تلقت محطات الوقود في محافظة الحسكة تعميماً بتعليق توزيع المازوت المخصص للتدفئة بعد أربعة أيام من هجوم جوي واسع لطائرات تركية استهدف مواقع عسكرية ومحطات ومنشآت نفطية تابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرقي سوريا.
وقال صاحب محطة وقود في مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا (طلب عدم ذكر هويته) إن "التعميم الصادر عن مديرية المحروقات التابعة لقسد ألزم كل المحطات بإيقاف عملية توزيع مازوت التدفئة على سكان البلدات والمدن وريف الحسكة".
وأوضح المصدر أن "التعميم لم يوضح سبب اتخاذ القرار ولكنه أشار إلى عدم استئناف عملية توزيع المازوت لغاية إصدار تعميم جديد".
ويوم أمس استهدفت طائرات تركية لأول مرة محطة "تل عدس" النفطية بريف المالكية والتي تعد المركز الرئيسي لتوزيع النفط على الحراقات المحلية وتعبئة الصهاريج التي تنقل النفط لمناطق النظام ومناطق سيطرة الجيش الوطني في شمالي سوريا.
محطات بلا وقود
اشتكى مواطنون من عدم توفر الوقود (بنزين – مازوت) في عشرات محطات الوقود في مدن وبلدات محافظة الحسكة لليوم الثاني على التوالي مع ارتفاع أسعاره في السوق السوداء.
وقال "أبو بشير" وهو سائق سيارة شحن صغيرة إن المازوت بكل أنواعه لا يتوفر في محطات وقود الحسكة في حين تباع كميات قليلة منه في السوق السوداء وبسعر مرتفع.
موضحا أن "سعر اللتر ارتفع إلى ستة وسبعة آلاف ل.س خلال اليومين الماضيين بسبب عدم توفر المازوت الحر بسعر 4700 ليرة سورية في محطات الوقود.
وكذلك أشار الرجل الخمسيني إلى إيقاف توزيع مخصصات السيارات من مادة المازوت منذ 9 أشهر إلى جانب تعليق توزيع مخصصات السيارات من مادة البنزين أيضا مع بدء الضربات التركية يوم الأربعاء الفائت.
وأكد صاحب محطة وقود في مدينة القامشلي إيقاف عملية توزيع الوقود وعدم وصول أي صهاريج محملة بالمازوت والبنزين إلى محطات المدينة منذ ثلاثة أيام.
ولفت إلى أن "استهداف حراقات ومواقع لتكرير النفط واستمرار الضربات الجوية لحقول النفط ومراكز المحروقات تسبب بإيقاف وتعليق عملية تزويد المحطات بالوقود بشكل كامل".
أربعة أيام من القصف المتواصل
واصلت طائرات مسيرة وحربية تركية استهداف مواقع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ومنشآت نفطية في مناطق شمال شرقي سوريا منذ ليلة الأربعاء الفائت.
وأمس السبت شنت طائرات تركية غارات جوية متتالية استهدفت مقر قوات الأمن الداخلي المعروفة محليا باسم "الأسايش" في مدينة عامودا بثلاثة صواريخ إلى جانب استهدافها لموقع عسكري لقوات سوريا الديمقراطية في قرية "جولي" بريف المدينة.
ووجهت الطائرات التركية أربع ضربات على الأقل لحقل "تل عدس" النفطي في ريف المالكية ما تسبب باندلاع نيران بخزانات النفط داخل الحقل ومستودع عسكري وموقع آخر في مدينة المالكية.
كما استهدفت طائرة مسيرة مستودعاً للأسلحة لقوات "الدفاع الذاتي" في مدينة القامشلي وموقعاً للإنشاءات العسكرية (تنفيذ الأنفاق) في بلدة تل تمر بريف الحسكة.
وخرجت 30 منشأة حيوية عن الخدمة بينها محطات للنفط والغاز والكهرباء وعدد من المعامل والشركات التجارية من جراء القصف التركي المستمر لليوم الرابع على التوالي وفق ما نقلته وكالة ANHA الموالية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
استهداف 120 موقعاً لـ بي كي كي في سوريا والعراق
نقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية أن "جهاز الاستخبارات التركي سيواصل عملياته من دون انقطاع حتى تحقيق الهدف المخطط له ضد التنظيم الإرهابي".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستجتث "الإرهاب" من جذوره، مشدداً على أنه "إن كان ذلك بسوريا فسنفعل ما تقتضيه الضرورة".
وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين في أثناء عودته على متن طائرته من مدينة قازان الروسية بعد مشاركته الخميس في قمة مجموعة "بريكس".
وأكد أردوغان أن "الهجوم الإرهابي" الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء "توساش" بالعاصمة أنقرة الأربعاء، جرى عن طريق تسلل المنفذين من سوريا إلى الأراضي التركية.
وأوضح أن تركيا نفذت عمليات على 40 موقعا طوال الليلة التي أعقبت الهجوم (الخميس)، وقد "كبدت الإرهابيين خسائر فادحة".