قصر النظام السوري الرئاسي، بحضور وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وسفير إيران الجديد في دمشق، حسين أكبري.

وقال الرئيسي الإيراني إن "الكيان الصهيوني في أضعف حالاته والمقاومة الفلسطينية في أحسن حالاتها"، معرباً عن "اعتزازه وفخره بالشباب الفلسطيني المقاوم الذي يدافع عن المسجد الأقصى"، وفق ما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية.

واعتبر رئيسي أن أولوية سياسة بلاده ”العدو الأول لنا إسرائيل، وسوف نستمر بالانفتاح على الدول العربية"، مضيفاً أن "هذه الدول وجدت أن إسرائيل لا تلتزم بأي اتفاق، من كامب ديفيد إلى أوسلو إلى كل الاتفاقات، وعاداتهم عدم التزام بالعهود والمواثيق".

"دلالات مهمة" و"أهمية استثنائية"

ولم يتضح أي من الفصائل الفلسطينية شاركت في الاجتماع، إلا أن الصور أظهرت الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، زياد نخالة، وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، خليل الحية، والأمين العام لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة"، طلال ناجي، وآخرين.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، إسماعيل الزير قوله إن نخالة "رحب في بداية الاجتماع بالرئيس الإيراني، وأكد أن الزيارة تاريخية، ولها دلالات مهمة في هذه المرحلة بالذات"، مضيفاً أن النظام السوري "يدعم الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي".

من جانبه، أكد الأمين العام لـ "القيادة العامة" أن "العدو الصهيوني يتابع هذه الزيارة وهى رسالة دعم وتأييد للمقاومة الفلسطينية"، معتبراً أن لقاء رئيسي مع قادة الفصائل في دمشق "له أهمية استثنائية، وأن سوريا تعود إلى أخذ دورها ومكانتها في قلب العالم العربي بعد 12 عاما من الحرب".

إيران والفصائل الفلسطينية: دعم علني وأهداف مشتركة

أجادت إيران، منذ اندلاع الثورة الإسلامية في العام 1979، توظيف القضية الفلسطينية في استراتيجيتها وسياستها الخارجية، وجعلت منها أداة لاستثمار التأييد العربي والإسلامي لهذه القضية.

بعد مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991، راهنت إيران على الفصائل الفلسطينية لمواجهة عدائها مع إسرائيل، وعلى رأسها حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، والتي حافظت على علاقات جيدة مع النظام السوري، ومكاتب في العاصمة دمشق، وقنوات تواصل رفيعة المستوى، شملت "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني.

في العام 2006، أشار القيادي في "حماس" الذي اغتالته إسرائيل، سعيد صيام، إلى مصطلح "محور المقاومة" للدلالة على الأهداف السياسية المشتركة بين إيران والنظام السوري و"حزب الله" والفصائل الفلسطينية المقرّبة من طهران.

وتحظى حركتا "الجهاد الإسلامي" و"حماس" بدعم علني من إيران، بما في ذلك المال والسلاح، في حين تدين فصائل فلسطينية أخرى بالولاء لطهران نظراً لتبعيتهم للنظام السوري، بما في ذلك "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة"، وحركة "فتح الانتفاضة".

ووفق دراسة لـ "معهد الولايات المتحدة للسلام" في أيار 2021، فإن إيران تهرب أسلحة وصواريخ إلى قطاع غزة من السودان واليمن عبر أنفاق بحرية وحدودية، لتستخدمها الفصائل الفلسطينية في المواجهات مع إسرائيل، فضلاً عن أن "الحرس الثوري" قام بتصنيع صواريخ في مستودعات يعمل بها في السودان.

كما تقدم إيران 100 مليون دولار سنوياً على الأقل لفصائل فلسطينية مقربة منها، وفق تقدير وزارة الخارجية الأميركية في العام 2020.

الثورة السورية و"محور المقاومة"

بعد اندلاع الثورة السورية، توترت العلاقات بين إيران وحركة "حماس" على خلفية رفض الأخيرة الانحياز إلى جانب النظام السوري، وانتقال قياداتها، في شباط 2012، إلى قطر ومصر، إلا أن طهران تجنّبت توجيه أي انتقاد مباشر لـ "حماس"، وحافظت اتصال منتظم معها.

وعلى الرغم من المسار المختلف الذي اتخذته "حماس" من النظام السوري، حافظت الحركة على علاقاتها مع إيران، بما في ذلك زيارات دائمة لقيادييها إلى طهران.

من جانبها، بقيت "الجهاد الإسلامي" على موقفها من "محور المقاومة"، ورفضت قيادتها قطع العلاقة مع النظام السوري عقب اندلاع الثورة، في حين اعتبر مؤسس الحركة الراحل، رمضان عبد الله شلح أن الولايات المتحدة "حاكت مؤامرة" ضد النظام السوري، مشيراً إلى دول عربية وإقليمية "تتعاون مع أميركيا لتنفيذ هذه المؤامرة".

في العام 2012، قال مستشار المرشد الإيراني ووزير الخارجية السابق، علي أكبر ولايتي، إن النظام السوري "يمثل حلقة السلسلة الذهبية في محور المقاومة"، في تأكيد شبه رسمي على متانة تحالف "المحور" في مواجهة الثورة والاحتجاجات ضد النظام.

وفي العام نفسه، اعتبر عضو "مجمع تشخيص مصلحة النظام"، سعيد جليلي، خلال لقاء مع رئيس النظام السوري أن ما يجري في سوريا "ليس قضية داخلية، وإنما صراع بين محور المقاومة وأعدائه في المنطقة والعالم"، مؤكداً أن طهران "لن تسمح بكسر محور المقاومة الذي تشكل سوريا ضلعاً أساسياً فيه".

في تموز 2019، وصل وفد رفيع المستوى من "حماس" إلى إيران، في زيارة أنهت فتور العلاقات بين الجانبين بعد القطيعة مع النظام السوري واعتقال الحركة عناصر من حركة "الصابرين" الموالية لإيران في غزة.

حينئذ، كشفت وسائل إعلام عبرية أن إيران زودت "حماس" بعد الزيارة بمنصات إطلاق صواريخ متوسطة المدى من طراز "BM-21 Grad"، يصل مداها إلى 450 كيلومتراً، عبر سوريا، وهي الصواريخ ذاتها التي تستخدمها جماعة الحوثيين في مهاجمتهم لأهداف في السعودية.