كشفت سجلات المحكمة العليا بتركيا حول قضية قيدت عن عملية تهريب للمهاجرين توفي فيها اثنان منهم تفاصيل رحلة التهريب الخطرة التي قام بها مهاجرون من أجل أن يبنوا حياة جديدة لهم في أوروبا.
فقد أيدت محكمة الاستئناف العليا بتركيا حكماً بالسجن لمدة 47 عاماً و11 شهراً على المتهم وهو من الجنسية السورية، وذلك لاتهامه بـ"تهريب المهاجرين وقتلهم بموجب مبدأ احتمال وجود قصد وراء ذلك" في قضية وفاة مهاجرَين غير شرعيين، بينهما طفل، توفيا في أثناء محاولتهما عبور بحر إيجة على يد مهربين يقومون بتهريب البشر.
وبحسب سجلات المحكمة، فإن المتهم عمل في مجال تجارة الأحذية في تركيا لمدة سنتين وذلك حتى يقوم بادخار المال بهدف الهروب إلى أوروبا. بعد ذلك تواصل مع مهربين للبشر من خلال أقاربه في عام 2016، وطلب منهم مساعدته على السفر خارج البلاد.
طلب منه المهربون مبلغاً وقدره 1600 يورو (ما يعادل 1826 دولارا)، لمساعدته في ذلك، في حين أن المتهم ذكر بأنه لم يكن لديه سوى 1400 يورو وقتها. فعرض عليه المهربون أن يقوم بقيادة القارب الذي سيُستخدم لنقله مع غيره من المهاجرين غير الشرعيين مقابل تخفيض في السعر المطلوب حسبما ورد في السجلات.
وقبل وقوع الحادثة بيوم، وفي مقاطعة أيفاليك غربي ولاية باليكيسير بتركيا، تلقى المتهم تدريباً مدته 45 دقيقة على كيفية قيادة القارب وذلك على يد مهربي البشر.
وفي اليوم التالي أتى المهربون بالمهاجرين غير الشرعيين الذين صعدوا على متن القارب تحت جنح الظلام في الليل، فتبين للمتهم بأن القارب مختلف عن القارب الذي تدرب عليه، وقبل أن يشرع القارب في رحلته، غادر المهربون المكان.
وبعد مرور عشر دقائق على بداية الرحلة، ضربت موجة القارب فتسببت بسقوط مهاجرين في الماء ولم يكن بوسع أحد إنقاذهما، وبعدما وصل القارب إلى وسط الماء طلب المهاجرون غير الشرعيون المساعدة عبر الهاتف ثم قامت طواقم خفر الحدود التركية بإنقاذهم.
وبعد تلك الحادثة، تم رفع دعوى جنائية ضد المتهم السوري الذي استخدم ذلك القارب، وذلك بتهمة تهريب المهاجرين والتسبب بوفاة شخصين منهم.
وحكم على المتهم بالسجن ست سنوات وثلاثة أشهر بتهمة تهريب المهاجرين و41 سنة وثمانية أشهر بتهمة "القتل بموجب مبدأ احتمال وجود القصد" والذي يشير إلى أن المتهم "توقع العواقب التي يمكن أن تحدث لكنه آثر تجاهلها لتحقيق هدفه".
وكان هدفه يتلخص بالسفر إلى الخارج تبعاً لما ذكره، إضافة إلى أنه قَبِل بقيادة القارب لعدم توفر ما يكفي من المال لديه.
تعتبر تركيا نقطة عبور أساسية بالنسبة لطالبي اللجوء الراغبين بالعبور إلى أوروبا لبدء حياة جديدة هناك، لاسيما من فروا بسبب الحرب والاضطهاد.
وتؤوي تركيا حالياً 4 ملايين لاجئ، لتصبح أول دولة في العالم بالنسبة لعدد اللاجئين فيها، كما أنها تتخذ اليوم إجراءات أمنية جديدة على حدودها لتمنع تدفق مهاجرين جدد إليها ولكن بطريقة إنسانية.
المصدر: يني شفق