أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل، الأسبوع الماضي، محادثات سرية حول "الخطة ب" المحتملة في حالة فشل المحادثات النووية مع إيران، في ظل انخفاض سقف التوقعات من جدوى محادثات "فيينا" المرتقبة.
وذكر موقع " Axios" الأميركي، نقلاً عن مسؤولين إسرائيلين، لم يسمهم، أمس الأربعاء، أن الاجتماع الأميركي الإسرائيلي عقد عبر محادثة فيديو آمنة، بمشاركة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال حولتا.
ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي أن الولايات المتحدة تخطط لفرض مزيد من العقوبات على إيران إذا لم تستأنف المحادثات قريباً، موضحاً أن تل أبيب تشدد على ضرورة المضي قدماً في "الخطة ب" بسبب الجمود في المحادثات الدبلوماسية وتسريع إيران نشاطاتها النووية.
وأشار التقرير إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تجتمع فيها مجموعة عمل استراتيجية أمريكية إسرائيلية سرية جداً بشأن إيران منذ تولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة السلطة في حزيران/يونيو الماضي.
وتتضمن "الخطة ب" عقوبات اقتصادية وضغوطاً أكثر على الإيرانيين لوقف برنامجهم النووي، اتفقت عليها واشنطن وتل أبيب خلال اجتماع القمة الأولى بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، في نهاية الشهر الماضي.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، دعا قبل أسبوعين، الولايات المتحدة إلى إيجاد "الخطة ج" التي تتضمن عملاً عسكرياً من قبل تل أبيب ضد إيران في حال لم تنفع "الخطة ب"، بحسب مجلة "فورين بوليسي" الأميركية.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زاده، الثلاثاء الماضي، إن المحادثات النووية مع القوى العظمى ستستأنف في الأسابيع المقبلة، وذلك بعد لقاء أجراه وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في نيويورك مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.
كما سيجتمع عبد اللهيان هذا الأسبوع مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة لمناقشة استئناف محتمل لمحادثات فيينا، وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
يشار إلى أن محادثات "فيينا" انطلقت في نيسان/ أبريل الماضي، لعودة واشنطن وطهران إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه إدارة ترامب (2018) بشكل "أحادي الجانب" وتخلى الإيرانيون إثر ذلك عن الالتزام بتعهداتهم، بينما يرى الاتحاد الأوروبي الاتفاق (الموقع في 2015) إطاراً مرجعياً دولياً يمكن من خلاله التوصل إلى نتيجة تمنع امتلاك إيران للسلاح النووي، في ظل تشكيك تل أبيب وواشنطن.
وترجح التقارير الإسرائيلية والأميركية تعثر محادثات "فيينا"، في ظل الإدارة الإيرانية الجديدة، برئاسة إيراهيم رئيسي، الذي يطالب بإلغاء مسودة الاتفاقية التي تم التوصل إليها قبل الانتخابات الإيرانية، ويتخذ موقفاً أكثر صرامة.
وتدفع تل أبيب حليفتها واشنطن نحو إجراءات أكثر صرامة ضد البرنامج النووي الإيراني، بما فيها الخيار العسكري، لأنها لا ترى جدوى من المساعي الدبلوماسية لا سيما بعد "الاقتراب الوشيك" للإيرانيين من امتلاك القنبلة النووي، بحسب التقديرات الإسرائيلية.
ما هو المنتدى "أوبال" (Opal)؟
تأتي المحادثات السرية بخصوص "الخطة ب" تجديداً لنشاط منتدى أميركي إسرائيلي، يعرف باسم "أوبال" (Opal)، أُسِّس في 2009 خلال الأيام الأولى لإدارة أوباما ويترأسه مستشارا الأمن القومي من الجانبين.
المنتدى هو مجموعة عمل أمنية ثنائية لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، ويعدّ المكان الرئيسي لوضع إستراتيجيات حول كيفية ممارسة الضغط على إيران، وبعد التوقيع على الاتفاق النووي في 2015 ازدادت نشاطات المنتدى لمناقشة القضايا الخلافية بين واشنطن وتل أبيب حول الاتفاق الذي يرفضه الإسرائيليون بشدة.
وفي ولاية دونالد ترامب، انعقد المنتدى لمناقشة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ولتنسيق حملة "الضغط الأقصى" على طهران.
وفي آذار/مارس الماضي، عقد المنتدى وسط اختلاف وجهات النظر بين بين الإدارة الديمقراطية وحكومة نتنياهو السابقة حول طرق التعامل مع النووي الإيراني، لا سيما بعد إعلان فريق بايدن نيته العودة إلى الاتفاق النووي.
وفي نهاية الشهر الماضي، اتفق بايدن وبينت، خلال قمتهما الأولى على استئناف نشاط عمل المنتدى.