icon
التغطية الحية

متحف "سجون داعش" يوثق جرائم التنظيم في سوريا والعراق

2024.11.10 | 16:36 دمشق

داعش
يُتيح الموقع زيارات افتراضية لمراكز اعتقال وسجون سابقة ـ إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • أطلق ناشطون وصحفيون أرشيفا إلكترونيا باسم "متحف سجون داعش"، يوثق شهادات عن انتهاكات التنظيم منذ 2017، ويضم شهادات أكثر من 500 شخص.
  • يُتيح الموقع زيارات افتراضية لمراكز اعتقال سابقة، حيث عُثر على آلاف الوثائق ورسائل للسجناء محفورة على الجدران، بالإضافة إلى صور ثلاثية الأبعاد لـ 50 سجنًا سابقًا و30 مقبرة جماعية.
  • افتُتح أول معرض للمشروع في مقر اليونسكو بباريس، ويستمر حتى منتصف تشرين الثاني، ويهدف إلى الحفاظ على الأدلة لاستخدامها في المحاكم مستقبلاً.
  • يتضمن المشروع روايات مأساوية، مثل قصة داعية عراقي رفض مبايعة التنظيم وتعرض للتعذيب، وحكايات لأسرى تعرضوا لأبشع أنواع المعاملة.
  • يأمل القائمون على المشروع في مساعدة العائلات على معرفة مصير أحبائهم عبر إطلاق موقع جديد باللغة العربية خلال العام المقبل.

جمع عشرات الصحفيين وصناع الأفلام والناشطون في مجال حقوق الإنسان في سوريا والعراق منذ العام 2017، 500 شهادة على انتهاكات تنظيم الدولة، لتدرج في أرشيف على الإنترنت سمي "متحف سجون داعش".

وأصبح الموقع متاحا على الشبكة هذا الشهر، مانحا إمكان القيام بزيارات افتراضية لمراكز اعتقال سابقة سيطر عليها التنظيم، مع نشر روايات عديدة عن الحياة بين جدرانها. بحسب وكالة فرانس برس.

كما يقيم المشروع أول معرض له في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في باريس، حتى 14 تشرين الثاني الجاري.

وقال مدير "متحف سجون داعش" على شبكة الإنترنت الصحفي السوري عامر مطر (38 عاما) لوكالة فرانس برس  "داعش خطف أخي في العام 2013، وبدأنا نبحث عنه".

وأضاف "في العام 2017 بدأ التنظيم يتقهقر في المدن التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق من فعل الحرب عليه، فأتيحت لي ولفريقي فرصة دخول عدد من السجون التي كان يسيطر عليها".

وأكد العثور على آلاف الوثائق داخل هذه السجون، وقراءة كتابات محتجزين على جدرانها، بعدما هُزم التنظيم في العام 2019.

قصص من العراق

اعتقل عناصر تنظيم الدولة محمد العطار من متجر للعطور كان يملكه في مدينة الموصل العراقية عام 2014، واقتادوه إلى سجن حيث كان يغطي رأسه ببطانية أحيانا ليبكي من دون أن يلحظه المعتقلون الآخرون.

كان العطار الحائز على دكتوراه في الشريعة الإسلامية داعية، وسُجن عندما رفض إعلان ولائه للتنظيم وتعرّض للتعذيب.

وتحدث العطار عن ظروف احتجازه في قاعة في سجن الأحداث في الموصل حيث "حُشِر عدد كبير من المعتقلين" بلغ 148 على الأقل.

وقال الرجل الذي كان يبلغ 37 عاما آنذاك "الحسرة والكبت في داخلي لم يكن لهما حل، ففي السجن لا يبقى إلا البكاء، وهو ممنوع".

وأضاف "عندما كنت أشعر بأنني أريد أن أبكي كنت أضع رأسي تحت بطانية لكي لا يراني أحد وأنا أبكي. لم أستطع تحمل أن يراني الشباب الذين كانوا في سن أولادي باكيا، فأنا الأكبر سنا بينهم وكنت أخشى أن يصابوا بانهيار".

