قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن موسكو "تأمل في أن يراجع الغرب موقفه بشأن سوريا، وأن يتحول هذا الموقف نحو الاتجاه الإنساني والاقتصادي".
وفي كلمة له في الجلسة الافتتاحية للقاء "أستانا 16" في العاصمة الكازاخية نور سلطان، أضاف لافرنتييف أنه "نأمل أن يتخذ ما يسمى بالغرب الجماعي، قراراً بمراجعة وتعديل موقفه بشأن سوريا، لصالح عنصر إنساني أكثر في الاتجاه الاجتماعي والاقتصادي"، وفق ما نقلت عنه وكالة "تاس" الروسية.
وأشار المسؤول الروسي على أن القمة التي عُقدت في جنيف بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي جو بايدن، والتي تم خلالها مناقشة عدة قضايا من بينها التسوية السورية "كانت بناءة ومشجعة".
من جانب آخر، أكد لافرنتييف أن روسيا "تطالب بوقف عمل آلية إيصال المساعدات عبر الحدود السورية"، مشدداً على أن "المساعدات يجب أن تصل عبر دمشق".
وأوضح أن المساعدات الإنسانية تصل منذ حوالي 6 – 8 أشهر إلى شمال شرقي سوريا، منوهاً إلى أن "المساعدات التي تصل إلى إدلب مسيّسة، وأن المسلحين يمنعون وصولها إلى المدنيين".
وانطلقت اليوم في العاصمة الكازاخية نور سلطان الجولة 16 من لقاء "أستانا" حول سوريا، وتستمر حتى يوم غد الخميس، ويشارك في الاجتماع ممثلو الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، ووفدا النظام والمعارضة، إضافة إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، ووفود الدول المشاركة بصفة مراقب وهي لبنان والعراق والأردن وممثلو المنظمات الدولية.
ومن المنتظر أن تناقش المباحثات تمديد التفويض الأممي لإيصال المساعدات الأممية عبر الحدود الذي ينتهي في 10 تموز الجاري.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وفد المعارضة، أيمن العاسمي، إنه "في هذه الجولة والجولات السابقة فإن المعارضة تمثل صوت الشعب السوري والثورة، ومن دون حضورها لا يمكن حصول أي اجتماع"، مضيفاً أن "المعارضة جزء من المسار، وتمثل آمال الشعب والثورة، وفاعليتها تتعلق بمدى الجدية التي تكون عليها الأطراف الأخرى وخاصة الروس، لأن الإيرانيين جزء من المشكلة وليسوا جزءاً من الحل".
وأوضح أن "المعارضة تحاول التحاور مع الروس بالاجتماعات، وأن فاعلية وجودها بالمسار مركبة وليس بسبب جولة وبفترة مؤقتة أو آنية، هي موجودة بحكم نوع المعارضة التي معظمها عسكري، وهو جزء أساسي في القضية السورية".
وحول أجندة الاجتماعات أفاد العاسمي بأن "الأجندة مستجدة دائماً ومدى الاتفاق عليها يكون بحسب الجدية من قبل الروس تحديداً، ولكن واضح أن القضية تتعلق بالمعابر وخاصة أن الموضوع الإنساني مهم لكل السوريين".
وقال "نحن نحرص على أن تستمر المساعدات لكل المناطق، وبقاء المعابر مفتوحة لضمان دخول المساعدات عبرها"، مشيراً إلى أن "هناك بوادر أمل وحلحلة في قضية المعابر".
ولفت إلى أن "القضية الثانية هي خروقات النظام وعملية التصعيد التي كانت تعقد لأجلها جولات أستانا وجنيف، إذ إن النظام يصعد ويستخدم الإجرام لتحقيق مآرب عسكرية وسياسية".