أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، أن مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم "معقدة بسبب عدة ظروف، ولا بد من خلق الظروف الملائمة لعودتهم".
وأضاف لافرنتييف، في تصريحات على هامش الاجتماع الروسي - السوري حول عودة اللاجئين في دمشق، أن "الناس اضطروا للانتقال لأماكن أخرى دون عمل أو وسائل أخرى ضرورية للحياة، لذا هناك عدد كبير منهم يرغب بالعودة، ولا بد من خلق الظروف الملائمة للعيش والعمل".
وطالب المسؤول الروسي، المجتمع الدولي بتقديم الدعم، ليس فقط عبر مساعدات إنسانية لمن هم خارج الحدود، في إشارة إلى اللاجئين السوريين، وإنما خلق الظروف لكي يستطيعوا العودة إلى وطنهم.
ويأتي تصريح مبعوث الرئيس الروسي، وسط تضارب التصريحات لمسؤولي النظام وروسيا حول الأعداد الحقيقية للاجئين الذين عادوا إلى البلاد، في اجتماع اللجنة المشتركة لمتابعة تنفيذ نتائج "المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين" الذي عقد بدمشق، في تشرين الثاني من العام الماضي.
تضارب في أرقام اللاجئين السوريين العائدين
أكد رئيس مركز التنسيق السوري - الروسي ميخائيل ميزينتسيف، عودة أكثر من 2.2 مليون مهجر سوري من الداخل والخارج، منذ بدأت روسيا العمل على إعادة اللاجئين السوريين قبل عامين، أشار رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية السورية – الروسية، ووزير الإدارة المحلية في حكومة النظام، حسين مخلوف، إلى عودة خمسة ملايين مهجر حتى الآن، منهم 2.5 مليون لاجئ من داخل وخارج سوريا، منذ تأسيس الهيئتين التنسيقيتين السورية - الروسية.
يشار إلى أن هيئتي التنسيق السورية والروسية، اتهمتا الدول الغربية بمعارضة وإعاقة عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، عبر اتخاذ موقف "غير بنّاء وتضليل الرأي العام العالمي، بذريعة أن الشروط المناسبة لعودة المهجرين لم تتحقق بعد".
وقالت الهيئتان، في بيان مشترك عقب ختام الاجتماع الروسي - السوري حول عودة اللاجئين، إن الدول الغربية "تعتمد سياسة العقوبات على النظام التي تكبح عملية إعادة إعمار سوريا، وتحد من قدر المواطنين على تأمين احتياجاتهم الأساسية، ما يعيق عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم".
مؤتمر عودة اللاجئين
والإثنين الماضي، انطلقت في دمشق أعمال الاجتماع المشترك بين نظام الأسد وروسيا لمتابعة أعمال "المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين"، والذي عارضته وامتنعت عن حضوره معظم دول العالم.
ودعا وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، في كلمة له بافتتاح الاجتماع، اللاجئين السوريين إلى العودة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، متهماً دولاً غربية بتسييس هذا الملف، مدّعياً أن "الأبواب مفتوحة أمام جميع السوريين في الخارج للعودة الطوعية والآمنة ليساهموا في بناء بلدهم".
وأضاف أن "عودة السوريين من الخارج تُشكل أولوية للدولة السورية"، وأن حكومة نظامه "بذلت جهوداً مكثفة ضمن الإمكانات المتاحة لديها لتسهيل وتيسير عودة مواطنيها المهجرين إلى بلدهم ولتهيئة ظروف الحياة المناسبة".