سيطر تنظيم الدولة على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، عام 2014، ومنع التنظيم المتطرف التدخين والكحول وكل أنواع الترفيه، وفرض النقاب على النساء وإطلاق اللحى على الرجال.

وتعمد مسلحو التنظيم اعتقال وإخفاء كل من يُشتبه برفضه لسيطرتهم، ونشروا الرعب عبر أساليب قتل مروعة استخدموها ضد كل من خالفهم، من ذبح وقطع رؤوس، إلى صلب ورجم بالحجارة.

"رسائل للمستقبل"

ووجد الفريق أسماء سجناء وآيات قرآنية محفورة في ملعب لكرة القدم في مدينة الرقة السورية، بالإضافة إلى عبارات من دراما تلفزيونية عرضت عام 1996 تتحدث عن السلام.

كما صادف الفريق داخل إحدى زنزانات سجن انفرادي تعليمات حول ممارسة الرياضة للحفاظ على اللياقة البدنية باللغة الإنكليزية.

وأكد مطر أنه احتجز في سجون النظام السوري مرتين في العام 2011 في بداية الثورة، لتغطيته الاحتجاجات ضد النظام.

وقال "كنت أكتب اسمي على الجدران لأنني لم أكن أعرف ما إذا كنت سأخرج من السجن أم أنهم سيقتلونني". وأضاف "أغلب السجناء لا يعرفون إذا كانوا سيخرجون من السجن أم لا. يكتبون على الجدران غالبا أسماء، أو استغاثات، أو حكايات عن شخص ما قتلوه".

وتابع "أحيانا يكتب أصدقاء شخص ما على جدران زنزانة أنه قتل في يوم محدد".

وأكد أنها "ربما رسائل للمستقبل ليتمكن الناس من العثور على شخص كان موجودا في هذا المكان".

 أدلة للمحاكم

قرر مطر وفريقه تصوير مواقع السجون السابقة وأرشفة كل المواد الموجودة فيها قبل أن تُمحى إذ كان جزء كبير منها أساسا "منازل أو مستشفيات أو مباني حكومية أو مدارس أو محلات تجارية"، وسرعان ما بدأت "تتغيّر ملامحها مع عودة الناس إليها" والعمل على إصلاحها.

وقال مطر المقيم حاليا في ألمانيا إن الفريق تمكن من التقاط صور ثلاثية الأبعاد لنحو 50 سجنا سابقا لتنظيم الدولة و30 مقبرة جماعية قبل أن تُمحى معالمها.

وفي المجموع، وثق الفريق 100 موقع سجن، وأجرى مقابلات مع أكثر من 500 ناجٍ، وحول أكثر من 70 ألف وثيقة للتنظيم إلى أرشيف رقمي.

وقال يونس قيس وهو صحفي من الموصل يبلغ 30 عاما وهو مسؤول عن جمع بيانات في العراق "تعرض كثر من أهالي مدينة الموصل لأبشع الجرائم وأبشع طرق التعذيب داخل سجون داعش".

وتابع "أنا صحفي من مدينة الموصل. سماع قصص مأسوية ورؤية جرائم حدثت بحق أهلي أمر صعب جدا بالنسبة لي"، مشيرا إلى صدمته خصوصا في أثناء سماع قصة امرأة من الأقلية الأيزيدية تعرضت للاغتصاب 11 مرة في أثناء احتجازها لدى التنظيم".

وقال "هذا هدف المشروع، أن نوثق ما حدث بحقوق الإنسان في العراق وسوريا في أثناء فترة التنظيم الإرهابي وما بعده".

وقال روبن ياسين كساب محرر الموقع باللغة الإنكليزية إن المشروع يهدف إلى "جمع معلومات" حتى يمكن استخدامها في المحكمة.

وأوضح "نريد أن تعرف الفرق القانونية في كل أنحاء العالم أننا موجودون وأنه يمكنها طلب أدلة منا".

لم يعثر مطر على شقيقه. ولكنه يأمل أن يُطلق خلال العام المقبل موقعا باسم "جواب" باللغة العربية، لمساعدة آخرين في معرفة ما حدث لأحبائهم.