icon
التغطية الحية

مجزرة الجوع في غزة.. جثث في الشوارع دون قدرة على الإنقاذ وطعام لا يصلح للأكل

2024.01.25 | 16:23 دمشق

آخر تحديث: 25.01.2024 | 17:33 دمشق

غزة
نازحون في رفح بقطاع غزة ـ الأناضول
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

يومًا بعد يوم، يتكشف عمق المعاناة التي يعيشها أهالي غزة مع الجوع، بفعل نقص الإمدادات الغذائية مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع وما يرافقه من حصار خانق برا وبحرا وجوا منذ نحو 4 أشهر.

أحدث ما لجأ إليه سكان غزة هو تناول الأعلاف الخاصة بالحيوانات أو استخدامها لصنع خبز يسدون به جوعهم وجوع أبنائهم.

وفي المقابل، تنهش الحيوانات جثث القتلى الفلسطينيين المتحللة في شوارع القطاع، بسبب تعذر دفنها من جراء عمليات القصف التي تشنها إسرائيل على القطاع.

مجزرة "الجوع"

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الخميس، إن إسرائيل ارتكبت "مجزرة" جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر حصولها على مساعدات قرب مفترق دوار الكويت جنوبي مدينة غزة" راح ضحيتها 20 مواطنا و150 إصابة.

وأضاف المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في بيان مقتضب: "الاحتلال الاسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت بغزة ".

وأوضح أن هذه "المجزرة أسفرت عن استشهاد 20 فلسطينيا وإصابة 150 آخرين".

وبيّن أن عدد الضحايا "مرشح للزيادة نتيجة عشرات الإصابات الخطيرة التي وصلت لمجمع الشفاء الطبي بغزة، والذي يفتقر للإمكانات الطبية".

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي تجمعات لمواطنين ينتظرون مساعدات إنسانية وإغاثية شحيحة نادرا ما تصل لمحافظة غزة وشمالي القطاع.

غزة تتضور جوعاً

وأمام هذا الوضع المأساوي، انتشر وسم GazaStarving# (غزة تتضور جوعاً) على منصات التواصل الاجتماعي، مرفقاً بمقاطع فيديو تظهر الجياع في غزة وهم يأكلون أطعمة حيوانات، في حين أظهرت مشاهد أخرى حيوانات تنهش جثث القتلى المتحللة في شوارع القطاع.

وبعد أيام قليلة من إطلاقه، اقترب الوسم من 5 ملايين تفاعل تقريباً على منصة "إكس"، بينما يُستخدم على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، بما في ذلك تيك توك وإنستغرام، لتسليط الضوء على المجاعة ومعاناة أهالي القطاع الذي يرزح منذ أشهر تحت حصار مشدد بالتزامن مع الحرب.

الوسم يسلط الضوء على الخوف المتزايد من المجاعة في غزة، حيث أظهرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، الفلسطينيين في غزة وهم يطحنون علف الحيوانات بسبب نقص الطحين اللازم لإعداد الخبز.

كما أظهرت عدة مقاطع فيديو فلسطينيين جائعين يتناولون طعام الحيوانات، بينما كانت القطط والكلاب تنهش الجثث البشرية المتحللة والملقاة في الشوارع لعدم التمكن من دفنها في ظل القصف الشرس الذي يتعرض له القطاع.

وأكد شهود عيان لوكالة الأناضول، الأربعاء، استمرار ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي اللاإنسانية، والاستهتار بجثث الفلسطينيين المتحللة غير المدفونة في جنوبي مدينة خان يونس، ومنع الأهالي من انتشالها من تحت الأنقاض.

وأضاف الشهود أن بعض الفلسطينيين عادوا إلى المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية للعثور على جثث ذويهم، بينهم أطفال ونساء، والذين استهدفتهم الدبابات الإسرائيلية بينما كانوا يحاولون الفرار من مدينة خان يونس إلى رفح أقصى جنوبي قطاع غزة.

وبحسب الشهود فإن سيارات الإسعاف نقلت بعض هذه الجثث إلى مجمّع ناصر الطبي وسط خان يونس، لكن عندما فتحت الدبابات الإسرائيلية النار على كل من كان في المنطقة، اضطر المسعفون إلى الفرار. وأضافوا أن بعض الجثث بدأت تتحلل، وأكلت القطط والكلاب أجزاء منها.

في المقابل، أظهرت العديد من مقاطع الفيديو التي استخدمت الوسم نفسه، فلسطينيين وهم يأكلون الخبز المصنوع من العلف.

وبحسب مراسل الأناضول في شمالي غزة، لوحظ بيع الأعلاف الحيوانية في أسواق شمالي قطاع غزة للاستهلاك البشري، بسبب نقص الطحين.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن 2.2 مليون شخص في قطاع غزة، الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة، معرّضون لخطر المجاعة.

وفي حين يسمح الاحتلال بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتي تتوزع بشكل رئيسي في المناطق الجنوبية، بينما تظل مناطق شمالي غزة محرومة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق.