نظّم العشرات من العاملين في المجال الطبي في شمال غربي سوريا وقفة في مدينة إدلب أمس الإثنين، احتجاجاً على قرار "منظمة الصحة العالمية" منح نظام الأسد مقعداً في المجلس التنفيذي لمجلس إدارة المنظمة.
وقال المحتجون إن قرار المنظمة جاء رغم أن الأسد مسؤول بشكل مباشر عن قصف المستشفيات والعيادات والمرافق الطبية والصحية في جميع أرجاء البلاد، فضلاً عن الانتهاكات التي ارتكبها ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية.
واختيرت سوريا، مع 12 دولة أخرى، كأعضاء جدد في مجلس إدارة "منظمة الصحة العالمية"، المكوّن من 34 عضواً، في تصويت لم يواجه أي نقاش أو معارضة.
وقال نائب مدير صحة إدلب، رفعت فرحات إن خطوة منظمة الصحة العالمية "تتعارض مع كل القوانين الدولية والإنسانية"، وفق ما نقلت عنه وكالة "أسوشيتد برس".
وكُتب على إحدى اللافتات في الوقفة الاحتجاجية "نرفض فكرة تمثيل قاتلنا ومن دمر مستشفياتنا في المجلس التنفيذي"، في حين قالت إحدى المشاركات في الوقفة إنها تخشى أن يعمل ممثل النظام على قطع المساعدات الطبية عن مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا، التي يقطنها ملايين الأشخاص.
من جهة أخرى، أعربت منظمات مجتمع مدني في سوريا عن "إحباط حقيقي وصدمة كبيرة"، عقب انتخاب النظام عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.
وقالت 17 منظمة في بيان مشترك إن "هذا الإجراء يعد مكافأة للنظام على ما ارتكبه من جرائم بحق المدنيين وعمال الإغاثة والكوادر الطبية، ومن تدمير ممنهج للمستشفيات وغيرها من المراكز الصحية".
بيان من منظمات مجتمع مدني حول انتخاب نظام الأسد عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) May 31, 2021
لقراءة البيان: https://t.co/B9SRrcpzmp#اطردوا_الاسد_من_منظمة_الصحة#FireAssadOutOfWH#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/rCZSRuxCNI
وأوضح البيان أنه منذ آذار 2011 حتى آذار 2021، كان نظام الأسد والقوات الروسية وحلفاؤهم مسؤولين عن 540 هجمة مباشرة على المنشآت الطبية ومراكز الرعاية الصحية، تسببت تلك الهجمات بمقتل 827 عاملاً صحياً وطبياً، وفق منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، بالإضافة إلى مقتل 289 متطوعاً في الدفاع المدني السوري، وجرح أكثر من 890 آخرين، وفق أرقام الدفاع المدني السوري، معظهم كانوا ضحايا الهجمات المزدوجة.
وأشار إلى أن المنظمة "تغاضت بكامل إرادتها ليس فقط عن هذه الجرائم، بل عن تاريخ هجمات نظام الأسد خلال السنوات العشر السابقة من تدخلات بعمل المنظمات الدولية وتسييس وإساءة توزيع المساعدات الإنسانية".
واعتبرت المنظمات الموقعة على البيان أن "وجود نظام الأسد في مجلس منظمة الصحة التنفيذي سيزيد من قدرته على التأثير في سياسات وعمل المنظمة بشكل مسيس، وهذه النقطة لا تقل أهمية عن نقطة حماية المرافق ومنع تكرار استهدافها وتسمية النظام كمجرم، وبالنتيجة ستكون منظمة الصحة العالمية ضالعة بشكل أو بآخر بالجرائم التي تحصل بسوريا".
وطالب البيان "منظمة الصحة العالمية" بالتوقف عن دعم نظام الأسد، وتجنب الضلوع في جرائم الحرب، وانتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم ضد الإنسانية.
وأكدت المنظمات الموقعة على البيان أنها "لن تدخر جهداً لفضح جرائم النظام، وستستمر بالمطالبة بمساءلته هو وداعموه حتى تتحقق العدالة للضحايا".
ومن الموقعين على البيان: "نقابة أطباء حلب الأحرار"، "الدفاع المدني السوري"، "فريق ملهم التطوعي"، "منظمة بنفسج"، "منظمة الطوارئ السورية"، "معهد سوريا للتقدم"، "مبادرة الإيمان السوري"، "مع العدالة"، "لجنة العمل السياسي لأجل سوريا حرة"، "أطباء عبر القارات"، "مسيحيون سوريون من أجل السلام"، "المجلس السوري الأميركي".
وكانت مديرية الصحة في مدينة إدلب أصدرت بياناً نددت فيه بقرار "منظمة الصحة العالمية بضم نظام الأسد لعضوية مجلس إدارتها معتبرة أن المنظمة "تكافئ القاتل بعضوية في مجلسها التنفيذي متجاهلة سجله الحافل بجرائم الحرب الموثقة".